مع أوباما وفريد زكريا
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

مع أوباما وفريد زكريا

المغرب اليوم -

مع أوباما وفريد زكريا

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

بنت السعودية وأميركا علاقاتٍ قديمة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة واللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت وإلى اليوم، وحين نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً عن توتر العلاقات بين البلدين قبل أيامٍ، ردت السفارة السعودية في واشنطن بأن «العلاقات تاريخية وقوية».
دول الخليج العربي بنت نفس العلاقات مع أميركا، وكان الطرفان العربي والأميركي متفقين في معظم الملفات الكبرى إبان الحرب الباردة، في مواجهة الشيوعية واليسار ثم «النظام الإيراني» ومن بعد في مواجهة «الإرهاب»، ولم تتغير السعودية والإمارات تحديداً، ولكن أميركا تغيرت، ومنذ أصبح «أوباما» رئيساً عمل بفكر يميل لليسار الليبرالي وسياسات غير ودودة تجاه الدول العربية مع توددٍ غير مسبوقٍ للنظام الإيراني وتحالفٍ مع جماعات الإسلام السياسي، وبدأ الخلاف يتسع.
في أحداث ما كان يعرف زوراً بـ«الربيع العربي» كان أوباما يسابق الجماهير في «القاهرة» و«بنغازي» و«المنامة» ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي و«السوشيال ميديا»، وفي الوقت الذي سعى لإسقاط الأنظمة العربية كان يطبخ «الاتفاق النووي» مع إيران، ويدعم استحواذ «جماعات الإسلام السياسي» على السلطة، تنبّهت السعودية والإمارات مبكراً لكل التفاصيل التي تحرّك هذا التوجه السياسي المعادي وتشكل التحالف المنقذ في العالم العربي بين الدولتين.
نجح هذا التحالف في إنقاذ «البحرين» و«مصر» من براثن الفوضى والإرهاب ومنع سقوط وتفكك «ليبيا» ومن بعد تشكل «التحالف العربي» لإنقاذ اليمن، وتمت عودة الدولة في «تونس» وكل هذا تمّ دون رضا أميركي، بل بمواقف لا يمكن وصفها بالودودة أو الصديقة، والسياسات والقرارات والتصريحات الأميركية موثقة ومؤرخة ويعلمها الجميع.
كشفت مذكرات أوباما وتصريحاته بعد انتهاء ولايتيه، وما كتبه المقربون منه عن تفاصيل لم تكن معروفة ساعة وقوع الأحداث وتشكل السياسات، وجاءت ولاية الرئيس «ترمب» فعاد الصفاء مؤقتاً للعلاقات، ولكن بعودة «بايدن» عادت سياسات أوباما وفريقه بنفس التوجهات وذات الأشخاص أحياناً، وأصبحت التصريحات أكثر صراحة ووقاحة، وحين بدأت الحرب «الروسية الأوكرانية» كان المشهد الدولي على موعدٍ مع حدثٍ كاشفٍ لما كان يعتمل قبله تحت السطح، وكانت السعودية والإمارات قد أنجزتا علاقاتٍ متقدمة مع الصين وروسيا في توازنٍ دقيقٍ وعملي أذهل المراقبين حول العالم.
بعد محاولات لممارسة الضغوط لم يستجب لها أحدٌ، بدأت الإدارة الأميركية في مراجعة سريعة لمواقفها، وعلمت جيداً أن الدول الواعية والقوية والحية والمؤثرة قادرة على قلب الكثير من الموازين، وبدأت أميركا في إرسال المسؤولين الرفيعين؛ وزراء ومستشارين، وفي إرسال أقرب حلفائها رئيس الوزراء البريطاني للمنطقة، والسعودية والإمارات تحديداً، وشرعت أميركا في اتخاذ مواقف أكثر عقلانية وواقعية، وتم إنجاز عهد جديدٍ لبناء مستقبل أفضل لليمن دولة وشعباً، وأصبحت إسرائيل دولة طبيعية في المنطقة، وتراجعت تركيا عن غالب السياسات العدائية ضد دول الخليج، وفي الوقت نفسه فإن «مفاوضات فيينا» لم تؤدِّ إلى «اتفاقٍ نووي» جديدٍ مع إيران.
لم تُجد شيئاً تصريحات هيلاري كلينتون عن «العصا والجزرة»، إلا أنها ذكّرت العالم بحادث إغلاق الأمير سعود الفيصل للهاتف في وجهها إبان الهيجان الأميركي في أحداث «الربيع العربي»، وعملياً أخذت تصريحات أكثر وداً تخرج من أعضاء فاعلين في الإدارة الأميركية الحالية تؤكد على التحالف القديم والمصالح المشتركة، وعلى أهمية ضمان أمن دول الخليج وترشيح مايكل راتني سفيراً لدى السعودية لاستدراك الأخطاء وإصلاح ما خربته الآيديولوجيا اليسارية الليبرالية من علاقاتٍ ومصالح.
ثار جدلٌ مستحقٌّ منذ أكثر من عقدٍ من الزمان بين النخب الثقافية في العالم العربي ودول الخليج إبان «الربيع العربي» المشؤوم عن «الديمقراطية» و«الحرية» و«الجماهير» ووسائل التواصل الاجتماعي و«الإسلام السياسي» و«استقرار الفوضى» والفرق بين غايات ومصالح الدول العربية وأميركا والدول الغربية من جهة أخرى، وانحاز الغالبية للغرب وسياساته وتياراته وبقيت القلة تؤكد على تباين المصالح وتناقض الغايات، وقد اتضحت الصورة اليوم. موقفان يستدعيان التعليق في هذا السياق، الأول، حديث «أوباما» في سان فرانسيسكو والثاني، مقال «فريد زكريا»، أوباما دعا إلى «إصلاح القوانين التي تحكم شبكات التواصل الاجتماعي لتصبح أكثر مسؤولية وشفافية»، وأن المشكلة تكمن في «المحتوى الذي تروج له هذه المنصات»، وأنها ليست «حيادية»، وانقلب السحر على الساحر باعتراف مباشر وصريح.
زكريا بدوره وبعد أن هام في عدائه للسعودية والإمارات سنين عدداً - مثله مثل إعلام اليسار الليبرالي - عاد ونشر مقالة في «واشنطن بوست» نفسها - ويا للمفارقة - ليؤكد أهمية دور السعودية والإمارات في قيادة المنطقة والتأثير في توازنات القوى في العالم، وعرف عبر الطريق الصعب ما كان يمكن معرفته بطرقٍ أسهل وأكثر عقلانية وعملية، وكنت قد التقيته شخصياً حين زيارته للرياض 2004 التي عاد منها ونشر تقريراً لا يمت للصداقة بصلة.
مقالة فريد زكريا المنشورة قبل أيامٍ نموذج يشرح كيف يمكن أن تخضع الدول العظمى مثل أميركا، لقوى أصغر منها مثل السعودية والإمارات، إذا أديرت المعركة بعقل وحكمة وشجاعة، ويكفي تذكر حملات «واشنطن بوست» واليسار الليبرالي الأميركي ضد السعودية في الإعلام وفي السياسة ورصد التحولات والمراجعات. للحقيقة وللتاريخ، فلم تتراجع السعودية والإمارات، ولكن أميركا تراجعت، هذه حقائق باردة ووقائع معلنة، وهي نتاج سياسات العقل والحكمة والشجاعة والبعد عن «الآيديولوجيات» التي تعمي السياسيين حتى وإن قادوا دولاً عظمى، وهو أمرٌ يسعد الصديق ويسوء العدو من دون شك.
يتبادر إلى الذهن موقف عددٍ من النخب العربية المثقفة التي كانت تدافع عن «أوباما» وما زال بعضها يدافع عن «بايدن» والتي حاولت وتحاول تبرير كل السياسات العدائية الأميركية، ويجب أن تسأل عن موقفها اليوم، وكيف تقرأ التحول الكبير الذي جرى ويجري في أميركا تجاه المنطقة ودولها وملفاتها الساخنة؟
أخيراً، فثمة سؤال يجب طرحه هنا، وهو هل يمكن أن تتغير أميركا في سياساتها تجاه المنطقة دولاً وشعوباً مستقبلاً بعدما وجدت نفسها مضطرة اليوم إلى التراجع والمراجعة؟ والجواب هو بالتأكيد نعم، فهي دولة عظمى وإمبراطورية كبرى، ولكن الرهان الحقيقي هو على دول المنطقة في السعودية والإمارات والحفاظ على سياسات العقل والحكمة والشجاعة في مواجهة أي تحدياتٍ مستقبلية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع أوباما وفريد زكريا مع أوباما وفريد زكريا



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib