الصين والزعيم الأعلى الراسخ
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

الصين والزعيم الأعلى الراسخ

المغرب اليوم -

الصين والزعيم الأعلى الراسخ

أمير طاهري
بقلم : أمير طاهري

عندما تولى منصب زعيم الصين قبل عشر سنوات، رحّب الخبراء ووسائل الإعلام الغربية بالرئيس شي جينبينغ بوصفه الرجل الذي سيفتح الطريق أمام إصلاحات سياسية كبرى تعكس التحول الاقتصادي المتزايد للنمر الآسيوي الصاعد، حتى إن البعض رأوا فيه نسخة أكثر حكمة من ميخائيل غورباتشوف، وتكهنوا بأنه قد يتبنى رواية نهاية التاريخ بقبوله للديمقراطية بوصفها الخيار الوحيد لقوة صناعية حديثة.
لكن بعد مرور عقد من الزمان أصبحنا ندرك مدى خطأ التقييمات المبكرة للرئيس شي جينبينغ. ومع استعداده للمؤتمر الوطني القادم للحزب الشيوعي الصيني بدايةً من 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، فإن شي قد يكون موضعاً لسوء فهم آخر؛ إذ يُقدّم هذه المرة بوصفه حاكماً طموحاً يهدد حلمَه بالهيمنة العالمية النظامُ العالمي الهش القائم منذ نهاية الحرب الباردة.
قبل عشر سنوات، أقنع سوء الفهم بشأن شي الديمقراطيات الغربية، لا سيما الولايات المتحدة واليابان، بفتح كل باب طرقته الصين. ووفقاً لأفضل التقديرات منذ تولي شي السلطة العليا، فإن الاستثمارات الغربية، واليابانية، والتايوانية في الصين زادت بأكثر من الضِّعف، في حين أبرمت الجمهورية الصينية اتفاقيات تجارية لطيفة مع الاتحاد الأوروبي، واليابان، والولايات المتحدة، وأستراليا. على سبيل المثال، ارتفع الاستثمار الأميركي المباشر في الصين من 50 مليار دولار إلى 118 مليار دولار في عام 2021.
في الوقت نفسه، فُتحت الأسواق العالمية الكبرى أمام الشركات الصينية، فيما بدا كأنه صفقة جيدة ساهم الغرب واليابان فيها برأس المال والتكنولوجيا وساهمت الصين بالسلع المُصنعة الجيدة ذات الأسعار المنخفضة، في دائرة مفيدة ساعدت على ترويض وحش التضخم العالمي.
في الأثناء ذاتها، اعتُبر تبني شي لسرد جديد يستند إلى قراءة انتقائية لتعاليم كونفوشيوس بمثابة إشارة إلى الابتعاد عن الخطاب الشيوعي والنسخة الماوية منه.
وبينما كانت الصين حريصة على عدم الانخراط بالقدر الكافي في القضايا السياسية العالمية كانت أيضاً سبباً في دعم الافتراض بأن شي لن يُشكل أبداً تهديداً للنظام العالمي الخاضع لهيمنة الغرب. لم تُوجه الدعوة قط إلى الصين لحضور لقاءات مجموعة الدول السبع الكبرى، وإلى مجموعة الثماني، التي ضُمت إليها روسيا، لفترة من الوقت. لكن رُحب بها في مجموعة العشرين، المنتدى الحواري، بوصفها واحدة مما تسمى «بلدان البريك»، إلى جانب الكثير من «الدول الناشئة» الأخرى.
نعلم الآن أن شي ومستشاريه كانوا يخوضون مباراة طويلة على الطريقة الصينية. وتوجه الاستراتيجية الصينية الكلاسيكية الخطى في كل حيد أو ميل على الطريق. على عكس الاستراتيجيات الغربية، فإنك لا تسعى أبداً إلى تحقيق هدف ما بصورة علنية، ولا تهاجم الخصم وجهاً لوجه قط، بل تختار دوماً سبيلاً ملتوياً.
نصح نابليون دائماً بالتصويب إلى قلب الخصم فيما يتصل بالحرب الشاملة، بينما كان كوتوزوف، المارشال الروسي الذي هزمه عام 1812، يلتزم على الأرجح بنصيحة المفكر العسكري الصيني صن تزو بتجنب الهجوم القوي، وتوجيه الضربات الساحقة فقط حينما يكون الخصم في موقف ضعيف.
وعليه، فإن النظرية الزاعمة بأن شي يعد الصين لحرب ضد الولايات المتحدة، ظاهرياً بشأن تايوان، ربما تكون أقرب إلى سوء الفهم بقدر اعتباره لدى البعض بأنه مثل حمار «سانشو بانزا» لأي «دون كيشوت» أميركي!
والسيناريوهات الكابوسية المتنوعة والكتب المؤلفة حول تصادم العمالقة يمكن أن تكون مستندة إلى نفس سوء الفهم المذكور.
ما من شك أن شي يُسدل الستار على صفحة افتُتحت في عهد هوا كو فينغ واستمرت في عهد دينغ زياو بينغ كزعيم أعلى، ثم لي شيانيان، وجيانغ زيمين، وهو جينتاو كرئيس للبلاد، حاولت فيه الصين ونجحت في ترسيخ نفسها كدولة طبيعية تلعب وفقاً للقواعد لكنها تُطالب أيضاً بالاحترام.
ما يريده شي الآن هو الاحترام على الأقل للقضايا التي يرى أنها تشكل أهمية بالغة لموقفه بوصفه في مركز السلطة في بكين.
لا شك أن شي سوف ينال الولاية الثالثة كزعيم أعلى، يجمع بين منصبه كأمين عام للحزب، ومنصب رئيس جمهورية الشعب، ورئيس اللجنة العسكرية. بعد تغييره لدستور الحزب، لم يعد ملزماً بالتقاعد في سن 68، وقد يبلغ السبعين من عمره العام المقبل، وربما يظل في السلطة لعشرية كاملة قادمة.
ورغم ذلك، فإن الأمور قد لا تكون بالسهولة التي يأملها شي.
الحزب الشيوعي الصيني، الذي يبلغ عدد أعضائه 98 مليون نسمة، عامر بالشباب والنساء الطموحين الذين ينظرون إلى شي جينبينغ، وغيره من الزعماء في جيله من زعماء الحزب، بوصفهم «الأمراء الحُمر»، أبناء الرعيل الأول من الشيوعيين الذين يَدينون بريادتهم وصعودهم للمحاباة والمحسوبية.
ثم هناك الآلة العسكرية الصينية الضخمة والسريعة النمو التي تستهلك أكثر من 200 مليار دولار من دخل البلاد كل عام، وتضم عشرات الآلاف من الضباط الشباب والمتعلمين والطموحين، الذين قد لا يرون في شي، الرجل الذي ليست لديه خلفية عسكرية، الحاكم الوحيد على مصير الأمة.
من المؤكد أن شي حاول إحباط أي تهديد لسلطته من خلال تطهير أكثر من 170 ألفاً من كوادر الحزب على المستويات كافة، وهي ليلة أكبر من السكاكين الطويلة في التاريخ الشيوعي الصيني منذ كان ماو «قائد الدفة العظيم». كما أنه فرض «أفكاره» كجزء من دستور الحزب الشيوعي الصيني، ويأمل في المؤتمر القادم أن يسمى «زعيم الشعب» (بينين)، على قدر المساواة بالزعيم ماو.
إذا رأى أنه بإمكانه الخروج من هذا المأزق، فسوف يُطالب أيضاً بتثبيت صورته العملاقة إلى جوار صورة ماو في ميدان السلام السماوي في بكين.
الصين، التي يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي نحو 20 تريليون دولار، هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يقدر أن يبلغ عدد الطبقة المتوسطة أكثر من 300 مليون نسمة. وليس من المؤكد على الإطلاق أن هذه الطبقة المتوسطة المتنامية، التي تبنت أنماطاً من الاستهلاك وأساليب الحياة على الطراز الغربي، سوف تتحمل إلى الأبد «حكم الرجل الواحد» الذي يحاول شي ترسيخه.
يواجه شي مشكلتين أخريين؛ أولاً، من الواضح أن الاقتصاد الصيني يتباطأ مع ركود مئات الشركات، وإلغاء عشرات الآلاف من المشاريع، في حين يَلوح التضخم المُصاحب بالركود في الأفق.
ثانياً، ما يعده البعض فساداً منهجياً، فقد شن شي حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد، حتى إنه أصدر أحكاماً بالإعدام ضد بعض كبار الشخصيات في الحزب. لكنّ كثيرين في الصين يشككون في أنه يستخدم الحملة كغطاء لطرد المعارضين خارج الحزب.
قد يأتي تحقيق شي للسلطة الشخصية الكاملة في وقت يتسم فيه موقفه الحقيقي بالضعف. ومن عجيب المفارقات، أن هذا قد يكون خبراً سيئاً للجميع. ولصرف الانتباه عن ضعف موقفه ربما يُذعن شي لإغراءات استعراض العضلات على الساحة العالمية، بما قد يترتب على ذلك من عواقب يتعذر التنبؤ بها.
لكن حتى إن لم يفعل ذلك، فقد لا يتمكن من المساعدة في إعادة روسيا وأوروبا من استشراف حافة الهاوية عبر إنهاء الحرب في أوكرانيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين والزعيم الأعلى الراسخ الصين والزعيم الأعلى الراسخ



GMT 11:34 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

لا مبرر للبكاء على رائحة الحبر

GMT 10:02 2022 الجمعة ,01 تموز / يوليو

نموذج آية الله للعالم

GMT 10:36 2022 الخميس ,16 حزيران / يونيو

عن زمن الإنفلاش النووي

GMT 04:24 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

العنصر الصهيونيّ في الوعي الممانع

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 15:20 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد العلمي يُفجِّر فضيحة مدوية تطال وزراء سابقين

GMT 23:56 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء "ناسا" يؤكدون وجود نوع من الحياة على كوكب المريخ

GMT 14:50 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سرير من خشب الجوز المتوهج يحكي تاريخ النحت

GMT 14:42 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع مع استمرار الضغوط التضخمية في أميركا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib