بقلم - منى بوسمرة
زفّ مجلس الوزراء إلى المرأة الإماراتية بشائر جديدة، تنقلها من مرحلة التمكين إلى مرحلة القيادة وتحصين حقوقها وتوسيع دورها، بحزمة جديدة من القوانين والتشريعات والخدمات، وفتح الباب على مصراعيه لتعظيم مشاركتها في مسيرة النهضة التي لم تكن لتتحقق لولا أن وضعت المرأة يدها بيد الرجل لرفع البناء وحمايته.
مجلس الوزراء، في اجتماعه الاستثنائي بمقر الاتحاد النسائي، يمنح المرأة وساماً شديد اللمعان، ويضع تاج تكريم على رأسها لدورها الحيوي والمحوري والفعّال في معجزة الإمارات، ويكشف عن بصماتها التي تزيّن كل إنجاز وطني، وفي الوقت نفسه يقدّم لها دعوة جديدة ومفتوحة لدور أكبر وأعظم في مهمة لا تنتهي من أجل الوطن وعزته.
ولأنه لا وقت للراحة في صناعة تاريخنا، كما قال الشيخ محمد بن راشد قبل يومين، في عنوان عريض يوحي بأن الإمارات سائرة إلى ما هو أعظم مما تجسد، فإن الوطن يحتاج إلى روح المرأة وقوتها وعطائها في منظومة العمل الوطني، تماماً مثلما يحتاج شريكها التكاملي في رحلة السباق إلى المستقبل، باعتبارها قوة ناعمة قادرة على تحقيق اختراقات مهمة وسريعة لتشارك في كتابة قصة نجاح الإمارات.
رسالة اجتماع أمس مفصلية، فهي تأكيد لصوابية النهج الذي تبنّاه مبكراً نصير المرأة، الراحل المؤسس الشيخ زايد، في تمكينها وبزوغ نجمها، وتعزيزها عبر سياسات نوعية ومبتكرة رعتها الشيخة فاطمة، وفي الوقت نفسه استنهاض وتعظيم لدورها المقبل، ليس في تنشئة الأجيال فقط، بل لتأخذ دورها كاملاً في تأهيل الوطن إلى مكانة عالمية تليق بشعبه وبإنجازاته، باعتبارها نصف القوة الإنتاجية، وليس النصف العددي فقط.
في كلمته أمام مجلس الوزراء، منح الشيخ محمد بن راشد المرأة الإماراتية شهادة فخار، بوصفه لها بأنها عماد النهضة، ومنحها مجلس الوزراء المكافأة التي تستحق بحزمة كبيرة من السياسات والتشريعات والخدمات الجديدة تتويجاً واستكمالاً لمسيرة تمكينها وريادتها في كل المجالات، وتعزيزاً لدورها المؤثر والفعّال في المجتمع الإماراتي والدولي.
قرارات مجلس الوزراء بثٌّ لروح جديدة في استراتيجيات تمكين المرأة وبناء قدراتها، وفقاً للدستور، وضمانٌ لاستمرار البناء على الإنجازات والمكاسب التي تحققت لها منذ قيام الاتحاد، لتحصد قيمة مضافة لجودة الحياة، وتختزل الوقت في استكمال دورها الحقيقي الذي ينتظره الوطن، وهو ما أكده الشيخ محمد بن راشد حين قال إن المبادرات والسياسات الوطنية الجديدة تعبر بالمرأة الإماراتية إلى مرحلة جديدة تعزز دورها القيادي، ما يعني أن الدور الوطني المقبل للمرأة سيتجاوز النسب العالمية في كل المجالات بنجاح واقتدار، كما أثبتت المرأة الإماراتية ذلك دائماً، لأنها أهل للواجب الوطني.