إشارات متضاربة من الصين
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

إشارات متضاربة من الصين

المغرب اليوم -

إشارات متضاربة من الصين

بقلم -أمير طاهري

هل الصين خائفة أم مخيفة؟ لدى إمعان النظر في القرارات الصادرة الأسبوع الماضي عن جلسة الانعقاد السنوي لمجلس الشعب الصيني، نجد أنها ربما تكون الاثنين معاً. أو إذا أردنا التعبير عن الأمر بصورة مختلفة، فإنه مثلما حدث من قبل في مرات عدة على امتداد العقود الماضية من الحكم الشيوعي، فإن الصين قد تصبح مخيفة لأنها تشعر بالخوف.
يشار إلى مجلس الصين الشعبي في الغرب باسم البرلمان؛ لكنه يبدو في حقيقته كياناً غريباً. ويتمثل الهدف الأساسي من وراء تكوينه في الموافقة على مشروعات القوانين التي تقدمها القيادة، و - من الناحية النظرية على الأقل - عقد نقاشات حول السياسات، والتصرف كجهة رقابية على مجمل الأوضاع العامة داخل الجمهورية الشعبية.
بيد أنه في الوقت ذاته لا يمكن بالتأكيد النظر إليه باعتباره برلماناً بالمعنى العام المتفق عليه لهذا التوصيف، وإن كان هذا الكيان في الوقت ذاته ليس كياناً أجوف، جل مهمته الموافقة تلقائياً على القوانين المعروضة عليه. ورغم أن هذا المجلس ربما يكون بمثابة حوض بحري صغير مقارنة بالمحيط الهائل الذي تمثله الصين، فإنه قد يوفر فرصة لمشاهدة جميع أنواع الأسماك المسموح لها بالسباحة، وتقييم حجم كل منها.
إذن، ما الذي يكشفه لنا هذا الحوض البحري في الوقت الحالي؟
تدور الملحوظة الأولى حول فكرة أن التدفق الضخم لشخصيات كبرى الذي توقعه بعض المتخصصين في الشأن الصيني، لم يحدث، فقد تمكن الرئيس شي جينبينغ من إعادة التأكيد على قيادته، مع وجود رئيس الوزراء لي كه تشيانغ بمثابة مساعد مقرب له. ويمكن القول إنه بوجه عام ما شاهدناه هو إعادة تمترس حذر، وليس إعادة تعديل جريئة. وعلى ما يبدو، خلص الفريق المعاون للرئيس الصيني إلى أن الوقت ليس مناسباً لإحداث قلقلة في الوضع القائم، ما يعتبر إشارة أولى للشعور بالخوف.
وجاءت إشارة ثانية إلى الشعور بالخوف، عندما تراجعت حملة مكافحة الفساد التي طال الحديث عنها والترويج لها، وكان متوقعاً لها الهيمنة على العناوين الرئيسية لجلسة انعقاد المجلس المؤجلة، إلى بضع عبارات مجازية فحسب.
وربما شكل الخوف كذلك القوة المحركة وراء التمرير المتعجل لتشريع مهلهل مصمم من أجل تكميم أفواه النقاد الداخليين؛ خصوصاً النشطاء «المؤيدين للديمقراطية» في هونغ كونغ. واخترعت القيادة السياسية للحزب الحاكم اتهامات ليس لها توصيف قانوني واضح، وبذلك أصبح من الممكن توجيه اتهام لأي «مغرد» مفرط في الحماس عبر «تويتر» بالخيانة العظمى.
وأيضاً ربما يكون الخوف أحد الأسباب وراء اتخاذ الحزب الحاكم قراراً بالتخلي عن سياسته التي انتهجها طيلة 30 عاماً، باللعب تبعاً للقواعد المتعارف عليها فيما يخص الاتفاقات الدولية، وذلك عندما لمح مجلس الشعب الصيني إلى رفضه اتفاق «دولة واحدة - نظامين» الذي سلمت بريطانيا بمقتضاه هونغ كونغ إلى الجمهورية الشعبية عام 1997.
وربما يكون الخوف ذاته؛ لكن في الاتجاه المعاكس هذه المرة، ما ألهم التركيز غير المعتاد من جانب مجلس الشعب الصيني على تايوان، مع التشديد على الطبيعة المقدسة لـ«الإجماع» حول وضع المضيق عام 1992، والإشارة إلى مبدأ «صين واحدة» الذي أصبح محل تساؤلات متزايدة داخل تايوان.
بالتأكيد لم تكن هناك تهديدات باستخدام القوة العسكرية، وأبدى قادة بكين قدراً كافياً من الحكمة جعلهم يمتنعون عن العودة لأساليبهم القديمة المرتبطة بإثارة المشكلات عبر بوابة كوريا الشمالية. ومع هذا، يبدو واضحاً أن بكين مذعورة من تفشي عدوى الديمقراطية، ليست القادمة من هونغ كونغ فحسب، وإنما كذلك تايوان التي أظهرت أن بناء «صين» مزدهرة للغاية وديمقراطية على نحو معقول ليس حلماً بعيد المنال.
اليوم، تبدو قيادة بكين مدركة أن الثورة الماوية القديمة التي بلغت ذروتها في قيام الجمهورية الشعبية وضم شرق تركستان والتبت ومنشوريا ومنغوليا الداخلية، لم تعد أساساً كافياً لشرعيتها. وعليه، سعت منذ تسعينات القرن الماضي نحو إيجاد أسس جديدة لادعاءاتها بالشرعية، منها «الاستعادة» السلمية لهونغ كونغ وماكاو، وبناء علاقات ناجحة مع تايوان.
ومع هذا، يظل الادعاء الأساسي للشرعية من جانب النظام قائماً على النجاح الاقتصادي الذي نجح في دفع مئات الملايين خارج دائرة الفقر، وبناء طبقة وسطى جديدة. وساعد هذا النجاح بدوره الجمهورية الشعبية في كسب الاعتراف والاحترام على الصعيد الدولي.
إلا أن أزمة فيروس «كوفيد - 19» ألقت بظلال قاتمة على هذه الصورة. وتشوهت صورة بكين الدولية بسبب عدد من الأخطاء؛ بل ومحاولات الخداع الصريحة. وتسببت حالة تراجع اقتصادي أدت إلى حدوث أول انخفاض في إجمالي الناتج الداخلي للبلاد بنسبة تقدر بحوالي 10 في المائة، في إثارة تسونامي من البطالة، شمل ما يزيد على 130 مليون شخص اعتبروا فائضين عن الحاجة، على الأقل على مدار المستقبل المنظور.
منذ عام، كانت الدعايات الصادرة عن بكين تحاكي شعار «الحلم الأميركي»، من خلال التباهي بـ«الحلم الصيني» الذي تسعى البلاد لإنجازه في نهاية قوس قزح المتمثل في مشروع «الحزام والطريق» الضخم.
وتبدو إمكانية إرجاء هذا الحلم مخيفة للغاية، لنظام يفتقد آلية موثوقاً بها للتشارك في السلطة عبر المجتمع. وفي حالات مشابهة، تبحث غالبية الأنظمة الاستبدادية عن عدو أجنبي لإلقاء اللوم عليه عن كل المسارات التي لا تسير بها الأمور على النحو المأمول.
ووجد الحديث عن شراكة استراتيجية جديدة بين الصين وروسيا أصداء له داخل مجلس الشعب الصيني، مع الإشارة إلى الأموال الصينية والتكنولوجيا الروسية، باعتبارهما مكونين طبيعيين في المعادلة الجديدة للهيمنة العالمية. إلا أن أحداً لم يذكر أن الأموال قد تنفد لدى الصين، وأن التكنولوجيا الروسية ربما يقتصر الاهتمام بها على الأثريين. وعادة ما تكون مهاجمة الغرب السبيل السهل للتعتيم أمام أي نظام استبدادي يعاني من أزمة.
وعليه، لم يكن من المثير للدهشة أن ينصت مجلس الشعب الصيني لدعوات «ألا تحاكي الصين النموذج الغربي في التنمية»، والسعي «نحو مسار خاص بها نحو الارتقاء». ورافق هذه الرؤية الفلسفية الزائفة للقومية إلقاء اللوم على الولايات المتحدة باعتبارها تسعى لإثارة حرب باردة جديدة ضد الصين.
بيد أن المشكلة أن الولايات المتحدة ليست لديها سياسة متسقة ذات معنى استراتيجي حقيقي تجاه الصين. الحقيقة أن العبارات الخطابية والإشارات الدبلوماسية لا ترقى إلى أن تكون سياسة تليق بقوة عظمى في علاقة تنافس وشراكة مع قوة أخرى. وتشبه مسألة فرض عقوبات رمزية في الجزء الأكبر منها، ترك سيارتك على جانب الطريق لأنك لا تدرك إلى أين تود الذهاب.
الأمر المؤكد أن أزمة «كوفيد - 19» والتراجع الاقتصادي الذي صاحبها يفرضان نظرة جديدة على نظام عالمي تحت ضغط. وفي إطار هذه النظرة الجديدة، تحمل مسألة تحديد المكان المناسب للصين أهمية محورية.
المؤسف أن هذه القضية لا تحتل مكانة بارزة في الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية داخل الولايات المتحدة. والواضح أنه لا يمكن التعامل مع الصين في إطار نظام عالمي معدل، من خلال إطلاق الإهانات والشتائم وترديد عبارات مكررة، مثل «الخطر الأصفر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشارات متضاربة من الصين إشارات متضاربة من الصين



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib