بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
ارتحت كثيرا لتصريح الرئيس السيسى خلال استقباله أمس الأول محمد الحسن محمد عثمان الميرغنى المساعد الأول للرئيس السودانى بشأن دعم مصر الكامل لأمن السودان واستقراره، والذى يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى وفق ما ذكره السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، (السبت 5/1).
فأخبار الاضطرابات التى تشهدها السودان هذه الأيام أخذت تقفز إلى مقدمة ما تذيعه وكالات الأنباء العالمية التى تحدثت عن المظاهرات والمسيرات التى خرجت فى الخرطوم وغيرها من المدن السودانية احتجاجا على قرار للحكومة برفع اسعار الخبز، وعن إقالة الرئيس السودانى وزير الصحة بسبب ارتفاع اسعار الدواء.
و يبدو ان تلك الاضطرابات سوف تستمر فى ضوء ما أعلنه اتحاد النقابات المهنية والعمالية السودانى عن الدعوة للتظاهر، وما أعلن عن سقوط قتلى بين المتظاهرين قدرت الحكومة عدده بـ 19 فردا فى حين تحدثت منظمة العفو الدولية عن ضعف ذلك العدد.
غير أنه يزعجنى - قبل هذا كله وبعده- عدم متابعة الأحوال السودانية هنا فى مصر على نحو يتناسب مع أهمية وحيوية العلاقة بين البلدين الشقيقين، وهى مسألة تضايق أيضا الاشقاء السودانيين. ولا أعتقد أن شخصا مهتما بالمصالح القومية المصرية يمكن أن يتجاهل أحوال السودان والسودانيين.
ويسعدنى ويشرفنى كثيرا أننى أشرفت على تحرير كتاب شامل عن كل نواحى العلاقات المصرية السودانية منذ نحو ثلاثين عاما صدر بالتعاون بين جامعتى القاهرة والخرطوم إبان إدارة الأستاذ الدكتور على الدين هلال مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة.كما أننى أذكر بكل خير زياراتى السودان، فليس هناك بلد يشعر فيه المصرى بالألفة والدفء والحب مثلما يشعر فى السودان... تحية للشعب السودانى الشقيق الذى نؤكد مرة أخرى أن أمنه واستقراره هو من صميم المصالح القومية المشتركة لمصر والسودان!