كيف أساء بوتين فهم رامسفيلد
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

كيف أساء بوتين فهم رامسفيلد؟

المغرب اليوم -

كيف أساء بوتين فهم رامسفيلد

أمير طاهري
بقلم : أمير طاهري

بعيداً عن تداعياتها السياسية على النظام الدولي، تحمل الحرب في أوكرانيا سمات لا حصر لها ينبغي أن تهم المحللين والمخططين العسكريين في جميع أنحاء العالم.
وتعد هذه المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، التي يجري فيها اختبار الجيش الروسي (الجيش الأحمر السوفياتي سابقاً) في ساحة المعركة ضد خصم متوسط الحجم في إطار حرب كلاسيكية.
في خمسينات القرن الماضي، خاض الجيش الأحمر حروباً حدودية أمام الصين الشيوعية، وتمكن من ضم أجزاء كبيرة من الأراضي عبر الحدود. إلا أن هذه لم تكن حرباً واسعة النطاق؛ لأن الصين، التي كانت أضعف كثيراً وكانت خالية في ذلك الوقت من الأسلحة النووية، تجنبت القتال بصورة حقيقية.
أيضاً في الخمسينات، دخلت دبابات الجيش الأحمر وارسو وبودابست وانطلقت في طريقها نحو سحق انتفاضات غير مسلحة مناهضة للشيوعية. عام 1968، جرى تنفيذ السيناريو نفسه في براغ، مع اجتياح الدبابات الروسية لسحق الثورة التشيكية.
وبالمثل، كانت الحرب الروسية في أفغانستان التي دامت 10 سنوات غير نمطية. وجرى توجيه الـ«دعوة» للجيش الأحمر للتدخل من قِبل النظام الشيوعي في كابل، ولم يكن يقاتل ضد جيش كلاسيكي. واعتمد الروس على نحو أساسي على قواتهم الجوية، وقصفوا المناطق المدنية، في الوقت الذي جرى فيه تخصيص الجزء الأرضي من العمليات للجيش الأفغاني وميليشياته الأوزبكية.
كانت الحربان اللتان خاضهما الجيش الأحمر في الشيشان كذلك من جانب واحد، وأعطت القوة النارية الروسية للغزاة تفوقاً هائلاً. رغم استمرار الحربين لسنوات عدة، فإنهما لم تشكلا اختباراً مناسباً للقدرات الروسية؛ لأن العدو كان يفتقر إلى الأسلحة الكافية واضطر إلى خوض شكل من أشكال حرب العصابات.
في جورجيا، اختارت روسيا هدفاً محدوداً: ضم أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وأوقفت موسكو الحرب قبل أن يتمكن الجيش الجورجي الأضعف بكثير، والذي يعاني من نقص السلاح، من إعادة التنظيم والقتال.
في سوريا، استخدمت روسيا قوة جوية ضخمة لقصف أهداف باستخدام الجيش السوري ومرتزقة إيران من لبنان وباكستان وأفغانستان، وعناصر من «فيلق القدس» من إيران لتوفير جنود على الأرض.
وبالتالي، فإن الحرب في أوكرانيا توفر أول فرصة حقيقية لتقييم أداء الجيش الروسي في القتال الفعلي ولفترة زمنية ممتدة.
المؤكد أن المحللين والمخططين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لديهم وقت لدراسة كل تفاصيل هذه الحرب التي تتيح كنزاً من المعلومات حول الأسلحة الروسية والاستراتيجية والتكتيكات وأنظمة القيادة والسيطرة والعقيدة العسكرية.
الحقيقة، أن الطريقة التي أدار بها فلاديمير بوتين، كقائد أعلى للقوات المسلحة، هذه الحرب تثير الحيرة.
بدأ بوتين بتسميتها «عمليات خاصة»؛ حتى لا يضطر للحصول على موافقة البرلمان الروسي (الدوما) لشن الحرب. وربما كان هذا لأنه توقع إحراز نصر سريع، ولم يرغب في مشاركة المجد مع أي شخص آخر.
كما رفض بوتين تسمية قائد عام للقوات التي اجتاحت أوكرانيا. وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ الحرب التي لا يجري فيها تحديد القائد العام، ناهيك عن تمجيده. وهذه المرة ليس لدينا مكافئ للفيلد مارشال جوكوف الذي يسير إلى برلين، ناهيك عن الجنرال كوتوزوف وهو يتألق في بورودينو.
يمكن وصف تفكير بوتين الاستراتيجي بأنه كان غير منظم، على أدنى تقدير، ولأنه لا يستشير أحداً، فمن الصعب تمييز نمط اتخاذ القرار المرتبط بالواقع.
وقد بدأ بوتين في حشد قوات كبيرة بالقرب من الحدود الأوكرانية مع روسيا وبيلاروسيا، ناهيك عن جيبي دونيتسك ولوغانسك، مع ذكر بأنه لم يكن ينوي سوى استعراض القوة من خلال «تدريبات عسكرية».
ولأنه لم يتم الكشف عن النوايا الحقيقية، يبدو أن العسكريين العاملين في الجيش الروسي قد جمعوا مجموعة من القوات تتنوع ما بين وحدات الشرطة الخاصة والمجندين من غير ذوي الخبرة من سيبيريا وتتارستان وقتلة محترفين من الشيشان.
وجرى إخبار القوات المجمعة بأنها ستجتاح أوكرانيا قبل يوم واحد فقط من تنفيذ هذا الاجتياح.
وما يبدو أن بوتين تجاهله أهمية التناوب في الحرب، ذلك أنه بعدما حشد أكثر عن 200 ألف جندي، يبدو أنه لم يدرك أنه سيحتاج إلى ثلاثة أضعاف العدد في الاحتياط لضمان التناوب المنظم داخل ساحة المعركة.
في الواقع، مقابل لكل جندي يخوض القتال، لدى الجيش جندي آخر يستريح ويتعافى من الجروح وإرهاق المعركة، أو ببساطة يعيد التدريب، أو ثالث يستعد للتدخل في أي لحظة.
الحقيقة، أن كل مساحة من الأرض تسيطر عليها، تحتاج فيها إلى ترك بعض الجنود خلفك لتطهيرها وإحكام السيطرة عليها؛ الأمر الذي يقلص القوات المتاحة لديك للتقدم نحو الأمام.
وربما يفسر عدم نجاح القوات الروسية على هذا الصعيد سبب إبطاء الاجتياح وفقدان بعض الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها سابقاً لصالح الأوكرانيين.
تمثلت مفاجأة أخرى في افتقار الجيش الروسي إلى العمود الفقري الذي يوفره ضباط الصف المحترفون. داخل الجيش الروسي، يتولى الضباط القيادة المباشرة للجنود العاديين، يبدو أن معظمهم مجندون يتسمون بمستوى بسيط من التدريب.
ومن المثير للدهشة كذلك الاعتماد على الدبابات القديمة إلى حد كبير، والتي تتطلب لوجيستيات معقدة لإعادة التزود بالوقود والإصلاح. وكانت مفاجأة أخرى أن الجيش الروسي يستخدم أنظمة وشبكات قديمة تسمح لأقمار التجسس الأميركية بالتنصت على جميع الاتصالات الروسية وتمرير جوهر الاتصالات إلى الجانب الأوكراني. وربما يطرح هذا أحد الأسباب وراء الخسائر الروسية الفادحة، بما في ذلك ثمانية جنرالات.
في الواقع، من الصعب تحديد حجم الخسائر الروسية، لكن حتى لو اعتمدنا على تقديرات متحفظة تستند إلى تسريبات رسمية روسية، سنجد أن الجيش الروسي تكبد خسارة بنسبة 20 في المائة في القتلى والجرحى، ما يعادل ضعف الحد الأقصى المقبول في المذاهب العسكرية الكلاسيكية التي تعتبر خسارة 10 في المائة، والمعروفة باسم الهلاك في المصطلحات العسكرية، الحد الأقصى الذي يمكن التسامح معه، وحال تجاوزه يتعين على الطرف المعني إما السعي لوقف إطلاق النار أو تغيير الاستراتيجية.
كان الجيش الروسي في أوكرانيا بمثابة أوركسترا من دون قائد ويفتقر إلى ورقة إرشادات واضحة.
ومن الصعب معرفة سبب البدء في العديد من العمليات المتباينة، ثم التخلي عنها أو سبب تدمير البنية التحتية التي قد تحتاج إليها القوات الروسية في مراحل لاحقة، ناهيك عن النصر المفترض، على نحو عشوائي.
ومن الأمور التي تثير الحيرة كذلك استخدام الحرف «زِد» بالإنجليزية على الدبابات والعربات المدرعة الروسية. ونظراً لأن الأوكرانيين يستخدمون نفس الدبابات والمركبات السوفياتية، فإن وضع الحرف «زِد» على المركبات العسكرية يتيح للجانب الروسي عدم مهاجمة قواتهم. إلا أن الأوكرانيين فطنوا للأمر ووضعوا حرف «زِد» على دباباتهم ومركباتهم؛ الأمر الذي أثار الارتباك في صفوف الروس خلال الهجمات المفاجآت.
الأمر الأشد إثارة للحيرة القرار الروسي الأخير بحفر الخنادق في مناطق مختلفة وتعدين العديد من الطرق الاستراتيجية كما لو كانوا يستعدون لإعادة تنفيذ الحرب العالمية الأولى.
يقدم بوتين مغامرته الأوكرانية على أنها «دفاع نشط»، وهي النسخة الروسية من شعار «الحرب الاستباقية» الذي روج له دونالد رامسفيلد، وكثيراً ما أسيء فهمه.
إلا أنه من الناحية العملية، فإنه بدلاً عن منع الحرب، أشعل بوتين فتيل حرب يبدو أنه غير قادر على السيطرة عليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف أساء بوتين فهم رامسفيلد كيف أساء بوتين فهم رامسفيلد



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib