بقلم - مكرم محمد أحمد
يبدو أن تفاؤل أنصار الرئيس الأمريكى ترامب بأن المدعى الخاص روبرت مولر قد أنهى تحقيقاته حول تدخل الروس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، لمصلحة المرشح الجمهورى ترامب ومدى تواطؤ حملته الانتخابية مع الروس، دون أن يتضمن تقرير مولر أى اتهامات جديدة للرئيس الأمريكى قد عزز هذا التفاؤل الذى جاء مبكرا قبل إعلان فحوى التقرير على الرأى العام الأمريكى، والكشف عن تفاصيله، خاصة أن القانون الأمريكى يمنع توجيه أى اتهامات للرئيس طالما هو فى الحكم، وكان على أنصار الرئيس ترامب أن يكونوا أكثر حذرافى تفاؤلهم انتظارا لنشر التقرير على الرأى العام، ومعرفة تفاصيله وفحواه لأنه فى غياب حقائق التقرير وفحواه يصعب تبرئة الرئيس ترامب أو إدانته، لكن المؤكد أن التقرير لا يزال فى حوزة المدعى العام الأمريكى وليام بار الذى يدرس تفاصيله واستنتاجاته ليضعها أمام الكونجرس الذى لم يطلع بعد على التقرير الذى جاء فى 400 صفحة، وكذلك البيت الأبيض الذى لم يتلق نسخة من التقرير ولم يطلع على فحواه، وإن كانت تحقيقات المدعى الخاص مولر قد أسفرت خلال فترة التحقيق وقبل انتهاء المدة عن اتهام 6 من مساعدى حملة المرشح الجمهورى ترامب بالكذب ومحاولة تضليل العدالة، كما أسفرت التحقيقات عن اتهام 12 من ضباط المخابرات الروس ذكرت التحقيقات أسماءهم، وتم اتهامهم بالفعل بالتدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 ومحاولة ترجيح كفة المرشح الجمهورى ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون. ولأكثر من 675 يوما خيم تقرير مولر كسحابة سوداء فوق إدارة الرئيس الأمريكى ترامب، وتبارى الديمقراطيون والجمهوريون فى حرب كلامية تبادل فيها الطرفان الاتهامات، حيث أصر الديمقراطيون على نشر تقرير مولر الكامل على الملأ، وتقديم جميع مستنداته إلى الكونجرس دون تأخير، لأن الشعب الأمريكى له الحق فى معرفة الحقيقة، وتأكيدا على الشفافية التى تشكل أهم عناصر الديمقراطية الأمريكية. وعلى النقيض من رؤية أنصار ترامب المتفائلة، أكدت خبيرة أمريكية قانونية ذات شأن، رفضت الإفصاح عن اسمها، أن الموضوع لم ينته بعد، وقد يكون هناك ما يحدث ضررا بالغا للرئيس ترامب، ويلزمه المثول أمام الكونجرس للمساءلة القانونية والسياسية وربما الإطاحة بحكمه، لأن لوائح وزارة العدل الأمريكية تمنع توجيه أى اتهامات للرئيس الأمريكى فى أثناء وجوده فى سلطة الحكم، ومن المبكر الحكم على نتائج التحقيقات ما لم يتم إعلان نص تقرير المدعى الخاص روبرت مولر أو فحواه، واتفق جون دين المستشار القانونى السابق للبيت الأبيض مع هذا الرأى مؤكداً أنه رغم عدم وجود اتهامات جديدة فى تقرير مولر، فإن علينا الانتظار لمعرفة محتوى التقرير، ومن المبكر الحكم على نتائج التحقيقات قبل الإطلاع على فحوى التقرير. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، وزعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر فى بيان مشترك، إن من المُلزم للمدعى العام وليام بار أن ينشر تقرير مولر كاملاً، وأن يقدم الوثائق المتعلقة به والنتائج التى توصل إليها إلى الكونجرس، وأنه يجب على المدعى العام الأمريكى وليام بار ألا يمنح الرئيس ترامب أو محاميه الحق فى أى معاينة سريعة للنتائج والأدلة التى توصل إليها المحقق الخاص مولر، كما حثت المدعية العامة فى نيويورك ليتيشياجايمس على سرعة نشر تقرير مولر أو فحواه لأن الشعب الأمريكى يستحق أن يعرف الحقيقة. وقد أعلن المدعى العام وليام بار قبل عدة ساعات رسالة إلى الكونجرس من 4 صفحات أكد فيها أن تقرير مولر سوف يتم تسليمه إلى الكونجرس فى منتصف أبريل إن لم يكن قبل ذلك، وكشف بار فى رسالته عن بعض الحقائق المهمة المتعلقة بتقرير مولر، مؤكدا أن المحقق الخاص مولر لم يجد ما يثبت أو يؤكد أن الحملة الانتخابية للمرشح الجمهورى ترامب أو أى من أفرادها قد تآمر أو تعاون مع الروس فى تدخلهم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، ليلقى دُشا باردا على الأزمة، أطفأ نيرانا مشتعلة لأزمة ساخنة استمرت على امتداد أغلب الفترة الأولى من حكم الرئيس ترامب.