أربعة عقود، ثلاث هزّات
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

أربعة عقود، ثلاث هزّات !

المغرب اليوم -

أربعة عقود، ثلاث هزّات

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

«نريد دولة يَسهُل على تلاميذ مدارسنا أن يرسموها».. هكذا قال المفاوض ياسر عبد ربه، إبّان مفاوضات ما بعد أوسلو. لا أسهل من رسم خارطة فلسطين ـ البلاد شبه خنجر أو شبه بندقية. منذ مشروع التقسيم الدولي الأول 1947 تعقد رسم فلسطين ـ البلاد بين عربية ويهودية، ثم صرنا نرسم فلسطين ـ الدولة كأنها حبّة فاصولياء  عريضة أو كِليَة صغيرة في جسم فلسطين ـ البلاد، ومعها ما يشبه قرن موز صغير، وبينهما إسرائيل.

كان طول حدود الهدنة بعد العام 1967 كذا مئات الكيلو مترات، واستطال طولها مع بناء الجدار العازل.. وبعد إعلان «المخبوصة الترامبية»، نخر سوس الاستيطان ما كان يشبه حبّة فاصولياء أو كِليَة صغيرة.
رئيس السلطة ربط بين إعلان الشق السياسي للصفقة وبين وعد بلفور، لكن التقسيم الرابع في هذه الصفقة بدأ قبل أربعة عقود مع معاهدة سلام «كامب ديفيد» 1979. كانت هذه أول هزّة سياسية منذ نكبة العام 1948، وكان اتفاق مبادئ أوسلو بمثابة الابنة الشرعية ـ غير الشرعية لتلك المعاهدة، ثم «صفقة العصر» الترامبية عام 2017 بمثابة الابنة غير الشرعية لأوسلو. هذه هي الهزّة السياسية الثالثة،  وفي جميع الهزّات كان لأميركا اليد الطولى في صنعها.
حتى ما قبل هزّة معاهدة سلام «كامب ديفيد»، كانت لأميركا مشاريع سلام، من مشروع جونستون لروافد نهر الأردن، إلى مشروع روجرز ومشروع ساوندز، وربما مشروع النقطة الرابعة.
عندما أعلنت بنود اتفاق مبادئ أوسلو، قال الرئيس السوري حافظ الأسد، إن كل بند من بنودها الخمسة يحتاج إلى تفاوض لاحق. الآن، مع استكمال الشقّ الاقتصادي للصفقة بشقّ سياسي، صارت بنود الوضع النهائي لاتفاق مبادئ أوسلو مُفصّلة في 80 صفحة تشمل: القدس، واللاجئين، والحدود، والمستوطنات، والمياه.. وجميعها في غير صالح الحقوق الفلسطينية، وخلافاً لقرارات الشرعية الدولية، وحتى لسياسات الإدارات الأميركية.
مع إعلان الصفقة رسمياً، انتهت مرحلة من ثلاث سنوات ملأى بالتسريبات ونفيها، علماً أن السلطة رفضت فوراً أولى خطواتها، ثم رفضت الشقّ الاقتصادي، ورفضت الشقّ السياسي بعد ساعات من إعلانه.
أبلغ رئيس السلطة اجتماعاً طارئاً بحضور كل الفصائل أن إجراءات ستبدأ، فوراً، لتغيير الدور الوظيفي للسلطة، وأن مرحلة جديدة في العمل الفلسطيني سوف تبدأ.
سيذهب رئيس السلطة إلى اجتماع لدورة غير عادية للجامعة العربية. ما الذي سيقوله غير ما قاله في الاجتماع الفلسطيني الطارئ؟ هل ما قاله عبد القادر الحسيني قبل النكبة، بينما ثلاث دول عربية صدرت عنها موافقة صريحة للصفقة، وحضور صريح لإعلانها، وصدرت موافقات مشروطة من دول عربية أخرى.. وبقية الدول العربية إما صامتة وإما مشغولة بنفسها عن نفسها.
ربما حضور الفصائل المعارضة أول اجتماع قيادي للفصائل منذ الانقسام بداية مسيرة إنهاء الانقسام.. لكن انقسام الدول العربية في موقفها، المعلن وغير المعلن، من إعلان الصفقة يصعب رأبه ببيان آخر حول وحدة الموقف العربي منها.
السلطة لا تنتظر موقفاً رسمياً مناسباً من دول الجامعة، ودول العالم تنتظر موقفاً فلسطينياً عملياً، وموقفاً عربياً رسمياً، لكنها ترحب بحذر بإعلان الصفقة، ومدى تأثيرها على محاكمة عزل ترامب من جهة، ومحاكمة نتنياهو من جهة أخرى.
في زمن ما قبل هذا الانهيار العربي كانت دول عربية إما تزاود على النضال الفلسطيني وإما تزاود على سياسة منظمة التحرير.. والآن، تحاول أميركا وإسرائيل تليين الموقف العربي للضغط على السلطة الفلسطينية، ثم تليين الشرعية الدولية بعد ذلك.. وترك الفلسطينيين في مواجهة ما يبدو «قوة قاهرة» أميركية إسرائيلية.
فلسطينياً، تراهن السلطة على شعبها، الذي يراهن على موقفها، الذي يبدو مدجّجاً بالشعارات الصحيحة، والمؤسف أن انحياز الصفقة إلى مطالب وشروط إسرائيل، لا يرافقه انحياز بعض الدول العربية إلى الموقف الفلسطيني المعارض لها.
في تقديمه للصفقة، اعترف ترامب بأنه دون قبول فلسطيني، ولو لاحقاً، فإن آخر فرصة لقيام دولة فلسطينية هجينة، سوف تفشل، حتى وإن قبلتها دول عربية، أو ساعدت في تمويلها.
وجه الخطورة في الصفقة يتعدى سيادة إسرائيل على القدس برمّتها، إلى محاولة تخيير المقادسة بين قبول جنسية إسرائيلية، أو الحفاظ على وضع مقيم غير مواطن تحت سيادة إسرائيل، إلى لفظ أجزاء من القدس خارجها، وضمها إلى السلطة الفلسطينية للحدّ ما أمكن من الديمغرافيا الفلسطينية فيها.
أيضاً، ومستقبلياً إخراج مناطق ذات غالبية فلسطينية في إسرائيل، وإلحاقها بالدولة الفلسطينية، وهذه وتلك تعد نوعاً من إضافة التقسيم الأرضي إلى التقسيم الديمغرافي.
غريب، نوعاً ما، أن يبدو الموقف والقرار الفلسطيني مستقلاً أكثر من حال دول عربية مستقلة، وأن يكون الصمود الفلسطيني أحسن حالاً من صمود أنظمة عربية كانت تزاود على النضال وعلى الموقف السياسي الفلسطيني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربعة عقود، ثلاث هزّات أربعة عقود، ثلاث هزّات



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة

GMT 11:13 2023 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

عواقب وخيمة لذوبان أنهار الهملايا الجليدية

GMT 11:52 2023 الأحد ,02 إبريل / نيسان

قواعد إتيكيت عرض الزواج
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib