بقلم - منى بوسمرة
الإمارات في صدارة المشهد الدولي، وهي تختتم استضافة ثقافات وشعوب العالم، في ملتقى، نحن على يقين أنه أكثر أهمية من المؤتمرات السياسية، لأن المصالح والحسابات الضيقة، ليست على أجندته، بل انفتاح نحو التعاون والتفاعل الإيجابي الجماعي، و«تواصل العقول وصنع المستقبل»، وهو الشعار الذي جسده إكسبو دبي لصالح البشرية.
إكسبو، حدث عالمي، لا يتصدى له إلا الكبار، أصحاب الجدارة والكفاءة والإرث الكبير في صناعة الإبداع وغرس الأمل، والتي تمتلك الريادة والمساحات الفكرية التي تسمح بتلاقي الثقافات، ولأنها كذلك، وبرصيد من الثقة الدولية، كانت الإمارات قلب العالم، ونقطة وصل طوال ستة أشهر، لرعاية الإبداع وصناعة المستقبل، وأظهرت، كما قال محمد بن راشد، صورة مختلفة للإبداع، لامست عقول وقلوب جميع فئات المجتمع، وأثبت أبناء الإمارات قدرتهم على مواجهة الصعاب والتحديات.
هذه المهمة لم تنتهِ بانتهاء الحدث العالمي، بل هي بداية جديدة، وكما أكد محمد بن راشد، ستبقى الإمارات ودبي، مركزاً لتواصل العقول وقوتها، وصنع المستقبل، بحكومة استثنائية، وقيادة محمد بن زايد، لتعكس باستمرار قِيَم أهل الإمارات، ورعايتهم وشغفهم بالإبداع والابتكار، وتوفير بيئة، كما كان إكسبو، غير مسبوقة، لاستكشاف الفرص، وتعزيز الإنتاجية، وضمان الاستدامة، وتبني وصياغة الحلول للأزمات العالمية، عبر منظومة من قيم الاحترام العالمي، والتأكيد على أن الأولوية للإبداع والابتكار، وتحييد الأزمات السياسية، ومواجهة التحديات البيئية والغذائية.
لا نقول ولن نقول، وداعاً للعالم الذي شاركنا قصة نجاح عالمي، بل ستظل الإمارات وطناً للإنسانية جمعاء، دائماً وأبداً، نتعاون ونتشارك، ونتحاور بلغة نبضها التسامح والتعايش والانفتاح، لأن جوهر الإنسانية واحد.
الأمل يكبر، بحمل إرث هذا الحدث الدولي عبر الأجيال، وتجسيد قوة الإرادة الجمعية، لاستكمال الأهداف الكبرى التي تجمع عليها البشرية، وبناء غد أكثر إشراقاً.
لقد أنجزت الإمارات، بقيادة خليفة، المهمة بامتياز، لم يكن ليصل إلى هذا المستوى بتنظيم أفضل نسخة من دورات إكسبو، لولا الوقفة الاستثنائية لكل أبناء الإمارات، في استضافة العالم، بما يليق باسم وطنهم، فزادوا من رفعته، فتحية إكبار وإجلال، لكل فرق العمل التي عملت طوال عقد وأكثر، بإخلاص منقطع النظير، ليظل اسم الإمارات لامعاً في سماء المجد.
كلمات الشكر لا تكفيهم، رغم كثرتها من كل مَنْ شارك أو زار الحدث، لكن يسعدنا أن نقول إن الإمارات كلها تفخر بكم، والجميع تعلم منكم معاني العطاء في خدمة الوطن والإنسانية، صنعتم الإبهار الذي وعد به محمد بن راشد العالم، فكفيتم ووفيتم. دمتم.. ودام الوطن.