سوريا يتيمة في عناوين الأخبار
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

سوريا: يتيمة في عناوين الأخبار

المغرب اليوم -

سوريا يتيمة في عناوين الأخبار

أمير طاهري
بقلم : أمير طاهري

 

«هل أنت هناك؟»، أُلقي هذا السؤال في وجهي من أحد معارفي عبر موقع «تويتر» منذ بضعة أيام. وأعقب سؤاله بتذكير صارخ بقوله: «إنت! الحرب بسوريا لم تنتهِ بعد!».    

على امتداد سنوات، حرص مرسل هذه الرسالة على إطلاعي، وغيره الكثيرون ممن لا حصر لهم بالتأكيد، على ما يدور على أرض وطنه الذي مزقته الحروب.

وبعد قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة عدد من العواصم، ادّعت وسائل الإعلام الرسمية داخل الجمهورية الإسلامية في طهران أنها بعد «إنقاذها سوريا» بفضل «حكمة وبطولة الجنرال قاسم سليماني»، تستعد إيران الآن «لأخذ زمام القيادة في إعادة بناء» هذه البلاد التي دمرتها الحرب.

وخلال اجتماع قريب مع وزير الخارجية فيصل المقداد، تحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، عن خلق «قوة عمل» لإعادة إعمار سوريا. من جانبه، تحدث الرئيس إبراهيم رئيسي عن بناء أكثر عن مليون مسكن لاستيعاب السوريين الذين شرّدتهم الحرب. ولم يكن من الواضح ما إذا كان هذا الوعد يخص المساحة التي تسيطر عليها إيران داخل سوريا تحديداً أم البلاد بوجه عام.

وتعهدت إيران كذلك بإحياء سياحة الحج إلى سوريا، مع وجود خطط لإرسال أكثر عن مليون حاج إيراني سنوياً.

ومع ذلك، فإن المجموعة الأولى المؤلفة من 500 حاج التي كان من المقرر أن يبدأ بها تنفيذ الخطة، الشهر الماضي، لم تغادر طهران بعد.

إعادة الإعمار كانت كذلك موضوع التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي تسيطر قواته على جزء من الأراضي السورية. ومع ذلك، يبدو أن مخطط إردوغان يقتصر على المنطقة التي يسيطر عليها، سياسة يمكن أن تؤدي، إذا بلغت نهايتها المنطقية، إلى إنشاء قطاع يتمتع بحكم شبه ذاتي في تلك الزاوية من سوريا.

من جهتها، تتحدث روسيا، لاعب كبير آخر في الحرب السورية، عن عملية «إعادة الإعمار»، مع تولي ميليشيا «فاغنر» زمام القيادة.

وكانت مسألة إعادة الإعمار كذلك موضوع الأوهام التي تدور حول الدول العربية الغنية التي تستثمر المليارات، إن لم يكن التريليونات، في إخراج سوريا من مقبرتها.

علاوة على ذلك، أثارت الولايات المتحدة، التي تسيطر هي الأخرى على جزء آخر من سوريا من خلال وكلائها الأكراد، ضجة حول إعادة الإعمار مع فريق من «الخبراء» من المنتظر أن يقدموا تقريراً عن «الإمكانات والعقبات» في غضون الأشهر القليلة القادمة.

في باريس، قال المبعوث الخاص للرئيس إيمانويل ماكرون المعني بلبنان وسوريا، جان إيف لودريان، إن «إعطاء لبنان حكومة عاملة» خطوة رئيسية نحو إطلاق جهود عالمية لإعادة بناء سوريا.

ورغم ما سبق، فإن كل هذا الحديث عن إعادة الإعمار قد لا يعدو كونه مجرد ثرثرة فارغة، لأن المشاركين في المأساة السورية يتجاهلون جذورها الجيوسياسية. بدأت فصول المأساة السورية بجهود سلمية من جانب شريحة كبيرة من السكان لتأمين المزيد من الحريات الفردية، والحد من الفساد وتحسين الفرص الاقتصادية.

وانتهى الأمر بالانتفاضة قد حققت أهدافها أو لم تحققها، لتنتهي بنتائج سلبية كما حدث في بعض دول «الربيع العربي» الأخرى.

إلا أنه من دون التدخل الأجنبي، أولاً من جانب إيران، ثم روسيا، ثم تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، ما كانت الأزمة لتكتسب البعد الجيوسياسي الذي قاد سوريا إلى مأزق تاريخي.

وعليه، فإن كل الحديث الحالي عن إعادة الإعمار ما هو إلا حيلة لتجنب الجانب الجيوسياسي الأساسي لهذه المأساة التي خلقتها رؤى متضاربة للمستقبل، ليس لسوريا فحسب، بل لـ«الشرق الأوسط» ككل.

وتبدو هذه الشبكة المتداخلة أكثر تعقيداً عندما ندرك أن الرؤى المعنية هنا لا يمكن تلخيصها في فئتين، فمن المفترض أن تكون إيران وروسيا حليفتين في سوريا، لكن من الواضح أنهما في معسكرين متعارضين عندما يتعلق الأمر بمستقبل المنطقة.

من ناحيتها، ترغب روسيا في بناء شرق أوسط على غرار ما كان عليه الوضع في ذروة الحرب الباردة، عندما كان بمثابة ميدان للاتحاد السوفياتي. في المقابل، يحلم الملا الحاكم في إيران بإمبراطورية آيديولوجية يحكمها «المرشد الأعلى» في طهران.

وبالمثل نجد أن تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل حلفاء، بشكل أو بآخر، لكن عندما يتعلق الأمر بمستقبل سوريا، ناهيك بالشرق الأوسط ككل، لا تتفق رؤى الحلفاء الثلاثة. بينما تأمل تركيا في إنشاء منطقة عازلة في سوريا لتجعل من المستحيل على الأكراد المتمردين تشكيل حزام متجاور من الأراضي على طول حدودها، وينصبّ اهتمام إسرائيل الرئيسي على الحيلولة دون تحول سوريا إلى قاعدة للتسلل إلى داخل مرتفعات الجولان، وشن هجمات في نهاية المطاف ضد بقية أراضيها.

أما الولايات المتحدة، على الأقل في ظل إدارة بايدن، فراضية بوجود رمزي إلى حد كبير. وحتى الآن على الأقل، لم تقدم رؤية متناغمة للمنطقة.

وفي خضم كل ذلك، فإن الحرب في سوريا لا تزال بعيدة عن خط النهاية.

كما أن العواقب الرهيبة للحرب لم تتم السيطرة عليها بعد. وفي الأسابيع الخمسة الماضية، أسفرت عشرات الاشتباكات بين جماعات متناحرة، بما في ذلك قوات موالية للنظام، عن سقوط مئات الضحايا. ونفّذت القوات الجوية الروسية 17 غارة جوية على أجزاء مختلفة من البلاد، لتواصل بذلك مهمتها المتمثلة في تحويل سوريا إلى أكوام من الأنقاض التي يتصاعد منها الدخان. وفي الآونة الأخيرة، بدأت في استخدام طائرات من دون طيار إيرانية الصنع في بعض الهجمات. وتبعاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، فقد اختُطف 31 ألف صبي تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكثر من معسكرات الاحتجاز التي يسيطر عليها الأكراد، لمنعهم من الانضمام لاحقاً إلى «الجماعات الإرهابية».

وفي تلك الأثناء، تواصل تركيا وإيران استغلال الموارد السورية من النفط والغاز والفوسفات عبر شبكات السوق السوداء.

من ناحية أخرى، صادف الأسبوع الماضي الذكرى السنوية للهجوم الكيميائي على ثلاث مناطق في الغوطة، الذي أسفر عام 2013 عن مقتل 1217 مدنياً، وإصابة كثيرين آخرين.

لا ينبغي للعالم أن ينسى أن الحرب في سوريا مستمرة، رغم أنها أصبحت يتيمة في عناوين الأخبار.

هل أنت هناك؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا يتيمة في عناوين الأخبار سوريا يتيمة في عناوين الأخبار



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib