إيران تبحث بدأب عن نسختها من غورباتشوف
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

إيران تبحث بدأب عن نسختها من غورباتشوف

المغرب اليوم -

إيران تبحث بدأب عن نسختها من غورباتشوف

أمير طاهري
بقلم - أمير طاهري

هل يمكن أن يصبح بزشكيان غورباتشوف إيران؟ تصدَّر هذا العنوان، الذي يشير إلى الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان، إحدى الصحف اليومية الصادرة في طهران، الثلاثاء، ليثير سيلاً من التعليقات.

من جهته، وصف كاتب المقال بزشكيان بأنه رجل يحظى بثقة النظام، مما يجعله قادراً على إدخال إصلاحات لم يسمِّها الكاتب، لإنقاذ إيران من مخاطر لم يسمِّها هي الأخرى. وهذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها عناصر مطّلعة من الداخل إلى إقرار تعديلات في مساره.

في الواقع، كان أول من فعل ذلك، هو الخميني، الذي أصدر بياناً إصلاحياً من ثماني نقاط، والذي لو كان قد تم تنفيذه ربما كان ليجعل إيران دولة ديمقراطية على الطراز الاسكندنافي من دون نظام ملكي. وغنيٌّ عن القول، بطبيعة الحال، إن هذا لم يحدث.

بدلاً عن ذلك، عايشت الأمة الإيرانية عمليات إعدام جماعية، والمضي قدماً في حرب ضد العراق بدا واضحاً أنه من المتعذر الانتصار فيها، ناهيك بتفشي الفساد على نطاق هائل. وبعد عقد، جاء دور الرئيس هاشمي رفسنجاني ليتنكر في هيئة بطل الإصلاح.

ومع ذلك، فإنه نظراً لأنه بحلول ذلك الوقت لم يحرز برنامج ميخائيل غورباتشوف الإصلاحي وسياسة البيريسترويكا التي تبناها أي نتائج إيجابية ملموسة، أطلق رفسنجاني على نفسه لقب «جنرال إعادة الإعمار»، متخذاً من الحاكم الفعلي للصين آنذاك، دينغ شياو بينغ نموذجاً له. وكانت الرسالة: لا حريات سياسية، بل نمو اقتصادي وتوزيع للدخل بوتيرة أسرع.

ومثلما كان متوقعاً، سرعان ما اتضح أن نموذج دينغ لن ينجح في إيران، بخاصة أن الجمهورية الإيرانية كانت مختلفة عن الجمهورية الشعبية.

في العقد التالي، جاء دور محمد خاتمي ليرتدي عباءة الإصلاح في أثناء توليه الرئاسة. وكان لدى خاتمي طموح أكبر: تصحيح أخطاء النهضة الأوروبية، وتحويل إيران إلى نموذج يُحتذى به للبشرية بأسرها. إلا أن ما حدث كان مختلفاً. فقد شهدت إيران موجة جديدة من الإعدامات، وسلسلة من أعمال القتل والاختفاء بحق معارضين حقيقيين أو متخيَّلين، بالتزامن مع تردي الأوضاع الاقتصادية.

في المقابل، اتسم خليفته محمود أحمدي نجاد بقدر كافٍ من الحكمة دفعه للالتزام بالتراتيل الخمينية عبر الدعوة إلى تدمير إسرائيل، والوعد «بطرد» «الشيطان الأكبر» الأميركي من الشرق الأوسط. بعد ذلك، جاء دور حسن روحاني في الرئاسة، لإحياء فكرة غورباتشوف عبر قبول وضع الجمهورية الإيرانية تحت وصاية ما تسمى مجموعة 5+1 بقيادة الولايات المتحدة. وبعد ثماني سنوات، ودّع منصبه، تاركاً إيران أكثر عزلة وفقراً، وأكثر تضرراً من الفساد والعنف.

من جهته، كان لينين أول مصلح في الاتحاد السوفياتي. عام 1921 كتب في رسالة إلى عضو المكتب السياسي ليف كامينيف: «لقد أسسنا ديكتاتورية البروليتاريا، لكنّ هناك عدداً قليلاً من العمال في الحزب. ولإنعاش الاقتصاد، نحتاج إلى تعاون قطاعات من البرجوازية». بعد ذلك، قدم برنامجه للبيريسترويكا، تحت عنوان السياسة الاقتصادية الجديدة. وبموجب هذه السياسة، سيحافظ الحزب على ديكتاتورية البروليتاريا من دون البروليتاريا ويسمح للبرجوازية بإصلاح الاقتصاد. كما يميل الناس إلى نسيان أن ستالين، بعد أن تسبب في وفاة عشرات الملايين جراء سياسته للتنظيم الجماعي، حاول هو الآخر إنشاء نسخته من لعبة غورباتشوف. وبالمثل، وبعد أن فاز بالسلطة بعد صراع دام سبعة أشهر ضد الستالينيين المتشددين، أمضى نيكيتا خروشوف ثلاث سنوات في تعزيز وضعه، قبل أن يطلق مبادرة على غرار غورباتشوف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي عام 1956. وندد بعبادة شخصية ستالين، لكنه سرعان ما اكتشف أن النظام السوفياتي، لا يمكنه أن يتجاوز المسافة المسموح بها بعيداً عن المقود الآيديولوجي.

إن أولئك الذين يخدعون أنفسهم بالاعتقاد بأن النظام الآيديولوجي يمكن إصلاحه يبحثون دوماً عن شخص ليس لديه ملف آيديولوجي واضح، وسيرة ذاتية مفتوحة على تأويلات مختلفة. وجدير بالذكر أنه عام 1921 لم يكن لينين معروفاً بعد بأنه المستبد الوحشي الذي كان عليه. ولم يتضح المدى الحقيقي لجرائمه حتى عام 1956. وكان يجري النظر إلى ستالين بوصفه «أبو الأمم» أو «العم جو» المحبوب.

من ناحيته، كانت للخميني سيرة سياسية هزيلة تتألف من خطابين مكتوبين بصياغة رديئة، وعشرات المقابلات التي أجراها مراسلون متجولون في باريس. وعام 1981، لم تكن الطبيعة الحقيقية لنظامه واضحة كما أصبحت بعد عقد. وبالمثل، كانت سيرة غورباتشوف هزيلة بوصفه عضواً داخل الحزب الذي صعد درجاته عبر الوقوف ساكناً وعدم فعل أي شيء، ومن خلال كونه لا شيء. وعندما جاء إلى لندن للترقية لمقابلة مارغريت تاتشر، حمل سيرة ذاتية لا تتجاوز عشرة أسطر، تشير إليه بوصفه المسؤول الزراعي الأول داخل اللجنة المركزية، والذي صعد ليصبح رئيس الحزب، ثم رئيس الاتحاد السوفياتي.

باختصار، بدا غورباتشوف وجهاً فارغاً يمكن للمرء أن يرسم عليه الوجه المثالي للزعيم السوفياتي.

اليوم، يقدم الرئيس الإيراني المنتخب بزشكيان هذا النوع من الوجه الفارغ. وبالفعل، تبدو سيرته الذاتية الهزيلة منفتحة على مجموعة متنوعة من الصور الخيالية. عام 1978 عندما اندلعت انتفاضة الملالي، كان صغيراً للغاية لدرجة لا تجعله مدركاً حتى لما كان يحدث. وبعد عام واحد، نجحت «الثورة» في غضون أربعة أشهر فقط من المظاهرات، جرى في أثنائها حرق دور السينما والمقاهي، وغير ذلك من الحيل، معظمها داخل طهران -وهي فترة ليست كافية لأي شخص لبناء سيرة ذاتية ثورية. على أي حال، كان بزشكيان بعيداً في تبريز، حيث لم تكن هناك خلايا ثورية سرية تقاتل عند المتاريس، أو حتى ترفع عَلم بني هاشم. كان بزشكيان واحداً من آلاف أصبحوا ثوريين بعد نجاح الثورة.

وعلى النقيض من أسلافه، فقد استمر بقاؤه على هامش النظام، وبالتالي ظل وجهاً فارغاً يمكن أن نرسم عليه وجهاً يشبه غورباتشوف أو باراك أوباما. والحقيقة أنه لم يفعل شيئاً، ولا يستطيع أن يزعم أنه شخص مميز، وربما يساعده كذلك في الفوز بجائزة نوبل للسلام كما حدث مع أوباما، أو حتى غورباتشوف.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تبحث بدأب عن نسختها من غورباتشوف إيران تبحث بدأب عن نسختها من غورباتشوف



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib