بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
يوم أمس الأول، الأحد 24 يونيو، كان يوما تاريخيا للمرأة السعودية، إنه اليوم الذى بدأ فيه تطبيق القرار الملكى بالسماح لها بقيادة السيارة لأول مرة فى المملكة. تلك أحد مظاهر الإصلاحات التى بادر بطرحها ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، فى إطار رؤية المملكة 2030. لقد سبق أن حضرت اللقاء الذى تم يوم 5 مارس الماضى فى منزل السفير السعودى بالقاهرة، مع الأمير محمد، وكما سبق أن قلت (3/7) فإننا كنا إزاء «شخصية قوية موهوبة، تعرف جيدا ما تريد، وكيف تحقق ذلك الذى تريده». لقد بادر العديد من صحفى العالم بمتابعة هذا الحدث،، وكتب الكاتب الأمريكى روجر كوهين فى النيويورك تايمز(6/21) مقالا طويلا يقول فيه إن الإصلاحات التى بدأها الأمير محمد بن سلمان «ستؤدى إلى تغيير شكل العالم وليس المملكة فقط» وليس فى ذلك مبالغة..فالسعودية لها مكانتها الخاصة فى العالم الإسلامى، واهتزاز القوى المحافظة، شديدة التطرف، وشديدة الرجعية، لا بد أن تكون له تداعياته الإيجابية على ملايين المسلمين فى العالم كله. ولا شك أن الإصلاحات التى تمس المرأة تقع على رأس الإصلاحات عميقة الدلالة، وذات أبعاد ثقافية وحضارية عميقة، جنبا إلى جنب مع العديد من مظاهر ذلك الإصلاح التى شملت أبعادا أخرى مثل فتح دور السينما، والسماح بالموسيقى فى الأماكن العامة، فضلا عن إبعاد ممثلى جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، عن الشوارع. كما ستترتب على هذه التطورات الاجتماعية والثقافية تطورات اخرى مهمة اقتصادية من خلال الاستغناء عن خدمات مئات الآلاف من السائقين، ونزول المزيد من النساء إلى سوق العمل. ويبقى سؤال: هل سوف تواجه تلك الخطوات الثورية معارضة من القوى الرجعية وشديدة المحافظة؟ نعم بكل تأكيد...ولكنها سوف تضعف وتضمحل فى النهاية، لأن عجلة التقدم والتطور والتنوير لا تتوقف أبدا.
المصدر : جريدة الأهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع