حلم طهران الصيني لن يحل مكان الكابوس المرعب
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

حلم طهران الصيني لن يحل مكان الكابوس المرعب

المغرب اليوم -

حلم طهران الصيني لن يحل مكان الكابوس المرعب

امير طاهري
بقلم : امير طاهري

هل يمكن أن يكون مقتل الجنرال قاسم سليماني بمثابة العلاج بالصدمة لأولئك القادة القابعين على رأس السلطة في طهران ودفعهم للاعتراف بأن فشل استراتيجيتهم قاد إيران إلى طريق مسدود؟

كان هذا هو السؤال الذي جرت مناقشته في مؤتمر ضم عدداً من الأكاديميين من إحدى الجامعات الرائدة في إيران. وحقيقة أن هذا الأمر الذي جرت مناقشته هو في حد ذاته إنجاز كبير، إذ يشير إلى استعداد المزيد من الإيرانيين لتحدي قواعد الصمت التي فرضها النظام على إثارة قضايا لطالما اعتبرها من المحرمات.
فخلال تلك المناقشات، عقد أحد المشاركين مقارنة بين تصفية سليماني ومقتل المارشال لين بياو، وزير الدفاع الشيوعي الصيني الذي فتحت وفاته في حادث تحطم طائرة عام 1971 الطريق لتغيير جذري في المسار في الصين الماوية.
فقد مكّن القضاء على المارشال لين الإصلاحيين الصينيين - ثم بقيادة رئيس الوزراء شو أون لاي – أمكن عزل ما يسمى بمتشددي «عصابة الأربعة»، بقيادة جيان تشينغ، زوجة الرئيس ماو، ومن ثم وضع الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى على مقربة من مقدمة تغيير تاريخي يهدف إلى تحويل الجمهورية الشعبية من أداة لقضية ثورية إلى دولة قومية طبيعية. وخلال بضع سنوات، كانت الجمهورية الشعبية بقيادة دينغ شياو بينغ تقوم ببناء اقتصاد رأسمالي مع إطار سياسي شمولي، متجاهلاً أحلام «تصدير الثورة».
وبعد أن فقد النظام الشيوعي الصيني شرعيته الثورية، بدأ بناء مصدر جديد للشرعية من خلال النجاح الاقتصادي والارتفاع الكبير في مستويات المعيشة لمئات الملايين في جميع أنحاء البلاد. اكتشف الصينيون أن إنتاج وتصدير السلع التي يريدها الناس في جميع أنحاء العالم، كان أسهل وأكثر ربحية من محاولة تصدير ثورة لم يكن أحد متعطشاً لها، باستثناء بعض الطلاب في لندن وباريس.
ومع ذلك، فإن المقاربة لا تبدو دقيقة، فقد اتُهم المارشال لين بإقامة علاقات سرية مع الإمبريالية والتخطيط لانقلاب ضد الرئيس ماو، بينما اعتبر سليماني المرشد الأعلى علي خامنئي الأكثر إخلاصاً. كانت سيرة لين بالغة التألق، حيث قاد جيش التحرير الشعبي في معارك عديدة للانتصار في غزو بكين باعتبارها جوهرة التاج.
على النقيض من ذلك، كان حتى أكثر المعجبين المتحمسين بسليماني غير قادرين على تسمية معركة واحدة خاضها، ناهيك عن تحقيق الانتصار. وحتى الآن، لا يزعم مادحوه سوى تحقيقه لنجاحات سياسية، بما في ذلك نجاحه المزعوم في منع سقوط بشار الأسد في سوريا والسيطرة على أجهزة الدولة اللبنانية من خلال وكلائه.
ومع ذلك، فقد وفّر زوال سليماني فرصة لمراجعة جادة لسياسة خامنئي المتمثلة في تصدير الثورة والتي كلفت إيران مبالغ فلكية وأرواحاً لا تعد ولا تحصى، مع عدم وجود دولة واحدة خارج إيران تتبنى الآيديولوجيا الخمينية ونظام حكمها.
إن فكرة محاكاة النموذج الصيني ليست بالجديدة في إيران، فقد قام الرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني بتطوير ذلك النموذج لأول مرة عام 1990، لكنه قال فيما يشبه المزاح إنه على استعداد للتخلص من ملابس رجال الدين للتماشي مع العالم الحديث. ووعد الشاه بأنه سيحول إيران إلى «يابان أخرى»، ووعد رفسنجاني بـ«صين أخرى».
لم يستطع الشاه الوفاء بوعده بعد أن قامت الثورة الإسلامية واضطر إلى العيش في المنفى. وظلت «الصين الثانية» لرفسنجاني أيضاً حلماً ميتاً، حيث نجحت النسخة الإيرانية من دينغ شياو بينغ في البقاء على قيد الحياة خارج السجن، وبالكاد طاقها «صانعو القرار» الحقيقيون.
ذكر لي مؤخراً بعض المقربين من رفسنجاني أنه «جبان بعض الشيء» وأنه فقد فرصته في أن يكون دينغ شياو بينغ بسبب الصفقات التجارية الفاسدة التي تورط فيها. ووفقاً لهؤلاء المقربين، لم يدرك رفسنجاني أن المرء يبدأ في جني الأموال لنفسه أو لحاشيته وعائلته، بعد أن يكون قد أصبح دينغ شياو بينغ، وليس قبلها.
فقد حققت أسرة دينغ، بما في ذلك ابنته، وصهره، وحاشيته، الملايين بعد أن زال حكم الزعيم ماو من الصين. في حالة رفسنجاني، استطاعوا جمع الملايين دون أي محاولة لإزاحة نظام الخميني.
في الوقت الذي عزف فيه رفسنجاني اللحن «الصيني»، جادلت في العديد من المقالات بأن نموذج دينغ لا ينطبق على الجمهورية الإسلامية. في الصين، على الرغم من اختلافها، كانت الماوية آيديولوجيا قوية تمزج بين القومية وكراهية الأجانب والمساواة التي يرمز إليها فرض زي رسمي ووحدات إنتاج جماعي. على النقيض من ذلك، لم تتطور الآيديولوجيا الخمينية مطلقاً لتصبح قصة متماسكة، في حين أن عداءها المفتوح للقومية الإيرانية أعطاها هالة غريبة. علاوة على ذلك، انتصرت الثورة الصينية بعد عقود من الكفاح، بما في ذلك حرب أهلية ضخمة شارك فيها عشرات الملايين من الجانبين. في المقابل، نجحت الثورة الخمينية في غضون أربعة أشهر تقريباً لأن الشاه، الذي أبى أن يصدر أوامر قمع جماعية، قرر التخلي عن السلطة والرحيل.
ثمة اختلافات أخرى بين إيران اليوم والصين في الثمانينات. فقد كان الحزب الشيوعي الصيني يسيطر بشكل كامل على الجمهورية الشعبية، حيث كان الحزب لديه ما لا يقل عن خمسة ملايين من الكوادر المدربة والمنضبطة القادرة على نقل الرسالة إلى المجتمع ككل، وتعبئة الدعم لأي تغيير في الاستراتيجية. لا يوجد لدى جمهورية الخميني مثل هذا الهيكل، إذ إن قاعدة دعمها غارقة في الفساد وتجد صعوبة كبيرة في التواصل مع المجتمع ككل. فالتجمعات الجماهيرية التي يعقدها النظام لا تخدع أحداً. اليوم أصحاب القرار في طهران يشكلون أقلية صغيرة معزولة تعيش في ماض تخيلي يخشى المستقبل. والأسوأ من ذلك أن العديد من أصحاب القرار قد أرسلوا بالفعل جزءاً من أموالهم في الخارج، حيث أرسلوا أبناءهم إلى أوروبا وأميركا.
من المدهش أن يرى المرء أمثال هؤلاء الذين يتعاملون من دون أي قبول شعبي على الأرض ويعاملون إيران كأرض للنهب، ويرسلون بالعائدات إلى الغرب. لن يستطيعوا إنتاج «دينغ» إيراني لأنهم لا يريدون خلق اقتصاد منتج؛ كل ما يهمهم هو الحصول على المال والهرب. كما أنهم ليسوا قادرين على بناء مؤسسات الدولة الضرورية لاقتصاد حديث قادر على العمل في السوق العالمية.
إن الآلات التي ورثها دينغ وفريقه كانت قمعية وعفّى عليها الزمن بالمعايير الدولية. ومع ذلك فقد نجح في استخدامهم أدواته الخاصة. في المقابل، فإن الجمهورية الخمينية، رغم تشابهها في أسلوب القمع مع النظام الماوي، فإنها لا تعمل لأنها تفتقر إلى أي آلية للإصلاح الذاتي. فهي تشبه الحصان المعصوب العينين الذي يدور في المطحنة القديمة، ليطحن بذور الحصاد المريرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم طهران الصيني لن يحل مكان الكابوس المرعب حلم طهران الصيني لن يحل مكان الكابوس المرعب



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته

GMT 21:46 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علي بن سالم يُحيي الباجي قائد السبسي في ذكرى عيد الجلاء

GMT 08:21 2016 الأربعاء ,13 تموز / يوليو

Fendi Coutureِ Fall/Winter 2016-2017
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib