ماذا تبقى من داعش

ماذا تبقى من داعش؟

المغرب اليوم -

ماذا تبقى من داعش

بقلم : مكرم محمد أحمد

ماذا تبقى من تنظيم داعش؟!، وهل صحيح ما تروج له إدارة الرئيس الأمريكى ترامب من أن داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة الآن، وربما لا يستغرق الأمر أياماً أو أسابيع محدودة قبل إعلان نهايته المحتومة؟!، أم أن إدارة ترامب التى تؤكد كل يوم حرصها على الانسحاب العاجل من سوريا وتخفيف وجودها العسكرى فى أفغانستان تهون من خطورة تنظيم الدولة الإسلامية الذى لا يزال قادراً على شن عمليات هجوم مؤثرة فى العراق، ولا يزال يحاول استعادة قوته فى سوريا؟!، وفى شهادته الأخيرة قبل عدة أيام أمام إحدى لجان استماع مجلس الشيوخ الأمريكي، حذر الجنرال جوزيف فوتيل الرئيس الحالى للقيادة المركزية التى تُشرف على القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط وأفغانستان من خطورة استئناف تنظيم الدولة الإسلامية لتهديداته عقب الانسحاب الأمريكى من سوريا، مؤكداً أن تنظيم داعش لا يزال يحتفظ بقيادات ومقاتلين ووسطاء وموارد تُغذى قدرته على القتال، ولا يزال يملك القدرة على تخطيط وتنفيذ عمليات مؤثرة فى العراق وسوريا، ويؤكد تقرير المفتش العام فى البنتاجون الذى صدر قبل أيام، أنه فى حالة غياب الضغط المستمر على داعش يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية أن يستعيد قدرته ويعاود نشاطه فى كل من العراق وسوريا فى فترة تتراوح ما بين 6 و12 شهرا بما يوسع نطاق سيطرته، وربما يستطيع داعش استعادة بعض الأراضى التى فقدها لكن فى إطار مساحات جد محدودة، لكن الأمر المؤكد أن داعش لا يزال قادراً على شن هجمات مؤثرة كما فعل أخيراً فى مدينة منبج السورية، وما يزيد من خطورة هذه الشهادات والتقارير أن رؤساء جميع أجهزة المعلومات والمخابرات الأمريكية يعارضون رؤية ترامب ويرون أن خطر داعش لا يزال قائما وموجودا، وثمة تقرير آخر للسكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رفعه إلى مجلس الأمن يؤكد أن تنظيم داعش تحول فى مجمله إلى شبكة سرية فى العراق وسوريا، ولا يزال يمثل تهديدا خطيرا، وأن عملية تجفيف منابعه المالية لم تنجح لأن هناك دولا لا تزال تمد داعش بكل صور العون المادى والمالي، ولا يزال فى حوزة داعش طبقاً لتقرير سكرتير عام الأمم المتحدة ما يزيد على 300 مليون دولار تمكنه من تمويل عملياته، ووصف تقرير الأمين العام الذى يقع فى 19 صفحة حالة داعش الراهنة بأنه لا يزال أكبر تنظيم إرهابى وأكثرها طموحا، يملك القدرة على شن هجوم مُعقد واسع النطاق، ويمتلك أسلحة مضادة للطائرات، ويستخدم فى عملياته المواد الكيماوية والبيولوجية، ويحتفظ بأعداد ضخمة من المقاتلين تبلغ 18 ألف مقاتل تقريبا، كما أن لديه فرقة نسائية انتحارية تقوم بعمليات التفجير الإرهابية والأخطر من ذلك آلاف المتطوعين الأجانب الذين عاد بعضهم إلى بلادهم، ويُشكلون خلايا نائمة جاهزة للتحرك فور تلقيها الأوامر. وبالطبع لم يتحدث الآن سكرتير عام الأمم المتحدة فى تقريره عن الدور الخطير الذى لعبته تركيا هى والرئيس أردوغان فى تمكين داعش من السيطرة على الكثير من المناطق السورية شمال البلاد، عندما كانت تركيا تسمح بمرور هذه الآلاف المؤلفة من الشباب القادمين من دول أوروبا ومعظمهم من أصول عربية وإسلامية من عبور حدودها إلى سوريا جهارا نهارا كى يشاركوا فى عمليات داعش فى العراق وسوريا، ويتحمل أردوغان الجانب الأكبر من المسئولية التاريخية عن تضخم أعمال داعش فى العراق وسوريا، يشاركه المسئولية التاريخية قطر التى مولت ولا تزال تمول عملياته فى ليبيا كما تمول الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان، ولست أعرف، ما هى جدوى استمرار الحرب على الإرهاب فى ظل أوضاع دولية غامضة لا تزال تمكن قطر وتركيا من مساعدة وتمويل جماعات الإرهاب، والأكثر مدعاة للأسف أن يتعمد الرئيس التركى خداع الأمريكيين، وما لم تتوحد جهود المجتمع الدولى على ضرورة عقاب كل دولة أو جماعة تعاون الإرهاب وتموله، فسوف يستمر نزيف الدم الإنسانى ويستمر تخريب مصالح الشعوب ضد الأمن والسلم الدوليين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تبقى من داعش ماذا تبقى من داعش



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 12:24 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أولمبيك آسفي يخطط لضم 4 لاعبين في الميركاتو

GMT 17:23 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018

GMT 02:35 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

عفاف شعيب سيدة شعبية في مسلسل "فوق السحاب"

GMT 19:13 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

Jacob & Co"" تطرح مجموعة جديدة من المجوهرات الفاخرة

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

موقع الواجهة البحرية في "رامسغيت" يتحول إلى إبداع فني

GMT 10:01 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

آخر الاتجاهات المميزة في عالم الموضة لعام 2018

GMT 05:26 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أسباب انتشار قشرة الشعر خلال موسم الشتاء

GMT 15:25 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف لاعب كرة إكوادوري أربعة مواسم بسبب المنشطات

GMT 11:31 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الاسباني فيليبي السادس يستعد لزيارة المملكة المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib