معجزة سنغافورة قصة البدايات
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

معجزة سنغافورة.. قصة البدايات

المغرب اليوم -

معجزة سنغافورة قصة البدايات

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

يعرف الشباب العربي المعاصر سنغافورة بوصفها دولة ناجحة تمثل نموذجاً نهضوياً فريداً، وينتهي الأمر هنا لدى الغالبية منهم، وهذه معرفة ناقصة لا تضمن فائدةً ولا تحفّز عقلاً، بينما الغوص في التجربة قراءةً وتمعناً، مقارنةً وتحليلاً، تحدياتٍ ونجاحاتٍ، تمنح النموذج حقه وتجعله إضافةً معرفيةً حقيقيةً. الجدالات النظرية بالغة الأهمية في تشكيل العقول والأفكار ورسم الأولويات وتجنب الأخطاء، ولكنها بحاجة دائمة للنماذج التي يمكن دراستها والأمثلة التي يمكن استقصاؤها والتفاصيل التي تمكن محاكمتها، لأن الأفكار حين تتجسد في تجربة إنسان قائدٍ أو مجتمعٍ وشعبٍ أو أمةٍ ودولةٍ تمنح التاريخ معنى ودارس التاريخ حكمةً.
«من العالم الثالث إلى الأول»، هذا هو عنوان الكتاب الضخم والجليل الذي ألفه باني نهضة سنغافورة الحديثة «لي كوان يو» ويروي فيه تجربته التي تصف «قصة سنغافورة 1965 – 2000» بحسب العنوان الفرعي الذي وضعه، وهو كتاب من ألف صفحةٍ مترعةٍ بالحكمة والعقل والرؤية واستشراف المستقبل.
بداية الكتاب صفحاتٌ ليست بالقصيرة تنقل مقتطفاتٍ من ثناء عاطرٍ أسبغه قادة العالم الكبار على الكتاب والكاتب، على التجربة وصانعها، على صانع القصة في الواقع وراويها في كتابٍ للتاريخ، كوفي عنان وجورج بوش ومارغريت تاتشر وجاك شيراك وعشرات الأسماء سجلت حكمها على التجربة وفرادتها والكتاب ومؤلفه.
كتاب بهذه القيمة والتميز جديرٌ بأن يقدم له رجل بفكر وثقافة وموسوعية هنري كيسنجر، مالئ الدنيا وشاغل الناس، الذي وضع الكتاب ضمن سياقه الواقعي والتاريخي من وجهة نظره، عبر السياق الحضاري الغربي للحضارة الإنسانية، وهو ما يمكن لكل قارئ أن يجد زاويته الخاصة التي ينظر منها للتجربة وللكتاب المعبر عنها، وكم نحن بحاجة في منطقتنا لتمثل مثل هذا النموذج الملهم حضارياً وتنموياً ونهضوياً، لا بوهم التطابق الذي يحرف الفكر، بل بالمقارنة والتحليل وأخذ الحكمة من أحد منابعها الأصيلة.
التحديات كما عرضها «لي كوان يو» وباختصارٍ سيكون مخلاً بالتأكيد، هي جزيرة صغيرةٌ في جنوب شرق آسيا، فقيرة الموارد الطبيعية، قليلة السكان، وهم على قلتهم مختلفون عرقياً بين صينيين وملاويين وهنود، وهم مجتمع «متعدد اللغات والثقافات والديانات»، وتقع سنغافورة بين دولتين من أكبر دول المنطقة هما إندونيسيا وماليزيا، وكانت قد خرجت لتوها 1965 من أكثر من قرنٍ من استعمارٍ بريطاني ومرّت بفترة احتلالٍ يابانيٍ واستقلت عن الاتحاد الماليزي الذي لم يكن يرغب بها.
كلمات يجب أن يقرأها الشباب العربي المتعلم والطموح للمستقبل استهلّ بها «لي كوان يو» كتابه، وهي تستحق التأمل العميق والمقارنة الواعية، يقول فيها: «كتبت هذا المؤلف من أجل الجيل الشاب من السنغافوريين الذين اعتبروا الاستقرار والنمو والرخاء قضايا مسلماً بها»، ويضيف: «لا نستطيع تجاهل حقيقة أن النظام العام، والأمن الشخصي، والتقدم الاقتصادي-الاجتماعي، والرخاء والازدهار، ليست من النظام الطبيعي للأشياء»، وهذه العبارات تحتاج أن يقرأها شباب دول الخليج بتمعنٍ ودولهم تخطّ طريقها نحو المستقبل وتواجه تحدياتٍ كبرى تقودها آمال عراض.
في الثانية والأربعين من العمر أصبح مسؤولاً عن سنغافورة المستقلة، وواجه ثلاثة تحديات: الظفر بالاعتراف الدولي وتكوين الجيش وبناء الاقتصاد، وكمثالٍ ففي «تكوين الجيش» كان واعياً بدوافع شعبه، وعزا دواعي رفض الجندية لدى قطاعات من شعبه إلى أسباب سياسية أو تاريخية أو استعمارية، في قصص وتفاصيل تروي كيف يمكن للقائد المدرك لكل تفاصيل شعبه وخلفياته وحساسيته أن يبحر ببلاده في أمانٍ ويجنّد كل الجهود والطاقات لمشروعٍ جامعٍ يصنع المستقبل.
أخيراً، فهذه هي فقط بداية قصة تشكل المعجزة السنغافورية التي يمنح التمعن فيها شواهد على جدالات قائمة في عالمنا العربي المعاصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معجزة سنغافورة قصة البدايات معجزة سنغافورة قصة البدايات



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib