بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
هذا هو الوصف الذى استخدمه الرئيس الأمريكى، جو بايدن، للحكم الذى أصدرته المحكمة الجنائية الدولية مؤخرا، بإصدار مذكرتى اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، وهو حكم ملزم لنحو مائة دولة، كثير منها لها علاقات مع إسرائيل. وقال بايدن فى تفسير موقفه إنه… أيا كانت الأدلة التى تقدمها المحكمة.. لا يمكن أن نساوى بين حماس وإسرائيل. سنقف دائما إلى جانب إسرائيل ضد أى تهديد لأمنها. سيادة الرئيس بايدن، اسمح لى - كمواطن مصرى - أن أذكرك ببعض ما يفترض أنك تعرفه كرئيس أكبر بلد فى العالم، وأن أقول لك إن موقفك هذا هو الأمر الشائن! نعم أسفرت عملية حماس «طوفان الأقصى» فى هجوم مشروع لحركة تحرير، على من يحتل أرضها، عن قتل ما يقرب من 350 جنديا إسرائيليا، وإصابة ما يقرب من 2250... (وفق ما هو متاح من أرقام) وفى المقابل، وعلى مرأى من العالم كله يوميا.. قتلت إسرائيل ما يقرب من 42 ألف فلسطينى، وأصابت ما يقرب من مائة ألف، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، وما يقرب من 1000 من الطواقم الطبية و200 من الصحفيين و300 من الدفاع المدنى وموظفى الأونروا، ودمرت معظم مبانى غزة، من مساكن ومستشفيات ومدارس ومرافق عامة! ويتعرض أهل غزة الآن إلى مجاعة حقيقية، وفقد معظم الآباء موارد رزقهم، وتشرد الأطفال بعد تدمير مدارسهم... هذا قليل.. قليل مما احيطت به المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن طلبت تدخلها بلدان غير عربية، بوحى من ضمائرها الحية. فإذا وصفت الآن ياسيادة الرئيس بايدن، حكم المحكمة الجنائية الدولية، بأنه أمر شائن، فإننى أقول لك، وأنت على وشك أن تغادر موقعك، إن الأمر الشائن فعلا، والمؤسف حقا.. هو موقفك أنت ياسيادة الرئيس بايدن!