شعار إيراني قديم يغزو العالم
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

شعار إيراني قديم يغزو العالم

المغرب اليوم -

شعار إيراني قديم يغزو العالم

أمير طاهري
بقلم : أمير طاهري

يبدو أن الشعار المؤلف من ثلاث كلمات، «المرأة، الحياة والحرية»، الذي رفعه المتظاهرون الإيرانيون خلال الشهرين الماضيين، وجد أصداء عالمية على نحو لم يتوقعه الكثيرون. اليوم، يمكنك رؤية هذا الشعار على ملصقات عملاقة في طوكيو، وعلى حائط في محطة السكك الحديدية المركزية في أمستردام، وفي رسائل ضوئية في ريو دي جانيرو، ومكتوباً على الجدران من إندونيسيا إلى الأرجنتين.
وأقدمت مئات الآلاف من النساء من مختلف مشارب الحياة في جميع أنحاء العالم على قص شعرهن تضامناً مع المحتجات الإيرانيات. وفجأة، تركزت الأضواء العالمية على الأنوثة كحقيقة ومفهوم.
تحظى كلمة «حياة» هي الأخرى باهتمام جديد كمفهوم، لتذكيرنا بأن المهمة الحقيقية للسياسة هي السعي وراء توفير حياة أكثر إنسانية وإرضاءً للجميع.
وأبلت الكلمة الفارسية للحرية (آزادي) بلاءً حسناً، فقد تحولت إلى صيحة حرب للمحتجين ضد التمييز الديني في الهند والإجراءات القمعية من قِبل جماعة «طالبان» في أفغانستان، بل ووصل الأمر أن نشرت الكاتبة الهندية أرونداتي روي كتاباً بعنوان «آزادي» - فمن أين جاء هذا الشعار؟
أُطلق الشعار للمرة الأولى عام 1977 في ندوة استضافتها جامعة أصفهان في وسط إيران، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لمنح حق التصويت للمرأة الإيرانية. وأثناء الجلسة الافتتاحية، أكد هوشانغ أنصاري، وزير المالية والاقتصاد آنذاك، أن القرن القادم سيشهد وصول النساء «لقمة تلو الأخرى»، بينما ستصبح الحرية «القيمة الأساسية للإنسانية».
وأثبتت الأيام صدق هذا التوقع بشكل أسرع مما توقعه أي شخص.
بحلول عام 1977، كان العالم قد شهد وصول ثلاث نساء فقط لمنصب رئيس حكومة ـ سيريمافو باندارانايكا في سيرلانكا، وغولدا مائير في إسرائيل، وأنديرا غاندي في الهند. بعد نصف قرن، تقلدت المرأة داخل أكثر من 60 دولة منصب رئيسة وزراء أو رئيسة. عام 1977، كان ثمة غياب لافت للنساء عن المناصب العليا حتى في الديمقراطيات الغربية الراسخة، بل ولم يكن لديهن حتى الحق في التصويت في سويسرا.
الملاحظ أن العقود الماضية شهدت تأنيثاً متسارعاً للسياسة في جميع أنحاء العالم. وقد حدث هذا في صفوف المسؤولين السياسيين على جميع المستويات، حتى داخل المجتمعات الأبوية التقليدية. والأهم من ذلك، أن عملية التأنيث جرت كذلك في مضمون المناقشات السياسية، وذلك مع تنحية القضايا الذكورية التقليدية مثل السعي لتحقيق المجد الوطني، واستعراض عضلات الجيش والتركيز على القانون والنظام جانباً، وفتح المجال أمام قضايا ذات طابع «أنثوي»، مثل الصحة والتعليم والتضامن الاجتماعي والاقتصادي.
دفعت عملية التأنيث محور التركيز نحو هذه «الحياة» الدنيوية باعتبارها الشغل الشاغل للسياسة. ويشكل هذا التحول تهديداً للأنظمة الاستبدادية، مثل النظام الخميني في إيران، المهووسة بالآيديولوجيا، في الوقت الذي تفشل في التعامل مع قضايا المعيشة اليومية، وبالتالي تحكم على مجتمعاتها بالفقر المدقع.
وتكشف الأرقام عن أنه من حيث القوة الشرائية المستمرة، فإن المواطن الإيراني العادي اليوم أفقر بنسبة 40 في المائة مما كان عليه عام 1977.
ومع ذلك، تكمن واحدة من المفارقات في أن المرأة الإيرانية في المتوسط اليوم أفضل تعليماً عن نظرائها الذكور مقارنة بعام 1977.
وتقدر حصة المرأة من بين 20 مليون إيراني يحملون شهادات جامعية بنحو 60 في المائة، في الوقت الذي يبلغ فيه معدل البطالة بين النساء ضعفه بين الرجال.
عام 1977، كان للمرأة حضور رمزي في مناصب مرموقة، ذلك أنه كان لدى إيران قاضية في المحكمة العليا قبل الولايات المتحدة، وكانت هناك وزيرات في مجلس الوزراء قبل بعض الديمقراطيات الغربية.
وبحلول ذلك الوقت أيضاً، كانت إيران قد عيّنت أول سفيرات لها واحتفت بأول امرأة تتقلد رتبة عميد. وكان لدى إيران ضابطات شرطة، بل وطيارات يقدن طائرات مقاتلة. كما اقتحمت النساء عالم الفنون والسينما والمسرح والأدب والإعلام بصورة مذهلة.
وعلى الرغم من استخدام النساء كرموز لطموحات النظام التقدمية وكقطع الكرز التي تزين الكعكة الوطنية، سادت التوقعات بأنهن بدأن رحلة نحو المواطنة الكاملة والمتساوية مع الرجال... إلى أن جاء الملالي ليقطعوا مسار هذه الرحلة فجأة باستيلائهم على السلطة عام 1979.
ولمح النظام الخميني إلى نيته إقامة فصل عنصري بين الجنسين من خلال تمرير قانونين يفرضان قواعد لباس صارمة على النساء. وتضمن ذلك فرض «حجاب» سياسي جديد، مستوحى من ملابس الراهبات المسيحيات، والذي صممه في البداية أتباع الإمام موسى الصدر في لبنان.
وقبل استيلاء الخميني على السلطة، ارتدت العديد من الإيرانيات طواعية مجموعة متنوعة من أغطية الرأس، يمكن رؤية 14 منها على الأقل في متحف الإثنولوجيا في طهران. أما «الحجاب» الخميني فكان بمثابة جزء من الزي السياسي، تماماً مثلما فرض لينين وماو تسي تونغ نسختيهما من غطاء القماش على الشعبين الروسي والصيني.
وحاول الملالي، لكنهم فشلوا في إلغاء العديد من الحقوق، بما في ذلك حق التصويت والترشح، التي أعطاها الشاه للمرأة. إلا أن هذا لم يمنعهم من تطبيق سياسة تهميش ضد النساء في الحياة العامة. وشهدت الجمهورية الإسلامية تعيين وزيرة واحدة في مجلس الوزراء، وست من «مساعدي الرئيس»، وسفيرتين في عواصم نائية، وأربع رئيسات بلديات، على حد علمي، في مدن صغيرة. ولم يعد يُسمح للنساء العمل قاضيات.
وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، دمر سوء الإدارة الاقتصادية العديد من الصناعات التي وفرت فرص عمل للنساء، ولا سيما حياكة السجاد التي كانت جوهرة التاج بالنسبة إلى الصناعات التقليدية لأكثر عن 1000 عام.
وتجلى رهاب الإناث الآيديولوجي المقنع في النظام في إنشاء، تحت حكم الرئيس محمد خاتمي، الملا «الإصلاحي»، شرطة الأخلاق، المعروفة باسم دورية الإرشاد الإسلامي، التي تنشر وحدات مسلحة من «مرشدين» ذكور وإناث للتأكد من عدم مخالفة النساء لقواعد اللباس الخميني.
في ذلك الوقت، ادعى وزير شؤون الإرشاد الإسلامي عطاء الله مهاجراني، أن القوة الشرطية الجديدة تهدف إلى «تثقيف» النساء بخصوص السلوك الإسلامي الصحيح، وليس القصد منها أن تكون أداة قمعية. ومع ذلك، فإن «المرشدين»، الذين يتلقون تدريبات قتالية، لديهم سلطة إلقاء الوعظ أو فرض غرامة أو ضرب أو القبض على النساء اللاتي يعتقدون أنهن ينتهكن قواعد اللباس.
جدير بالذكر هنا، أن موت مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً أثناء احتجازها من قِبل شرطة الأخلاق، كان الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الوطنية الحالية.
ووعد محمود أحمدي نجاد، الذي خلف حجة الإسلام خاتمي في مقعد الرئاسة، بحل شرطة الأخلاق، لكنه، على ما يبدو، فشل في إقناع «المرشد الأعلى» آية الله علي خامنئي. ومع ذلك، أجبرت الانتفاضة الحالية شرطة الأخلاق على تبني سياسة أقل حدة وبعداً عن الأنظار، مع تجاهل المزيد والمزيد من النساء الحجاب الرسمي بدعم ضمني على الأقل من جانب الكثير من الرجال، إن لم يكن معظمهم.
وبذلك، يتضح أن ثلاثية «المرأة والحياة والحرية» تعبّر في جوهرها عن تطلعات الإنسانية المعاصرة حتى فيما وراء الحدود الرسمية لإيران.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعار إيراني قديم يغزو العالم شعار إيراني قديم يغزو العالم



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib