السعودية والحج تاريخ وواقع ومستقبل
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

السعودية والحج... تاريخ وواقع ومستقبل

المغرب اليوم -

السعودية والحج تاريخ وواقع ومستقبل

بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي


الحج خامس أركان الإسلام، وهو مرتبط بشكل كاملٍ بزمانٍ ومكانٍ مقدسين عند أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، يؤدى في أيام من شهر ذي الحجة زمانياً، وفي مكة المكرمة والمشاعر في منى وعرفات ومزدلفة مكانياً. وهو عبادة محضة يكتنفها الإيمان والإخلاص، ولا علاقة لها بأي حالٍ من الأحوال بالصراعات السياسية في أي زمانٍ.
ثمة نهج ثابتٌ في معاداة الدولة السعودية، وهذا شيء طبيعي في السياسة، ولكن غير الطبيعي أن تسعى فئات تختلف مع السعودية سياسياً إلى استغلال موسم الحج بأي أعمالٍ شنيعة، لا تتوافق مع قدسية الزمان والمكان والشعائر، سواء كانت أعمالاً إرهابية أم حزبية أم سياسية، وقد حدث هذا كثيراً في الماضي، وما زال يحدث في الحاضر.
مبادئ السعودية الكبرى تعتبر أن خدمة الحرمين الشريفين تشريف عظيم، ولقب عاهلها الرسمي هو خادم الحرمين الشريفين، وكل مقدراتها مسخرة لهذا الهدف السامي، وهي لم تسيّس الحج قط في تاريخها، ولم تجعله منبراً لمهاجمة خصومها أو استغلاله ضدهم؛ بل كان حرصها الدائم وسياستها الثابتة، خدمة ضيوف الرحمن من شتى البلدان والطوائف المختلفة والمذاهب المتعددة، وأن يقضوا نسكهم في يسر وسهولة وأمن وأمانٍ، ويعودوا لبلدانهم سالمين.
اليوم، وميليشيات الحوثي تستهدف الحرم المكي بالصواريخ الباليستية الإيرانية، وقطر تمنع مواطنيها بشتى الطرق من تأدية الحج، وهي بلا شك أفعالٌ شنيعة ومواقف سياسية تسعى لاستغلال الدين لخدمة مآربها الآنية، فإن ذلك ليس أمراً جديداً؛ بل حدث في التاريخ القديم والحديث، ودون إسهابٍ في عمق التاريخ، إلا أن الشواهد الحديثة والمعاصرة تكفي لإيضاح الصورة.
يحكي التاريخ الموثق أنه منذ حازت السعودية خدمة الحرمين الشريفين في عهد المؤسس الملك عبد العزيز، رُفعت المظالم ونُشر العدل وحُفظت الحقوق واستتب الأمن والأمان، وتم توحيد الصلاة في الحرمين، ورفعت أشكال التفرقة بين المسلمين، وتم الشروع في تطوير الحرمين والمشاعر خدمة لضيوف الرحمن، فتمت توسعات متتابعة، في عهد الملك سعود، والملك فهد، والملك عبد الله، وفي عهد الملك سلمان، في سياسة ثابتة للدولة السعودية، سيتم تطويرها بشكل أكبر ضمن «رؤية السعودية 2030» التي يقودها ولي العهد السعودي.
ولكن في المقابل ثمة تاريخ طويل من الاعتداءات والجرائم واستغلال الحج لأهداف سياسية وإجرامية وإرهابية، وكانت ثمة مجازر وجرائم ضد سكان الحرمين الشريفين، من العثمانيين وغيرهم من الطامعين قبل الحكم السعودي، والسياق هنا لا يحتمل التفاصيل.
في عهد الملك عبد العزيز، أرسل أجداد «الحوثي» الذي يستهدف مكة بالصواريخ الباليستية، مجموعة إرهابية لاغتيال الملك عبد العزيز في المسجد الحرام والشهر الحرام في حج عام 1935، ولكنهم فشلوا ونجا الملك، وبقي الحج في أمن وأمانٍ.
في عهد الملك سعود وفيصل، قدم «الإخوان المسلمون» كلاجئين إلى السعودية، ولقوا الحماية والتكريم، ولكنهم كانوا يستخدمون مواسم الحج لأهدافهم الحزبية والسياسية في شدِّ عصب التنظيم وجمع الأموال وغيرها، خلافاً للسياسة السعودية المعلنة الرافضة لأي تسييس للحج.
وفي عهد الملك خالد، قام المجرمون المتطرفون من جماعة جهيمان باحتلال الحرم المكي بقوة السلاح، متأثرين بالخطابات المتطرفة، وبخطاب جماعة «الإخوان المسلمين» والجماعات المنبعثة عنها، وتم القضاء عليهم، واستمرت السعودية في خدمة ضيوف الرحمن.
وقام في إيران نظام الولي الفقيه، الذي جعل من أولوياته استهداف السعودية، وتصدير الثورة إليها، وسعى جهده لتسييس الحج، وقام بمظاهرات حاشدة قادها حرسه الثوري في مكة والمشاعر المقدسة، فقتل كثيراً من الحجاج الآمنين في حج عام 1987، في مجزرة رهيبة لا تليق بقداسة الحج ولا قداسة الحرم.
وأعادوا الكرة في عام 1989 في تفجيرات دربوا منفذيها على تنفيذها في الحج. وقد أبدت السعودية صرامة في حماية الحجيج والمشاعر المقدسة، أوضحت بجلاء أنها لن تسمح أبداً بتعكير أجواء الحج أو تسييسه.
ثم دخل تنظيم «القاعدة» المدعوم إيرانياً وقطرياً على الخط، فأدخلوا السلاح في الحرم المكي، عبر مصاحف القرآن التي كانوا يقطعونها ويخبئون المسدسات داخلها، وعبر الخطط الشريرة للتفجير بجوار الحرم المكي، ولكن السعودية ويقظة قادتها ورجال أمنها منعوا حدوث كل تلك الشرور.
هذا السرد المختصر جداً يحكي قصة مهمة توضح الفرق بين توجهات السعودية وأولوياتها لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وبين جهاتٍ متعددة، وإن اختلفت أهدافها في مراحل تاريخية معينة، إلا أنها تجتمع اليوم على الشرور نفسها والاستهداف ذاته، وأنها مهما اختلفت شعاراتها في السابق فإن الواضح اليوم وبالحقائق والمعلومات أنها قد أصبحت جهة واحدة بأهدافٍ وغاياتٍ موحدة، هي العداء للسعودية كدولة، واستهداف الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن بكل أنواع الإرهاب والتسييس والشعارات.
أكثر من مليوني حاج، ووجودهم في أماكن محددة لأيام معدودة تحتاج لجهود جبارة ومتطورة، لتوفير أمنهم وسلامتهم وصحتهم، وتقديم أفضل الخدمات لهم، وهو ما نجحت فيه السعودية لعقودٍ طويلة، وهي باتجاه مرحلة جديدة من تطوير تلك الخدمات إلى مستوياتٍ غير مسبوقة اليوم وفي المستقبل، وهذا واحد مما يسبب الحنق والحقد لدى خصوم السعودية، وليس من حل لمواجهة هؤلاء الخصوم سوى الاستمرار في النجاح والمزيد منه.
العناد السياسي مهلكة، وهو نهج استخدمه هتلر وحلفاؤه، وموسوليني إيطاليا، واليابان في الحرب العالمية الثانية، وفشلوا فشلاً ذريعاً، كما استخدمه الخميني في حربه مع العراق، وفشل فشلاً ذريعاً، كما استخدمه صدام حسين في غزوه للكويت وفي حرب 2003 وفشل فشلاً ذريعاً، واليوم يعيد خامنئي سياسة سلفه الفاشلة، وجماعة «الإخوان المسلمين» عاندت طويلاً بسبب آيديولوجيتها، وتصرُّ قطر اليوم على هذا العناد الفاشل وستفشل مثل سابقيها، وإن تحالفت معهم، فتحالف الفاشلين يزيد الفشل.
رعاية السعودية للحرمين الشريفين وللمشاعر المقدسة لمليار ونصف مليار مسلم حول العالم، هي محل تقدير واحتفاء من كل قادة العالم السياسيين والدينيين، ومن كل المؤسسات الدولية الحقوقية والإعلامية، وهي ما يهدف له كل دعاة السلام والتسامح في العالم، وهي محل فخرٍ وقوة في الوقت نفسه، وهي ما يتم تطويرها لتصبح أكثر نجاحاً وتطوراً.
أخيراً، بحجم اتساع الرؤية وطموح النجاح، وبحجم الأمل والحرص على التطور والتأثير تكون النتائج، وهذه هي السعودية الجديدة. وكل عامٍ وأنتم بخير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية والحج تاريخ وواقع ومستقبل السعودية والحج تاريخ وواقع ومستقبل



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib