بقلم : صلاح منتصر
فى خلال عمله بعد انتخابه النائب الأول لرئيس اتحاد اللجان الإفريقية حصل اللواء دكتور عبدالكريم درويش رحمه الله على موافقة اللجنة الأوليمبية الدولية لعقد الدورة الأوليمبية الإفريقية فى القاهرة سنة 1991. ولنجاح الدورة تولى درويش رئاسة لجنة الإعداد والتنظيم التى أعدت خطة كاملة بالخطوات المطلوبة والمسئوليات المحددة لكل جهة وواجبات كل فرد وكل فريق وكل اتحاد رياضى.
شملت الخطة جميع المراحل ابتداءً من توجيه الدعوات وتنظيم أماكن الإقامة والملاعب إلى آخر يوم سفر الوفود. وشملت المسئوليات إزالة الغبار أو دهان العمارات فى الشوارع التى سوف ترتادها الوفود والإهتمام بنظافة الأسطح التى يبدو معظمها خلال تنقلات الوفود بالطائرة كأنها صناديق قمامة.
تناولت الخطة الاهتمام بالمرافق العامة وتوفير دورات مياه نظيفة فى الشوارع والحدائق والإشراف على سلامة ما يقدم فى المطاعم الشعبية ومناشدة التجار عدم المبالغة فى الأسعار إلى جانب عقد دورات تدريبية للشرطة لتوفير النظام وأسلوب التعامل مع الضيوف واللاعبين كلٍ فى مجاله. وتم اختيار شعار الدورة من خلال مسابقة تقدم فيها عدد من الفنانين وتم اختيار الأفضل فى اجتماع حضره جمع كبير من الشخصيات الرياضية والفنانين والكتاب .
ورغم أنه وزعت على مختلف جهات الدولة إختصاصاتها، فإن الأيام ثم الأسابيع ثم الشهور مرت دون أن تقوم معظم الجهات بآداء التزاماتها رغم الاتصال بهم مرات دون جدوى. وبعد جهد هائل بذله عبد الكريم درويش ومعاونوه وبعد محاولات كثيرة وجد درويش نفسه مضطرا للاستقالة من رئاسة اللجنة ومسئولية الدورة على أمل أن يكون ذلك تنبيهاً لخطورة الموقف. وكتب نجيب المستكاوى أنها خسارة كبيرة لكن جاءت بعد خبرة ومحاولات جادة لإنجاح الدورة دون جدوى.
أقيمت الدورة وفشلت فشلاً ذريعاً. ساد الافتتاح الهرج والمرج، واضطر رئيس مجلس الشعب وقتها تسلق السور للخروج، وخرج رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية انطونيو سامارانش فى حراسة الشرطة. على الذين يتولون مسؤلية الدورة الإفريقية خاصة أنها ستبدأ بعد شهر رمضان شهر الكسل والمسلسلات الاستفادة من أخطاء الماضى حتى لا تتكرر!