بحث عن شرعية لرئيس جزائري جديد
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

بحث عن شرعية لرئيس جزائري جديد

المغرب اليوم -

بحث عن شرعية لرئيس جزائري جديد

بقلم - خير الله خير الله

اقتراح العاهل المغربي كشف مدى العجز الجزائري عن التعاطي مع الواقع، ومع تطور الأحداث ومع التحديات المستقبلية. وأكد هذا العجز استمرار الهروب إلى الأمام الذي بات اختصاصا جزائريا.

يدلّ ما تشهده الجزائر من تغييرات على صعيد حزب جبهة التحرير الوطني، بما في ذلك الإعلان عن تشكيل قيادة جديدة “موقتة” للحزب، على أن التغيير في البلد بدأ يأخذ شكلا جديا. التغيير في الجزائر قادم. السؤال كيف ومتى وما الشكل الذي سيتخذه؟

يبدو أنّ هناك شعورا بأن الولاية الخامسة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لن تمرّ بسهولة وأن لا مفرّ من البحث عن بديل منه. لا يمكن أن تبقى الجزائر محكومة، أقلّه شكليا، من رجل مريض عاجز عن توجيه خطاب إلى شعبه. ففي السنوات الخمس التي مرت منذ إصابة الرئيس الجزائري بجلطة، لم يعد في الشارع الجزائري غير سؤال واحد: من الذي يحكم البلد فعلا؟

يتبيّن الآن أن المجموعة التي حكمت البلد، ولا تزال تحكمه، فيما بوتفليقة مقعد منذ العام 2013 لم تعد قادرة على التلطي إلى ما لا نهاية له بالرجل الذي استطاع من دون أدنى شكّ تأمين فترة من الهدوء النسبي. امتدت هذه الفترة منذ العام 1999 بعد حرب أهلية استمرّت نحو عشر سنوات راح ضحيتها عشرات الآلاف.

لا بدّ من الاعتراف بأنّ بوتفليقة حقّق الكثير، بما في ذلك بعض طموحاته الشخصية، بدءا بتصفية حسابات قديمة مع المؤسسة العسكرية. حالت تلك المؤسسة دون خلافته هواري بومدين في بداية العام 1979 حين كان لا يزال شابا قادرا، حسبما كان يعتقد، على ارتداء بذلة الرئيس الراحل.

 في كلّ ما قام به في السنوات الأخيرة، خصوصا عندما عزل الجنرال محمد مدين (توفيق) الحاكم الفعلي للجزائر طوال سنوات، من خلال الاستخبارات العسكرية، أظهر بوتفليقة أنه رجل قادر على اتخاذ قرارات كبيرة وجريئة. الأهمّ من ذلك كلّه، تبيّن أن المجموعة المحيطة به، وفي مقدّمتها شقيقه سعيد، تعرف ماذا تريد، وهي تمتلك ما يكفي من الخبرة والحنكة ما يمكنها من الإمساك بخيوط اللعبة السياسية، وذلك بمجرد أنّها تحيط برئيس الجمهورية وترعاه في مكان إقامته في زيرالدا بعيدا عن المقر الرسمي للرئاسة، أي المرادية.

من سيكون الرئيس المقبل للجزائر وهل في استطاعة المجموعة المحيطة ببوتفليقة فرض الرئيس الجديد؟ من الواضح أن معركة انتخابات الرئاسة المقررة في نيسان- أبريل المقبل، أو في أيّار- مايو من السنة 2019، بدأت من الآن. لم يكن إعلان جمال ولد عبّاس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وهو الحزب الذي بقي طويلا الحزب الحاكم، عن أن لا خيار آخر غير ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة أواخر تشرين الأوّل- أكتوبر الماضي بمثابة مفاجأة. كان هذا الإعلان الصادر قبل شهرين عن ولد عبّاس، الذي أُقيل لاحقا، طبيعيا في ضوء السعي إلى كسب الوقت ليس إلّا.

هناك الآن قيادة جديدة للحزب. الأكيد أن المجموعة التي تحيط ببوتفليقة وراء تشكيل هذه القيادة والدعوة إلى مؤتمر عام لجبهة التحرير الوطني، تمهيدا لاختيار مرشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة يؤمن الحماية اللازمة التي سيحتاج إليها أفراد المجموعة مستقبلا.

الثابت أن هذه المجموعة التي أضعفت المؤسسة العسكرية، إلى حدّ كبير، لا يزال عليها التعاطي مع من لا يزال يمثل هذه المؤسسة، أي مع نائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح. هناك علامات استفهام عدّة في هذه المرحلة تتناول مستقبل نائب وزير الدفاع الذي يرمز إلى مشاركة للعسكر، وإنْ في حدود ضيقة، في حكم الجزائر.

في ظلّ هذه الهموم الآنية الملحّة التي حتمت على المجموعة المحيطة ببوتفليقة اللجوء إلى ما يسمّى “الشرعية الثورية والتاريخية” لجبهة التحرير الوطني لاختيار خليفة للرئيس الحالي، جاءت دعوة الملك محمد السادس من أجل “إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور” بين المغرب والجزائر. كشف اقتراح العاهل المغربي مدى العجز الجزائري عن التعاطي مع الواقع ومع تطور الأحداث ومع التحديات المستقبلية.

وأكد هذا العجز استمرار الهروب إلى الأمام الذي بات اختصاصا جزائريا. فبدل الاستجابة للدعوة الصادقة التي أطلقها محمد السادس في الذكرى الثالثة والأربعين لـ”المسيرة الخضراء”، جاءت الدعوة الجزائرية إلى انعقاد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لدول الاتحاد المغاربي بمثابة تسخيف للسياسة الخارجية الجزائرية نفسها، التي يعبر عنها على الصعيد الداخلي ذلك البحث عن كسب للوقت لاختيار بديل من بوتفليقة.

إذا كان الردّ الجزائري على الدعوة الصادرة عن محمد السادس تعني شيئا، فهي تعني أن بوتفليقة لم يستطع تغيير أهمّ ما كان عليه تغييره في الجزائر، أي الخروج من عقدة المغرب.

هناك بحث عن “شرعية” لرئيس جديد عبر جبهة التحرير الوطني، الحزب الذي قاد حرب الاستقلال. تبين مع مرور الوقت أن هذا الحزب كان أسير المؤسسة العسكرية لفترة طويلة. حسنا، استطاع بوتفليقة كسر هيمنة كبار الضباط على جبهة التحرير، لكنه لم يستطع، مع الحلقة الضيّقة المحيطة به، الذهاب إلى أبعد من ذلك عندما يتعلّق الأمر بالسياسة الخارجية.

يصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في الجزائر. لكنّ الثابت أن هبوط سعر برميل النفط إلى حدود الستين دولارا وما هو أقلّ من ذلك، سيزيد الأمور تعقيدا، أقله داخليا. لن تكون مهمّة إيجاد بديل من بوتفليقة عبر “شرعية” حزب أكل الدهر عليه وشرب، سهلة في بلد لم يستطع تطوير نفسه واقتصاده، على الرغم من كل الثروات التي يمتلكها، وبقي أسير سعر النفط والغاز…

سقط عهد بوتفليقة في امتحان السياسة الخارجية. بقي أسير وهم اسمه “قضية الصحراء”. صنع النظام في الجزائر هذا الوهم وأصبح رهينة له. لم يستطع بوتفليقة كسر الحلقة المغلقة التي دارت فيها الجزائر. كان ذلك ممكنا عبر الاعتراف بأن قضيّة الصحراء قضية مفتعلة من ألفها إلى يائها، وهي قضية عالقة بين المغرب والجزائر، ولم تعد هناك في أيامنا هذه فائدة تذكر من ابتزاز المغرب عبرها.

تعالى المغرب على الجرح. قال الملك محمّد السادس في سياق إطلاق مبادرة إحداث آلية سياسية مشتركة إن المغرب “منفتح على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بین البلدین الجارین الشقیقین. وتتمثل مهمة هذه الآلیة في الانكباب على دراسة جمیع القضایا المطروحة، بكل صراحة وموضوعیة وصدق وحسن نیة، وبأجندة مفتوحة ودون شروط أو استثناءات”.

لو كان لحزب جبهة التحرير الوطني شرعية تاريخية، لكان محمد صالح يحياوي، مرشّح الحزب، خلف بومدين في العام 1979 وليس مرشّح المؤسسة العسكرية الشاذلي الشاذلي بن جديد. لو كان لهذا الحزب شرعيته لما كان عبدالعزيز بوتفليقة وصل إلى الرئاسة في العام 1999 بفضل المؤسسة العسكرية وليس بفضل أي جهة أخرى.

تبحث المجموعة المحيطة ببوتفليقة حاليا عن شرعية لرئيس جديد تختاره هي لخلافة الرئيس الحالي، وذلك حماية لمصالحها. تحتاج هذه المجموعة، قبل أيّ شيء آخر، إلى تصالح مع الواقع في الداخل الجزائري وخارجه. هذا كلّ ما في الأمر. كلّ ما عدا ذلك دوران في فلك أوهام مثل وهم قضية الصحراء التي تعبّر عن سياسة ابتزاز لا أفق لها…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بحث عن شرعية لرئيس جزائري جديد بحث عن شرعية لرئيس جزائري جديد



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib