الاستثمار في الانتماءات المتعددة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الاستثمار في الانتماءات المتعددة

المغرب اليوم -

الاستثمار في الانتماءات المتعددة

د. آمال موسى
د. آمال موسى

تتداخل اليوم جميع المجالات بعضها مع بعض، بشكل يجعل من النجاعة مشروطة بالتفاعل والتبادلية الإيجابية بين الأبعاد المتعددة في الوقت نفسه. فالاقتصاد بوصفه يمثل اليوم موضوع تنافس دولي ومصدر استقرار لجميع البلدان، وأيضاً هو المجال الذي يكشف عن مؤشرات النجاح من عدمها.وفي هذا السياق تحديداً نطرح فكرة ارتباط البحث عن الثروة بمراجعة نظرتنا إلى مفهوم السوق. ذلك أن السوق تتصل بدورها بمعطى آخر هو الانتماء. ومن هذا المنطلق فإنَّ الشعوب التي طورت نظرتها للسوق وتوسعت في تحديد رؤيتها وفق حاجياتها الاقتصادية نسجت لنفسها هويَّات متعددة وانتماءات مختلفة.

طبعاً السوق الأولى هي السوق الوطنية وهي السوق الأصل. ولكن هذه السوق ليست معزولة بقدر ما هي في تفاعل اليوم مع غيرها من الأسواق. والدخول إلى الأسواق غير الوطنية يشترط الإرادة والطموح وأيضاً ذريعة الانتماء، حتى لو كانت هذه الذريعة غير منصوص عليها في تعريف السوق في الزمن الراهن الذي لا يعترف بالحدود وبطاقات الهوية بالمعنى الكلاسيكي.
ولا شك في أنَّ الجغرافيا هي العامل الرئيسي في تشكيل باقة الهويات المقصودة. فتونس مثلاً بلد متعدد الانتماءات: فهي مغاربية وأفريقية وعربية وإسلامية وعالمية. وغيرها من البلدان أيضاً ينطبق عليها هذا التعدد في الانتماء المبني على تعاليم الجغرافيا من جهة، وأيضاً الخصوصيات الثقافية من جهة ثانية، وأحياناً تتدخل محددات أخرى مثل التوجهات السياسية لتخلق انتماء يتميز بالظرفية السياسوية، كما حصل ذلك في الحرب العالمية حين انقسمت الدول إلى دول المحور مثلاً.

طبعاً هذه الانتماءات المتعددة هي قائمة الذات لأنَّها متصلة بحقائق ثابتة مثل الانتماء الجغرافي والثقافي لغة أو ديناً أو عرقاً. غير أنَّ ثبوتها كمعطيات ثابتة وواقعة لا يعني آلياً الاستثمار الاقتصادي الناجح في هذه الانتماءات. لذلك فهي رأسمال هناك من يستثمره في الانخراط بأسواق أخرى، وهناك من يهمله تقاعساً أو لتواضع ملكة الاستثمار الجيد للفرص المطروحة أمام كل بلد يفهم أن الانتماءات هي أسواق للاستثمار والتوريد والتصدير، وغير ذلك من مجالات خلق الثروة وتنميتها.

فالمنطقة المغاربية هي سوق والبلد المجاور هو سوق، والمحيط الإقليمي سوق والقارة سوق، والقارة الأقرب سوق ودول البحر الأبيض المتوسط سوق... والعالم بأسره سوق.وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكيانات القائمة على الهوية الثّقافية مثل الدول العربية والدول الإسلامية والمسيحيين العرب وصولاً إلى الإنسانية جمعاء. وهنا نشير إلى أنَّ العولمة الثقافية وانخراط العالم ضمن أفق مشترك من المبادئ وتوحيد مؤشرات قياس التنمية؛ كل ذلك خلق أيضاً انتماءات من نوع آخر، وهي بدورها تمثل أسواقاً لإنتاج الثروة وزيادتها، خصوصاً أنَّ بعض المؤشرات أصبحت اليوم من محددات التصنيف المالي، ومن معايير تحديد نسب الفائدة وحتى تقديم الهبات وإقامة الشراكات.

ماذا نقصد من التركيز على هذه الفكرة بالذات؟

المقصود بكل بساطة أن نربط اقتصادياً بين مختلف الانتماءات الممكنة وفتح أسواق لبلداننا بما تعنيه من خلق فرص عمل ومن أرباح ومن استثمار. ولا تفوتنا الإشارة إلى أنَّ هذا الربط ليس آلياً ومكسباً طبيعياً تمنحه الجغرافيا والثّقافة وأحياناً التّحالفات السياسية، بل إنَّه ربط مُفكرٌ فيه ويتميَّز بطابع استراتيجي حيوي تستنفر من أجله كل القوى الحيّة في البلد الواحد، من أجل الاستثمار في كل شكل من أشكال الانتماء وتحويل الانتماء إلى سوق وإلى فرصة استثمار وإلى أرباح تضخ في الاقتصاد الوطني.

ويبدو لنا أنَّه في هذه النقطة تحديداً يكمن الذكاء الوطني وتظهر القدرة على خلق الثروة من خلال رسم خريطة مسح كاملة لكل الانتماءات الظاهرة واقعياً والممكنة افتراضياً والمخفية أيضاً، وتحتاج إلى عقل يتدبر أمر حياكتها على نحو خاص. وهكذا نظفر بمجموعة من رؤوس الأموال المقابلة لمجموعة من الانتماءات ونعتقد أنَّ التفكير في خريطة الانتماءات هو بمثابة التنقيب عن الثروة التي هي في جزء كبير منها اجتهاد وذكاء واستنباط ومهارة وقدرة على الاتصال الاقتصادي والاستثمار في خريطة الانتماءات المتعددة والمعلومة وغير المنتبه إليها.

ونعتقد أنَّ وزارات الاقتصاد في بلداننا من المهم أن تحدث مجالس خاصة تفكر في مسألة الاستثمار في الانتماءات الجغرافية والجغرا - ثقافية والجغرا - سياسية وغيرها، وهو ما يكشف لنا بوضوح أنَّ الجغرافيا بما تُحدده من خريطة قرب هي نفسها متعددة الأشكال، وهو بدوره ما يحتم مزيد الاجتهاد منا كشعوب عربية حتى نتمكن من اقتلاع أرض لنا في كل الجغرافيات، مع العلم أنَّ الجغرافيات الاقتصادية لا تعترف بالحدود.

إنَّ فلسفة خلق الثروة في القرن الحادي والعشرين تتميز بالديناميكية والابتكار وبالأبواب المفتوحة أمام الأكثر قدرة على افتكاك الأسواق التي الهدف منها تحقيق الرفاه لشعوبنا.
نُدافع عن استراتيجية الربط الذكي بين معادلة خلق أسواق لكل الانتماءات التي تمثلنا كشعوب عربية على خلفية أنَّ هذا الربط هو دفاع عن وجودنا في مختلف الخرائط التي ابتكرها العالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار في الانتماءات المتعددة الاستثمار في الانتماءات المتعددة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib