في يوم المعلم
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

في يوم المعلم

المغرب اليوم -

في يوم المعلم

حسن البطل
بقلم: حسن البطل

عادل وظالم. هكذا كنّا تلاميذ ابتدائي نميز معلماً عن معلم، منتصف عقد الخمسينيات من القرن المنصرم، آنئذ كانت المرحلة الابتدائية من خمس سنوات وخمسة صفوف، ولكل صف معلم واحد.

من بين خمسة معلمين لا أتذكر سوى معلم الصف الثاني، كامل عزيواتي، ومعلم الصف الثالث أنيس الخطيب لسببين: الأول ان المعلم كامل السوري كان ظالماً، والثاني أن أنيس كان فلسطينياً. السبب الثاني أنني التقيت الاثنين مصادفةً بعد سنوات طوال، ففي العام ١٩٦٩ التقيت المعلم الظالم كامل في مقصف جامعة دمشق، وفي العام ١٩٨٣ حظيت بلقاء المعلم أنيس في صنعاء على هامش مؤتمر الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، كان هو ممثل المنظمة في الإمارات، وكنت أنا مدير تحرير المجلة المركزية، ثم مرة ثانية تناولنا وجبة فول وحمص في مطعم شعبي برام الله التحتا، استأذنته بالدفع.

كان المعلم كامل قاسياً وظالماً مع تلاميذ صفه الكسالى والمشاغبين، ولا أعرف سبباً لظلامته لي، مع أنني كنت شاطر الصف في درس الإملاء، وما كنت قطّ  تلميذاً مشاغباً.

كانت علامتي في درس الإملاء إمّا كاملة عشرة على عشرة، او تسعة ونصف، بينما علامة أكسل الكسلاء «صفر مكعب»، كان على تلاميذ الصف قراءة نصف مقطع درس الإملاء، ثم كتابته وفق إملاء المعلم، الذي كان يتمشى بين مقاعد الصف وكانت هذه مشكلتي في قراءة شفاه المعلم ان كان في خلفية الصف.

كنت حافظاً لكلمات النص، وحصل ان كان المعلم يكرر كل جملة مرتين او ثلاثاً، ولما أطلّ عليّ كنت كتبت كلمة مسبقة قبل أن يمليها علينا، ارتبكت بعد وعيده لي بالعقاب، فنسيت همزة على الألف في كلمة، ودمجت نقطتين في كلمة واحدة، فحصلت للمرة الاولى على علامة ثمانية ونصف. تلقيت عقوبةً صارمة من عصاه على راحتي يدّي، تزيد عما ناله الكسالى في درس الاملاء.

مع شطارتي المشهودة، كنت تلميذه الوحيد الذي يعاني من ضعف سمع، وكان لا يتورع عن قيادة تلاميذ الصف في السخرية مني: روح تعلم صنعة تنفعك على كَبَر، وعلى كَبَر عرفت انه كان سادياً، وحده بين معلمي المدرسة من كان يعاقب تلاميذ الصفوف برفع «الفلَقة» على راحتَي القدمين، مع وجبة ركض بين ضربات عصاه، لم يوقع بي هذا العقاب.

ناداني بكنيتي «البطل» في نصف الجامعة، وخربط في اسمي الأول، واستغرب أنني تخرجت من انتساب مع دوام كامل، وهو طالب منتسب بلا دوام.

ماذا كان انتقامي من ظلمه لي؟ جلبت من الكافتيريا فناجين قهوة لجلساء الحلقة باستثنائه هو وحده .. ثم انسحبت الى طاولة أخرى، لا بأس، مجرد رد لؤم التلميذ وقد شب على لؤم المعلم الظالم.

في الصف الثالث لم يستخدم المعلم الفلسطيني أنيس عصاه قط، وسُرّ لما عرف ان اشطر تلميذين في صفه هما من فلسطين مثله، فجعلنا عريفَي الصف.

في عيد المعلم الفلسطيني سألت المعلم زياد خداش، والصحافي عبد المجيد سويلم: هل كان في المدرسة الابتدائية الفلسطينية نظام رسوب للتلاميذ؟ نعم، كان هناك نظام رسوب حتى للصف الأول الابتدائي في المدرسة السورية الرسمية، وفي كل سنة يعيد اربع أو خمسة تلاميذ صف الرسوب لسنة أخرى، ثم يخرج من المدرسة اذا رسب مرةً ثانية، إلى أن أدخلت وزارة التربية والتعليم السورية، نظام الترفيع الآلي لتلاميذ المرحلة الابتدائية، بعد الوحدة السورية - المصرية.

في المرحلة الثانوية من الدراسة كان نظام الامتحانات ترسيب الطلاب إن أحرزوا علامة في اللغة العربية تقل عن ٥٠٪ ولو نجحوا في باقي مواد المنهاج.

أتذكر من اجتيازي المرحلة الثانوية، ثم الجامعية بنجاح دون رسوب سنة، أمرين في الصف السابع والصف الحادي عشر.

في الصف السابع كان معلم العربية يكتب على السبورة آية قرآنية، يتلوها طالب ما مشكولةً ثم يكلفه بإعرابها النحوي، زجر المعلم ووبخ طالباً كان يخربط في قراءة نصف الآية: يا حمار .. يا أعمى.

كان ذلك الطالب من قرية ثانوية فقيرة في ريف سورية، اسمها «حفّير» وكان شاطراً وصديقي، وفي الفرصة سألته، تعرفت أن لديه علّه في البصر .. بكى، وفي اليوم التالي ترك المدرسة نهائياً.

في الصف الحادي عشر، تحولت من منهاج القسم العلمي الى منهاج القسم الأدبي. السبب، ان معلم الفيزياء والكيمياء كان يشرح المعادلات إما وجهُه الى السبورة، وإما وهو يستند الى الحائط آخر الصف .. فكيف عليّ أن أفهم شرحه بقراءة شفاهه.

في عيد المعلم الفلسطيني قرأت على الفيسبوك نصف قصيدة «أمير الشعراء» المصري أحمد شوقي، ولعله الشاعر الوحيد الذي حشر  كلمة «وفِّهِ» التبجيلا، فكان أن ردّ عليه الفلسطيني إبراهيم طوقان بقصيدة على وزن قصيدته، لكنها ساخرة، وعقّب عادل الأسطة ببيت شعر من عندياته أو لغيره يقول: يا من يريد الانتحار وجدته / إن المعلم لا يعيش طويلاً».

في كل سنة يتم تنظيم مسابقة «أمير الشعراء» في دولة خليجية، مع جائزة نقدية مجزية، لا أقرأ لهم، ولا أحفظ أسماءهم، ولا أذكر من قصائد «أمير الشعراء» احمد شوقي سوى واحدة عن المعلم، وأخرى عن سورية تحت الانتداب الفرنسي: «سلام من صبا بردى أرقّ / ودمع لا يكفكف يا دمشق».

كان خليل مطران «شاعر القطرين»: لبنان ومصر وصار درويش شاعر العالم العربي قاطبةً: «يا أيها الشعراء لا تتكاثروا، دمي بريد الأنبياء».

 

قد يهمك ايضا
تلك كنيسة تحتضن كنيسة!
«ارجع يا زمان..» هيهات !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في يوم المعلم في يوم المعلم



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib