عريقات عاش مع أبو عمّار وتعايش مع أبو مازن
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

عريقات.. عاش مع "أبو عمّار" وتعايش مع "أبو مازن"

المغرب اليوم -

عريقات عاش مع أبو عمّار وتعايش مع أبو مازن

خير الله خير الله
خير الله خير الله

تجسّد شخصية الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الذي توفّى قبل ايّام عن 65 عاما في مستشفى إسرائيلي، الدائرة المقفلة التي تدور فيها القضيّة الفلسطينية منذ عقود عدّة، منذ توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993 تحديدا.

بغض النظر عن الظروف التي ادّت الى توقيع اتفاق أوسلو، من اللافت التوقف عند امرٍ في غاية الاهمّية. هذا الامر يعبر عنه صائب عريقات افضل تعبير، وهو يتلخّص بعبارة واحدة هي: المفاوضات من اجل المفاوضات. هل هناك في نهاية المطاف مهنة اسمها مهنة التفاوض؟ هناك مهنة اسمها طبيب او مهندس او محام او فرّاش... او دهّان. لا توجد مهنة اسمها مفاوض لمدى الحياة او "كبير المفاوضين". ما نفع المفاوضات في حال لم تؤد الى الهدف المطلوب؟

كان ظهور صائب عريقات كعضو في الوفد الأردني – الفلسطيني الذي شارك في مؤتمر مدريد للسلام في أواخر العام 1991 حدثا لافتا. جلس في مقعده وعلى كتفيه الحطّة الفلسطينية. اثار ذلك وقتذاك غضب الجانب الإسرائيلي الذي هدّد بمقاطعة جلسة افتتاح المؤتمر، لكنّ التدخل الحازم الحاسم لجيمس بايكر وزير الخارجية الأميركي حال دون ذلك.

بقي صائب عريقات في مقعده مع الحطّة الفلسطينية كي يؤكّد ان ليس في الإمكان الغاء الفلسطينيين وفلسطين. ما لبث الفلسطينيون ان خرجوا من الوفد المشترك مع الأردن ودخلوا في مفاوضات سرّية مع الإسرائيليين في أوسلو. تولّى ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، تغطية المفاوضات السرّية التي نجم عنها اتفاق سمح له بدخول البيت الأبيض من جهة والعودة الى ارض فلسطيني التي دفن فيها من جهة أخرى.

ارتبط اسم صائب عريقات بالمفاوضات منذ 1991. تميّز بانّه كان يعرف بأدق تفاصيل الاتفاقات مع إسرائيل، كان يعرف كيف يفاوض وكيف يجادل ولكن في نهاية المطاف، كان القرار عند ياسر عرفات ثمّ عند خليفته محمود عبّاس (أبو مازن) الذي لعب دورا محوريا بالوصول الى اتفاق أوسلو. كان الاحتفال بتوقيع اتفاق اوسلو في حديقة البيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون.

لا يتحمّل صائب عريقات أي مسؤولية في وصول الوضع الفلسطيني الى ما وصل اليه في السنة 2020. كان عليه المحافظة على موقعه في ظلّ التغييرات الكبيرة التي حصلت في الادارة الفلسطينية بعد وفاة "أبو عمّار" قبل ستة عشر عاما في الحادي عشر من تشرين الثاني – نوفمبر 2004 وحلول "أبو مازن" مكانه على رأس قيادة منظمة التحرير الفلسطينية و"فتح" والسلطة الوطنية الفلسطينية في آن.

استطاع صائب عريقات القيام بالنقلة المطلوبة، خصوصا ان محمود عبّاس لا يطيق احاطة نفسه بايّ شخصية ذات وزن فلسطينيا أو إقليميا أو دوليا. كان ولا يزال مصرّا على ان يكون حوله اشخاص مطيعون من دون طعم او رائحة او موقف. عرف صائب عريقات كيف التكيّف مع "أبو مازن" الى ابعد حدود، وهذا ما لم يستطع كثيرون غيره فعله. ترقّى الى موقع امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبقي مسؤولا، وان اسميا، عن المفاوضات مع إسرائيل، على الرغم من عدم وجود مثل هذه المفاوضات وحلول حملة استيطان واسعة مكانها.

ستمرّ سنوات طويلة قبل معرفة هل فوّت ياسر عرفات فرصا اتيحت امامه ام لا في مرحلة ما بعد اوسلو؟ لكنّ الأكيد انّ هناك مرحلة في غاية الاهمّية مرّت منذ العام 1993. كانت شخصيّة صائب عريقات، وإن من باب الزخرفة، جزءا من تلك المرحلة التي تميّزت بفقدان المعرفة الدقيقة لدى ياسر عرفات بالداخل الإسرائيلي وطريقة تصرّف الاسرائيليين اوّلا وباللعبة السياسية في واشنطن ثانيا واخيرا. في مرحلة ما بعد أوسلو، لم يعد كافيا اتقان لعبة العلاقات العامة التي كانت اختصاصا عرفاتيا بامتياز ولم يعد جائزا إضاعة أي فرصة لاقامة علاقة في العمق، تحت عنوان الصدق، مع واشنطن.

تكمن اهمّية صائب عريقات في انّه استطاع العيش مع "أبو عمّار" والتعايش مع "أبو مازن". كان في كلّ وقت رمزا لاحدى المرحلتين. ما لا بدّ من الاعتراف به انّه كان هناك تفاوض في ايّام "او عمّار"، في حين لم يعد هناك أي امل بتسوية جدّية بعدما بدأ عهد اليمين الإسرائيلي ووصول ارييل شارون الى موقع رئيس الوزراء مطلع العام 2001، قبل سنوات ثلاث من وفاة ياسر عرفات في ظروف غير غامضة، على العكس مما يتوهّمه كثيرون.

ما الذي ينتظر الفلسطينيين في مرحلة غياب المفاوضات وذلك قبل غياب من كان يسمّى "كبير المفاوضين"؟

تبقى الحاجة الى مواقف شجاعة تسمّي الأشياء باسمائها مع ما يعنيه ذلك من بحث عن كيفية إيجاد قيادة جديدة، شابة نسبيا، في الضفّة الغربية تستند الى شرعية شعبية مستمدّة من انتخابات حرّة. لا امل في الوقت الراهن في ايّ تغيير في غزّة حيث لن تنفع الانتخابات بوجود سلاح "حماس" الموجّه الى صدور اهل القطاع... وليس الى إسرائيل في طبيعة الحال. مثل هذه القيادة الفلسطينية الجديدة في الضفّة تستطيع التعاطي مع المستجدات الإقليمية والدولية من دون عقد. تستطيع مثل هذه القيادة القول لـ"حماس" ان كلّ ما قامت به الى اليوم صبّ في خدمة المشروع الإسرائيلي ليس الّا. فوتت "حماس" على الفلسطينيين فرصة اظهار القدرة على ان يحكموا نفسهم في ظروف حضارية متى يزول الاحتلال. كانت هناك فرصة حقيقية لدحض كلّ الادعاءات الإسرائيلية بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزّة صيف العام 2005. فضّلت "حماس" تحويل القطاع الى "امارة إسلامية" على الطريقة الطالبانية بدل جعله مكانا تطيب الحياة فيه...

مع رحيل صائب عريقات، انتهت مرحلة فلسطينية تميّزت بالتفاوض من اجل التفاوض او بالظهور في مظهر من هو مستعدّ للتفاوض في وقت لا وجود لايّ اهتمام إسرائيلي بذلك.

سيكون السؤال الذي سيطرح نفسه عاجلا ام آجلا، كيف يحطّم الشعب الفلسطيني قيود الحلقة المقفلة التي تحوّل اسيرا لها؟ هل من امل في ذلك؟ الجواب نعم كبيرة. هذا يعود الى انّ إسرائيل لن تكون قادرة، مهما فعلت، على الغاء شعب يظهر كلّ يوم ان لديه هويّة وطنية راسخة بغض النظر عن أشخاص معيّنين تحولّوا اسرى السلطة ولا شيء آخر غير السلطة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عريقات عاش مع أبو عمّار وتعايش مع أبو مازن عريقات عاش مع أبو عمّار وتعايش مع أبو مازن



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 05:20 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي يمدد عقد المدافع أتشيمبونغ حتى 2029

GMT 04:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يكتسح باتشوكا بثلاثية ويتوج باللقب

GMT 06:45 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُؤكد أنه سيكون سعيد باستمرار ماركوس راشفورد

GMT 06:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أسامة الإدريسي يُؤكد أن ريال مدريد قوي وسيحضرو للقادم

GMT 06:12 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وليفربول يضعو تورام تحت أنظارهم

GMT 05:30 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس الإيطالي يُؤكد إصابة تيموثي ويا في الفخذ

GMT 04:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا يسحق تشيزينا بسداسية ويتأهل للثماني

GMT 06:17 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يفتح أبوابه أمام ماركوس راشفورد

GMT 07:22 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الخميس 19-12-2024 والقنوات الناقلة

GMT 05:35 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

باتريك دريفس يعود لتدريبات بوخوم اليوم

GMT 12:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب المنتخب المغربي يتجه الي ضم اللاعب غانم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib