جمل «تحت سطح البحر»
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

جمل «تحت سطح البحر» !

المغرب اليوم -

جمل «تحت سطح البحر»

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

جمل بهودج مزركشة ألوانُه، بسنام وحيد بالطبع يتمتع بموقع استراتيجي لا يضارعه موقع آخر. جمل على طريق القدس- رام الله، يقف على حافة البرّ، أو يغوص «تحت سطح البحر» دون أن يبتل. إذا برك الجمل قد يبدو مثل سفينة، فهو «سفينة الصحراء». إذا برك الجمل يبدو مثل غواصة، غواصة البرّ! جمل أمّي، لا يقرأ العربية، ولا العبرية.. ولا الإنكليزية. فقد جاء أسلافه إلى هذه الأرض قبل أن تتكلم الأرض لغة الإنسان. قبل أن يتطور إنسان الأرض من حيوان أو شبه حيوان، إلى حيوان ناطق. جمل عاقل، صبور، مسالم امتطاه ويمتطيه سيّاح جاؤوا الأرض المقدسة من سيدني أو من أوسلو، من طوكيو أو من سان فرانسيسكو، درهموا صاحبه دولاراً أميركياً، أو دولاراً استرالياً. مائة ين ياباني، أو عشرة فرنكات فرنسية... وطيّروا صورة إلى أربعة أركان الأرض، برهاناً على زيارة لهم للأرض المقدسة، وبرهاناً لا مثيل له على أنهم «غطسوا» تحت مستوى سطح البحر المحيط، في طريقهم إلى أريحا –يريحو- جيريكو، أقدم مدن المعمورة. جمل خلقه الله قبل أن يتلقى موسى وصاياه على جبل سيناء. جمل عاقل، مسالم، لا يمانع لو امتطاه حتى حاخام أسود القلب معتمراً قلنسوة سوداء، ودرهم صاحبه بعض الشواكل. هنا حافة البّر البري والبحر الوهمي. هناك لسان ميزان الضغط الجوي، ان مملكة البرّ تستطيع أن تمدّ قدميها في مجال مملكة البحر.. دون أن تبتلا ودون حرب برية – بحرية. وها هنا تنتصب علامة من الحجر تقول، بالعربية «مستوى سطح البحر» وتقول بالإنكليزية Sea Level. وهذه حقيقة لا ينازع أحد في صحتها. لكن إسرائيلياً مأفوناً، مستوطناً، حقوداً.. غبياً، جاء بلون أسود مثل القار ليطمس حروف الكلمات العربية، مبقياً على حروف الكلمات الإنكليزية؟! شخص سخيف، هو ناطق بلسان السخف الإسرائيلي النموذجي. لم يعلموه في مدرسته اليهودية أن العربية أمّ هذا المكان الكنعاني. وأن البحر هو اليم في العبرية والعربية، فاختار أن «يهوّد» المكان عن طريق تلطيخ اللوحة، وشطب الحروف العربية.. ربما لأن «علامة» حجرية فاصلة بين عالم البرّ وعالم البحر البرّي لا تحمل كتابة باللغة العبرية. يهودي يدعي السامية وتخون يده اللغة السامية الصحيحة. جمل حقيقي يقف قرب لوحة حقيقية. موقع جغرافي حقيقي. جبل أجرد فعلاً، إلا من أشواك متناثرة هنا وهناك. مشهد طبيعي في الطبيعة. مشهد طبيعي كامل.. لولا هذا الخراقة، التي تحاول حذف لغة المكان العربي عن هذا المكان العربي! كان على الجمعية الجغرافية الإسرائيلية –مثلاً- أن تفتتح لها استراحة في هذا المكان. استراحة تشير إليها بلغات مجلس الأمن والأمم ولا بأس أن تضيف إليها عبارة بحروف اللغة العبرية. كان يمكن أن ينتصب فيه نصب يشير إلى دخول الناس هذه الأرض مرحلة السلام. غير أن ولع الاستيطان يبحث عن الخرافة الدينية ليحييها. يفتش عن الموقع الأمني ليحتله. يفحص الأحواض الجوفية المائية ليسيطر عليها. يحاول إنارة أسوار القدس التي بناها المسلمون العرب، والمسلمون الأتراك.. ليضع إلى جانبها عبارات مثل: مدينة داوود. قلعة داوود. هذا استيطان جيوبولوتيكي عجيب، تارة يحاول إلغاء «الخط الأخضر» وتارة يحاول جعله حاجزاً منيعاً. وفي غضون هذه المعمعة، انصرفوا، أحياناً، للتنقيب عن العظام، عظام الموتى الذين شبعوا موتاً. .. في هذه المعمعة الأشبه بالبلاهة، نسي الذين احتلوا هذا المكان، إن يحنوا قامتهم لأعجوبة جغرافية لا تتوفر إلا في هذه الأرض المقدسة: هنا تنتهي مملكة البر، وهنا تبدأ مملكة البحر... دون أن يغمرها الماء. ولكن، عندما ذكرتهم الانتفاضة بهوية هذا المكان، ولغة لسانه، لجؤوا إلى حيلة الحاقد الغبي، فطمسوا من اللوحة حروفها العربية. هذه الأرض المقدسة مقدسة من الجميع. لكن هذه الأرض الصغيرة أعجوبة جغرافية استحقت أن يطلق عليها الجغرافيون الألمان – مطلع هذا القرن، أو أواخر القرن المنصرم – لقب «القارة الصغيرة» نظراً لغناها الفريد في تنوع المشهد الجغرافي: من جبال تكسوها أشجار تنمو في المدارات أو الصحراءات العليا الجغرافية، إلى صحراء رملية، أو صحراء حجرية (حماد) أو صحراء حصوية (سرير). أرض تتساقط على جبالها الثلوج. وعلى بعد كيلومترات قليلة يمكنك الاستحمام في البحر الميت. ذلك الجمل لا يتكلم لغة الإنسان، لا العربية، ولا العبرية... عاش في عصر الفراعنة ولم تكن له من حاجة ليتعلم الهيروغليفية. جاء اليونان ولم يتعلم الاغريقية. لم يتعلم التركية. لم يتعلم الإنكليزية. جمل صبور جداً، ربما لأنه حكيم للغاية، فلو أنه نطق، ربما قال: «أيها العابرون في كلام عابر..» عند ذلك، قد يقترحون في الكنيست جمع جمال هذه الأرض ونوقها وبعيرها وتسفيرها إلى صحراء الربع الخالي، أو بيعها إلى حدائق دول الشمال الأقصى والجنوب الأقصى، واستيراد أغرب الحيوانات القطبية، والاستوائية ومحاولة تدجينها، أو استبدال البعير بحيوان وحيد القرن أو الكنغر، أو الثعالب ذات الفراء، أو حتى «الظربان».. ذات الخط الأبيض الذي يمتد من رأسها إلى آخر ذيلها الكثيف ... ولا بأس «بالسنانير»! وقد يقترحون ترجمة «كليلة ودمنة» واستبدال حكمة الحيوانات الواردة فيها بحكم منتحلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمل «تحت سطح البحر» جمل «تحت سطح البحر»



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك

GMT 18:53 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

سامسونغ تخطط لإطلاق أول لابتوب قابل للطي

GMT 13:44 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

الكِفاحُ من أجل المناخ هو مِفتاحُ إنعاشِ العراق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib