رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً

المغرب اليوم -

رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً

امير طاهري
بقلم : امير طاهري

بصرف النظر عما يعتقده البعض في الرئيس حسن روحاني، رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران، إلا أن هناك أمراً واحداً أكيداً: إن كانت الأمور قد اتخذت مساراً مختلفاً في إيران قبل أربعين عاماً، ربما لكان روحاني يعمل الآن كاتباً لبعض الروايات المثيرة ذات الموضوعات المحلية. وتتجلى موهبة السيد روحاني في كتابة الروايات عبر الأسلوب الذي ابتكره لنفسه على مر السنين.

ففي عام 1977. عندما كانت النعرات الثورية الأولى تتناثر بين ربوع إيران، كان روحاني طالباً صغيراً في إنجلترا، يحمل اسم حسن فريدون، ويحاول الحصول على درجة جامعية في مجال تصاميم النسيج.
وبعد عدة شهور قليلة، أطلق على نفسه اسم «روحاني»، الذي يعني الرجل الروحي أو المذهبي. وكان اسم فريدون من الأسماء القومية الفارسية، ولن يخدم الرجل الذي يخطط للظهور بمظهر أحد أبطال الإيمان والإسلام.
ثم أمضى روحاني بضعة أسابيع من الإجازات يتلقى خلالها دروساً مكثفة في فقه المذهب الشيعي. وفي الأثناء ذاتها، تعمد إطلاق لحيته، وخلع الملابس الغربية تماماً، محاولاً بالتالي خلق شخصية جديدة تصاحبها مزاعم واهية ولكنها ذائعة الانتشار بأنه كان أول من خلع على الخميني لقب الإمام. ويزعم روحاني أنه فعل ذلك خلال خطاب ألقاه في مناسبة لتأبين ذكرى مصطفى نجل الخميني الذي وافته منيته في العراق. وليست هناك بالطبع أي أدلة تؤكد وجود روحاني في تلك المناسبة في المقام الأول، وهي المناسبة التي ظهرت لها صورة كاملة في صحيفة «كيهان» الإيرانية اليومية.
وقال روحاني في مذكراته إنه يتذكر أول لقاء جمعه بالخميني، في منفاه في إحدى ضواحي باريس. وزعم أن آية الله الخميني منحه 10 آلاف تومان (ما يساوي 1500 دولار في تلك الأيام) وطلب منه أن يعود إلى إنجلترا وتنظيم صفوف الطلاب الإيرانيين ضد الشاه.
وفي خضم الفوضى العارمة التي أعقبت رحيل الشاه عن إيران، كان يسهل على أي شخص القفز على عربة الثورة الإسلامية الوليدة، وكان حسن «فريدون» روحاني من أوائل من فعلوا ذلك بجدارة. وعجزت الثورة المنتصرة في العثور على ما يكفي من الموظفين لملء عشرات الآلاف من المناصب الشاغرة التي خلفتها حكومة النظام السابق، وبالتالي لم يجد روحاني صعوبة تذكر في وصوله كعضو منتخب في المجلس الإسلامي (البرلمان المصطنع)، ميمماً ناظريه ناحية طاولة الحكم العليا في البلاد.
وأصبح «حجة الإسلام الجديد» أحد أكثر أبطال الثورة الإسلامية تطرفاً، مطالباً بتفكيك الجيش الوطني وتسريحه مع وقف سداد رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين ممن كانوا في خدمة حكومة الشاه السابقة. ومع علمه أن النظام الإسلامي الجديد لا بد أن يعتمد على أجهزته الأمنية الخاصة، ألحق «حجة الإسلام الجديد» نفسه بقوات «الحرس الثوري» الإيراني ليكون همزة الوصل ما بين المؤسسة العسكرية ودوائر المال والأعمال الجديدة في البلاد.
وخلال فترة حكم هاشمي رفسنجاني الوجيزة - على اعتباره الرجل القوي الذي حاول تهدئة الغليان الثوري المزعوم، أعاد حسن روحاني صياغة نفسه تحت عباءة الشخصية المعتدلة المؤيدة لأعمال الإصلاح في البلاد. وباعتباره مساعداً للرئيس رفسنجاني، شارك حسن روحاني في المفاوضات السرية مع المبعوثين السريين المرسلين من قبل الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان إلى طهران رفقة شخصية بارزة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).
وبحلول تسعينات القرن الماضي، اكتسب حسن روحاني، في الدوائر السياسية الغربية، سمعة الرجل الذي يمكن العمل معه.
وفي تلك الأثناء، ومن واقع إدراك حسن روحاني لحقيقة أن الشعب الإيراني تعجبه الألقاب الأكاديمية الرنانة - سواء كانت حقيقية أو مزيفة - التحق روحاني، تعزيزاً لشخصيته في الداخل الإيراني، بإحدى الكليات البريطانية في غلاسكو لنيل درجة الدكتوراه. وبالتالي، تمكن حسن روحاني في غضون سنوات قليلة من إعادة تسمية نفسه بالدكتور حسن روحاني، الرجل الإصلاحي المعتدل صاحب التعليم الغربي الرفيع. وزعم وزيران سابقان للخارجية الفرنسية من تيارات سياسية معارضة، هما آلان جوبيه وهوبير فيدرين، أنهما أدركا صعود نجم حسن روحاني ضمن الوفد المرافق للرئيس الراحل رفسنجاني. واعتقد الوزيران أن روحاني سوف يكون أحد الرجال الذين سوف يتولون في خاتمة المطاف قيادة دفة الثورة الخمينية حتى مرحلة التطبيع الكامل. وترددت أصداء هذه الرؤية في وقت لاحق لدى شخصية أكثر مهارة وحذقاً وحماسة تمثلت في جاك سترو، وزير خارجية المملكة المتحدة في حكومة توني بلير السابقة.
ومع ذلك، تحولت خطة حسن روحاني المهنية عن مسارها المعتاد مع دفع هاشمي رفسنجاني لشخصية أخرى من أخلص أتباعه إلى داخل الزمرة الرئاسية، ألا وهو محمد خاتمي. وطال أمد التحول لدى روحاني مع تولي محمود أحمدي نجاد الرئاسة خلفاً لمحمد خاتمي، مما يشير إلى النهاية البطيئة لنفوذ رفسنجاني السياسي. وتمكن حسن روحاني خلال تلك السنوات العجاف من تفادي خروجه من دولاب السلطة في طهران من خلال توفير مختلف الخدمات لجميع الفصائل.
ونجحت خطته تلك، ورأت الفصائل الإيرانية المتنازعة في شخصية حسن روحاني الخيار الثاني المهم في أعقاب الانتفاضات الشعبية التي شهدتها البلاد في عام 2009. مع الانفصال النهائي ما بين محمود أحمدي نجاد وبين المرشد الأعلى علي خامنئي. ورغم أن خامنئي كان قد قرر إبرام الصفقة مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، فإنه لم يرغب في أن يرجع الفضل في ذلك إلى محمود أحمدي نجاد، الذي كان قد تجاهله على نحو علني منذ ذلك الحين. ولم يجد حسن روحاني من صعوبة تذكر في الإنشاد من صحيفة الترانيم الجديدة المعروفة باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، تلك التي مكنت النظام الإيراني من الوصول إلى بعض الأصول المجمدة مع اكتساب قدر معتبر من الاحترام الدولي المفقود.
وبوصفه موهوباً مثل الممثل الهوليوودي الكلاسيكي لون شاني، الذي اشتهر باسم «رجل الألف وجه» لتعدد الأدوار الكثيرة التي قام بها على شاشات السينما، يستعد حسن روحاني الآن للقيام بالدور الجديد بصفته قائداً للانتقال من النظام الصارم إلى نظام معتدل على طراز نظم العالم الثالث الحاكمة التي تجمع ما بين القمع والاضطهاد الداخلي مع السلوكيات والمظهريات الجيدة في الخارج.
ولتعزيز مؤهلاته الدينية كان لزاماً على حسن روحاني الترقي إلى رتبة آية الله، ومن ثم أطلق حجة الإسلام موعظته الدينية لمرة واحدة في يوم الخميس من كل أسبوع، مع حضور أكثر من 100 طالب علم من الذين يحصلون على إعانات مجزية لقاء حضور تلك المواعظ. وفي نسخة من نسخ السيناريو، ربما يتمكن روحاني من الجمع بين منصب الرئيس والمرشد الأعلى في آنٍ واحد. وفي نسخة أخرى، ربما يحاول تعديل الدستور الإيراني بهدف إلغاء منصب المرشد الأعلى بالكلية مع اعتبار الرئيس القائد الأوحد للدولة.
وتدور رسالة حسن روحاني، التي يروج لها الأصدقاء المقربون، ومن بينهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أنه يتعين على المعارضة الداخلية والقوى الأجنبية التي يساورها القلق بشأن الجمهورية الإسلامية أن تتحلى بمزيد من الصبر والهدوء مع مساعدة الفصائل المعتدلة في الداخل الإيراني على إعادة توجيه سفينة النظام الحاكم التي تغالبها الرياح العاصفة على الوصول إلى بر الأمان.
فهل يمكننا اعتبار حسن روحاني رجل كل الفصول والمواسم كما يزعم أنصاره والمدافعون عنه؟ وهل هو الرجل الذي عارض إعدام أكثر من 1500 متظاهر ومحتج إيراني خلال ثلاثة أيام؟ وهل هو الرجل المعتدل الذي لا يعرف شيئاً البتة عن ارتفاع أسعار الوقود ثلاثة أضعاف دفعة واحدة في البلاد، ولا يعرف شيئاً أيضاً عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية؟
وهل سوف ينجح سيناريو روحاني في العصف بعلي خامنئي عن منصبه الرفيع؟
أشكك في ذلك كثيراً. ربما يملك حسن روحاني موهبة التمثيل بألف وجه ووجه، ولكن 40 عاماً من الخبرة قد أثبتت أن كل وجه من هذه الوجوه لم يكن سوى قناع مزيف في خاتمة المطاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته

GMT 21:46 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علي بن سالم يُحيي الباجي قائد السبسي في ذكرى عيد الجلاء

GMT 08:21 2016 الأربعاء ,13 تموز / يوليو

Fendi Coutureِ Fall/Winter 2016-2017
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib