الحرب على الديمقراطية
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم
أخر الأخبار

الحرب على الديمقراطية

المغرب اليوم -

الحرب على الديمقراطية

بقلم - علي أنوزلا

أخرج صحافي التحقيقات الهادفة، جون بيلجر، في العام 2007، فيلمه السينمائي الوثائقي "الحرب على الديمقراطية"، كشف فيه سياسة التدخل الأميركي في أميركا اللاتينية بدعم انقلابات عسكرية لإطاحة أنظمة شرعية منتخبة. ويستعرض الفيلم تاريخ الحروب الأميركية القذرة في أميركا اللاتينية منذ خمسينات القرن الماضي، عندما كانت المخابرات الأميركية تتدخل، سرا أو علانية، لإطاحة حكومات ديمقراطية، وتنصب مكانها ديكتاتوريين وسفاحين وقتلة، كما حصل في الدول التي كانت توصف بـ"جمهوريات الموز"، مثل تشيلي وهندوراس وغواتيمالا ونيكاراغوا وبنما وبوليفيا وفنزويلا. ويقف الفيلم عند تجربة هوغو تشافيز في فنزويلا ومحاولات الولايات المتحدة إطاحته، على الرغم من أنه كان رئيسا منتخبا، وكان يحظى بشعبية كبيرة في بلاده، وفي دول عديدة في أميركا اللاتينية، بل وفي العالم.
خلاصة الفيلم الجوهرية تكمن في فكرة بسيطة، هي أن الديمقراطية وقيمها من حرية وحقوق الإنسان ليست غايةً في حد ذاتها بالنسبة للرأسمالية المتوحشة، استعملتها طوال الحرب الباردة سلاحا فعالا لمحاربة الأنظمة الشيوعية الشمولية، وتحولت إلى عدو تستهدفه في أميركا اللاتينية. وكان يُعتقد أن فكر الهيمنة الذي تقوم عليه عقيدة إمبراطورية الولايات المتحدة الأميركية قد انتهى، وولى إلى غير رجعة. ولكن مع مجيء الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، إلى الحكم، أصبح هذا الفكر سياسة رسمية داخل البيت الأبيض. وما كانت تقوم به 

أميركا بالأمس القريب في السر، وعبر مخابراتها، تقوم به اليوم بشكل سافر وعلني، بل وتعلن عنه وتتباهى به، والنموذج الصارخ هو ما يحدث في فنزويلا، حيث تدعم الإدارة الأميركية رئيس البرلمان الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا، وساندته علانية في قيادة انقلاب عسكري ضد رئيس بلاده المنتخب. ولكن المثل الفنزويلي ليس سوى واحد من بين عدة أمثلة، عن تدخل الإدارة الأميركية الحالية في عهد دونالد ترامب ضد عدة أنظمة وحكومات ديمقراطية، والأمثلة هنا كثيرة من الحرب الأميركية المتواصلة ضد إيران التي تستند فيها الحكومة إلى شرعية ديمقراطية، على الرغم من كل المؤاخذات التي يمكن تسجيلها على طبيعة الحكم الإيراني، وفي مساندة الرئيس الأميركي، ترامب، شخصيا الجنرال الليبي الانقلابي خليفة حفتر ضد حكومة بلاده الشرعية المعترف بها دوليا، مرورا بالدعم المادي الذي تقدمه الإدارة الأميركية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي جاء إلى السلطة بعد أن انقلب على رئيس شرعي منتخب، وزجّه وأعضاء حكومته وحزبه في السجن، وإرساله نائبة وزير خارجية الإدارة الأميركية إلى رئيس المجلس العسكري في السودان، إشارة إلى مباركة الانقلاب، وتأييد إعلان المجلس الاحتفاظ بالسلطة التي يطالب المحتجون بتسليمها إلى الشعب، بعد أن نجحت ثورته في إسقاط نظام عمر البشير الدكتاتوري الذي كان يحظى بعطف الإدارة الأميركية ورضاه. 
ومقابل الهجوم الذي تشنه الإدارة الأميركية الحالية ضد كل التجارب الديمقراطية الفتية في العالم، نجدها تساند علانية كل الأنظمة المعادية للديمقراطية، من النظام العنصري والمجرم في إسرائيل، إلى الأنظمة العربية التي تقمع شعوبها وتتدخل عسكريا وماليا وإعلاميا لتقويض محاولات الشعوب الأخرى للتأسيس لديمقراطياتها، وخصوصا النظامين السعودي والإماراتي اللذين يحظيان بدعم وتشجيع وحماية من الإدارة الأميركية الحالية في تدخلاتهما وحروبهما المعلنة وغير المعلنة ضد كل الشعوب العربية التواقة إلى التحرّر والتغيير، من اليمن مرورا بالبحرين وسورية ووصولا إلى السودان والجزائر.
في عام 2001، وعلى إثر الهجوم الإرهابي على نيويورك، أطلق الرئيس الأميركي، جورج بوش الابن، ما باتت تعرف بـ"الحرب العالمية على الإرهاب"، وكان من بين الشعارات البرّاقة التي رفعتها تلك الحرب في أولى معاركها المدمرة في أفغانستان والعراق شعار نشر الديمقراطية، وبعد مرور نحو 18 عاما على كل الحروب المدمرة التي شنت تحت غطاء هذا الشعار الزائف، أصبح جليا أن الأمر كان خديعةً كبرى، برّرت بها الإدارات الأميركية المتعاقبة، والحكومات والأنظمة الموالية لها عبر العالم، حروبها القذرة للقضاء على كل بذور الفكر الديمقراطي وقيمه الأساسية، أي الحرية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
لقد تحولت "الحرب على الإرهاب" التي وفر لها النظام العالمي الجديد الذي تتحكّم في صياغته 

الأنظمة النيوليبرالية، صاحبة الفكر الاستعماري الجديد، غطاء قانونيا وشرعيا دوليا، إلى حربٍ معلنةٍ ضد الديمقراطية، وضد إرادة الشعوب، باسم مكافحة الإرهاب. وباسم هذه الحروب، تم الانقلاب على أول تجربة ديمقراطية في مصر، وباسمها تشن الحرب المدمرة في اليمن منذ أربع سنوات. وبمبرّر خوضها حربا لا تنتهي ضد الإرهاب، تستمر أنظمة سلطوية وقمعية كثيرة في محاصرة شعوبها وقمع تطلعاتها نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وتحت غطاء الحرب القذرة نفسها، يسمح لأنظمة قمعية ومتخلفة في السعودية والإمارات للتدخل في شؤون دول إقليمية، وشن حروب مدمرة ضد شعوبها، وقيادة مؤامرات داخلية ضد حكومات وأنظمة منتخبة ديمقراطيا، وشراء وسائل إعلام ورشوة صحفيين لترويج حروبهما الجديدة ضد الديمقراطية.
في فيلم "الحرب على الديمقراطية"، يصف مخرجه، جون بيلجر، الإمبريالية الحديثة بأنها "حرب على الديمقراطية"، لأن الديمقراطية الحقيقية تشكل تهديدا للسلطة غير المقيدة، وبالتالي فهي عدوتها اللدود. وفي عالمنا العربي، الحرب التي تقودها الأنظمة ضد الديمقراطية في بلدانها هي حربٌ ضد إرادة الشعوب، لأن هذه الأنظمة تخاف من شعوبها عندما تنهض. وكما يقول بيلجر، فإن أشد ما تخافه الأنظمة غير الديمقراطية هو تشبث الشعوب بإرادتها، لأنها تعرف أن تلك الإرادة لا تموت أبدا، إنها مثل البذرة المزروعة تحت الثلج سيأتي اليوم الذي تزهر فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب على الديمقراطية الحرب على الديمقراطية



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib