ماذا تبقى من اليسار
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

ماذا تبقى من اليسار؟

المغرب اليوم -

ماذا تبقى من اليسار

أمير طاهري
بقلم : أمير طاهري

في عام 1983، عندما حصل حزب غير ملحوظ كثيراً حتى الآن على 27 في المائة من الأصوات في الانتخابات العامة النمساوية، كانت النخبة السياسية في أوروبا تقريباً في حالة من الهلع، محذرةً من «الخطر المميت على الديمقراطية». حتى إن يورغ هايدر، زعيم حزب مستقبل النمسا، أُطلق عليه اسم «هتلر الجديد»، لأنه كان نمساوياً، ولقبه يشبه لقب العريف هتلر.

بعد عقد من الزمن، جاءت الصدمة من فرنسا، عندما وصل زعيم الجبهة الوطنية جان ماري لوبان إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بنسبة 16 في المائة من الأصوات.

لكن في العقود التالية على ذلك، شرع حزب مستقبل النمسا، بزعامة هايدر، وحزب الجبهة الوطنية بقيادة لوبان بتوسيع قاعدتهما الانتخابية وأجبرا خصومهما، أي اليسار الديمقراطي الاجتماعي التقليدي واليمين المحافظ، على التخلي عن التصنيفات التي استخدموها ضدهم. وتحول شعار «اليمين المتطرف» إلى «أقصى اليمين»، ثم استبدل به في الوقت الحالي شعار «الشعبوي».

اليوم، ليست لدينا أحزاب يمينية متطرفة أو أحزاب من أقصى اليمين في أوروبا، وليس لدينا سوى أحزاب «شعبوية» أثبتت نفسها بوصفها أحزاباً حكومية في أكثر من نصف دول الاتحاد الأوروبي. فقد تفككت الأنظمة الديمقراطية الاجتماعية الراسخة في أماكن مثل الدول الإسكندنافية وفنلندا بفعل تحالفات تقودها أحزاب «شعبوية».

هناك تحالفات مماثلة تتولى السلطة في إستونيا، واليونان، وإيطاليا، وبولندا، وسلوفاكيا.

في هنغاريا، صار حزب جوبيك بقيادة فيكتور أوربان في موقع قيادي قوي، بينما أصبح «الشعبويون» الفلمنكيون في بلجيكا في صعود مستمر. كما فتحت الانتخابات العامة الأخيرة في إسبانيا الطريق أمام «الشعبويين» للحصول على مقعد جانبي على الأقل في الحكومة المقبلة.

إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فقد تشهد فرنسا حالة من «الشعبوية» في قصر الإليزيه بعد رحيل الرئيس إيمانويل ماكرون. حتى ألمانيا، مسقط رأس «التوافق» في مرحلة ما بعد الحرب ومخترعة شعار «السوق الاجتماعية»، أصبحت منجذبة نحو حزب «البديل من أجل ألمانيا»، «الشعبوي».

لكن، لماذا عانى اليسار من مثل هذه النكسات في أوروبا، أو، على وجه التحديد، ذلك الجزء من العالم الذي كان ماركس يأمل أن يبني الاشتراكية بوصفها السلم النهائي للسعادة الشيوعية القصوى حيث تتلاشى الدولة «بعيداً» وتحل إدارة الأشياء محل حكومة البشر؟

أمضى اليسار في أوروبا العقدين الأولين من سلام ما بعد الحرب في كفاح ضد شياطين الماركسية، وفي بعض الحالات شياطين الماركسية اللينينية. لم يكن بالإمكان إعادة بناء الاقتصاد المحطم في القارة عبر عمليات التأميم واسعة النطاق والتخطيط على النمط السوفياتي. ومع خليط التهديدات الذي واجهته أوروبا إبان الحرب الباردة، تحول التبشير بالصراع الطبقي إلى حالة من التسامح الخطير.

تمكَّن الاشتراكيون الديمقراطيون الألمان من التخلص من إرثهم الماركسي الزائف عبر إصلاحات «باد غودسبرغ»، في حين فعل حزب العمال البريطاني نفس الشيء بعد ثلاثين عاماً في عهد توني بلير. وفي فرنسا، التي لم تشهد إصلاحات مماثلة، تقلص كل من الحزبين الاشتراكي والشيوعي تدريجياً إلى ظلال من الماضي.

هناك عاملان مكَّنا اليسار الأوروبي من الحفاظ على وجوده السياسي، غالباً من خلال الحكومات الائتلافية كما هي الحال في ألمانيا.

الأول كان النمو الاقتصادي الذي تمتعت به القارة القديمة حتى ثمانينات القرن العشرين؛ فقد ساعد اليسار في تبني «إعادة التوزيع» بوصفها آيديولوجية أساسية.

كانت الفكرة الثانية تتلخص في السياسة «القائمة على القضية». وهذا يعني الانغماس في الأوهام الثورية من خلال التضامن مع أناس في أماكن أخرى منخرطين في ثورات حقيقية أو متخيَّلة، وبعبارة أخرى، نسخة سياسية من التلصص.

في مذكراتها، تقول الفيلسوفة سيمون دي بوفوار، السيدة المعظمة لدى اليسار الفرنسي، إنها ورفاقها لم يصوتوا حتى في الانتخابات العامة لعام 1936 التي جلبت الجبهة الشعبية اليسارية إلى السلطة. «أردنا أن يفعل الآخرون الأشياء فيما نشجعهم عليها».

كانت هناك سلسلة من «الأسباب» تشكل المواضيع التي يحتاج إليها التلصص السياسي.

أولاً، كانت هناك «حركة السلام» في الأربعينات وأوائل الخمسينات التي ألهمها وقادها الاتحاد السوفياتي، ثم جاءت حملة نزع السلاح النووي، ثم شهدنا موضوعاً معادياً للاستعمار، وهو حرب الاستقلال في الجزائر، وحركة «الترهيب» في كينيا، والحروب في الهند الصينية، والحروب المتعددة في «القضية الفلسطينية»، مع هتافات اليسار عندما ألقي بأميركي معوق مسن على كرسي متحرك إلى البحر الأدرياتيكي لأنه كان يهودياً.

مع ذلك، فإن نفس اليسار قد تخير التستر والتخفي إثر حرب فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا. ولتغطية إفلاسه الآيديولوجي، طوَّر اليسار الأوروبي خطاباً يستند إلى المظلومية، في محاولة لتشكيل ائتلاف من الضحايا الحقيقيين أو المتخيَّلين.

تركز الخطاب على «أنماط الحياة البديلة»، داعياً إلى التكفير عن الخطايا «التاريخية»، مثل العبودية والاستعمار والعنصرية، وإسقاط تماثيل «الإمبرياليين»، وإعادة تسمية الأماكن العامة المسماة بأسماء «أعداء البشرية» الحقيقيين أو المتخيلين. فاليسار يبحث دوماً عن أشخاص ضعفاء يدافع عنهم، وحين لا يعثر عليهم فإنه يخترعهم، من دون أن يدرك أنه بذلك يجرد الناس الذين يتظاهر بأنه يدافع عنهم من إنسانيتهم. كما أنه يتجاهل أن طغيان المستضعفين قد يكون أسوأ أشكال الطغيان، وهو الأمر الذي كان من الواجب أن نتعلمه من الثورة الفرنسية العظيمة.

يحاول بعض القدماء إبقاء شعلة اليسار القديمة متلألئة من خلال تعزيز «هوية البطيخ»، الخضراء من الخارج والحمراء من الداخل. «إن البيئوية من دون صراع طبقي ليست أكثر من بستنة برجوازية»، كما يقول أحد الشعارات الباريسية الحديثة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تبقى من اليسار ماذا تبقى من اليسار



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib