لبنان إلى أزمة دستورية
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

لبنان إلى أزمة دستورية!

المغرب اليوم -

لبنان إلى أزمة دستورية

بقلم : راجح الخوري

منذ انتخابه قبل عامين ونيّف رئيساً للجمهورية، دأب ميشال عون على القول إن عهده سيبدأ مع تشكيل أول حكومة جديدة بعد الانتخابات النيابية، هذه الانتخابات جرت في 6 مايو (أيار) الماضي، وتم تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة قبل 3 أشهر ونصف الشهر، ولكن عون رفض يوم الاثنين الماضي صيغة ثانية للحكومة المقترحة، ليدخل لبنان في نفق أزمة جديدة، بما يعني أن العهد الذي لم يبدأ بعد، سيطول الوقت قبل أن يبدأ، وبهذا ينتقل لبنان السعيد من الفراغ الرئاسي الذي استمر عامين ونصف العام، إلى الفراغ الحكومي الذي قد يترك البلاد في إدارة حكومة تصريف أعمال رغم الظروف الدقيقة والخطرة التي تواجهها!
كان يمكن النظر إلى هذا من منطلق مسلسل الأزمات التي تضرب لبنان، على خلفية الانقسامات العميقة بين مكوناته السياسية، لكن انهيار الصيغة الثانية التي اقترحها الحريري بسبب تمسك «التيار الوطني الحر» بالحصول على حصة كبيرة في الحكومة تضمن له الثلث المعطّل، نقل البلاد من عقدة حكومية إلى أزمة دستورية وأزمة نظام سياسي، من منطلق إثارة خلاف عاصف حول الدستور وصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في عملية تشكيل الحكومات!
لكن اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية وصار دستوراً، واضح وصريح لجهة هذه الصلاحيات، التي طالما تعرّضت لانتقادات من الرئيس عون والتيار الوطني، على خلفية المطالبة بتعديلها، فالمادة 64 من الدستور تنص على أن رئيس الجمهورية يجري مشاورات نيابية ملزمة ويكلّف رئيس الوزراء، وعلى أن الرئيس المكلّف «يجري الاستشارات لتشكيل الحكومة ويوقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها»، وهذا نص واضح، فالتشكيل من صلاحيات الرئيس المكلّف حصراً، والتوقيع على مرسوم التشكيل من صلاحية الاثنين، بما يفرض وجود موافقة من رئيس الجمهورية على الصيغة المقترحة!
هنا تدور على ما يبدو، نقطة الخلاف الذي عصف بالوضع وأدخل لبنان في نفق الأزمة الدستورية المعقدة، فعندما خرج الحريري يوم الاثنين من اجتماعه مع عون، وقال إنه اقترح صيغة مبدئية لحكومة وحدة وطنية، تقوم على مبدأ أنه على كل الأفرقاء أن يقدموا تضحية بشكل ما، توصلا إلى التفاهم على التشكيلة التي تنتج حكومة متعاونة تستطيع مواجهة التحديات الكبيرة والمتصاعدة التي تواجه لبنان.
وكان واضحاً أن الصيغة الجديدة، وهي الثانية، وضعت في الدرج، لكن المفاجئ كان في البيان الذي صدر فوراً عن المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري، والذي قال إن عون أبدى بعض الملاحظات حول الصيغة المقترحة «استناداً إلى الأسس والمعايير التي حددها لشكل الحكومة والتي تقتضيها المصلحة الوطنية»، بما يعني ضمناً أن ما حمله الحريري يتنافى مع هذه المعايير ومع المصلحة الوطنية.
لكنه ليس في الدستور ما يعطي رئيس الجمهورية صلاحية «تحديد أسس ومعايير» يعطيها للرئيس المكلّف، وهكذا جاء بيان القصر الجمهوري ليؤجج الامتعاض من الحديث عن صلاحيات غير منصوص عنها دستورياً، ومن محاولات عون و«التيار الوطني الحر» في الأسابيع الماضية، تحميل الحريري مسؤولية تأخير عملية التشكيل، بينما يبدو من الواضح أن التأخير ناجم عن تمسّك عون والتيار الوطني بحصة تعطيهما الثلث المعطّل في الحكومة.
كل ذلك رغم أن عون الذي كان ينتقد في الماضي حصول رئيس الجمهورية على حصة حكومية «لأنه رئيس الثلاثين وزيراً» كما كان يقول، صار الآن يتمسك بالحصول على 4 وزراء، إضافة إلى منصب نائب رئيس الحكومة، بينما يتمسك التيار الوطني بالحصول على 7 وزراء، محتسباً أن هذا العدد من المقاعد، يتناسب مع حجم «كتلة لبنان القوي» التي ضمّت نواباً التحقوا بالعهد.
عشية تقديم الصيغة الجديدة، نشر وزير العدل سليم جريصاتي المقرّب من عون دراسة تتحدث عن «خطة طريق» لعون لحل الأزمة الحكومية، لمحت إلى إمكان «الاعتذار عن التكليف»، أو التمني على الحريري «الاعتذار عن التشكيل» وصولاً إلى الحديث عن توجيه عون رسالة إلى مجلس النواب، لحثّ الحريري على التشكيل وكأن العقدة عنده، رغم أن الدستور لا يحدد مهلة للرئيس المكلّف للتشكيل، وسبق لعراقيل 8 آذار أن أخّرت تشكيل الحكومات سنة وأكثر، وعند هذا الحد ردّ الحريري، بأنه يعرف مسؤولياته جيداً وأنه الرئيس المكلّف بأكثرية 112 نائباً، ونقطة على السطر، وهو ما أشارت إليه هذه الزاوية الأسبوع الماضي.
بعد بيان عون الذي تحدّث عن «الأسس والمعايير الذي حددها لتشكيل الحكومة»، ارتفعت الأصوات من «دار الفتوى» إلى «تيار المستقبل» إلى عدد من القوى السياسية محذّرة: «لا تلعبوا بالدستور»!
كلام «دار الفتوى» كان مباشراً وساخناً عندما اعتبرت أن المسألة ليست مسألة ملاحظات جوهرية أو غير جوهرية لرئيس الجمهورية، إنما هي وجود قوى سياسية تريد أن تشكّل لبنان على مقاسها ومقاس توجهاتها الإقصائية وتحجيم مجموعات أخرى.
وأضاف البيان أن الكرة باتت الآن في ملعب رئيس الجمهورية، بعدما قام الرئيس المكلّف بواجباته، فهو حامي الدستور والأولى به أن يشكّل القاسم المشترك بين القوى كافة، فلا يكون مع هذا الفريق على حساب الآخرين، ويجب أن يكون ضمانة لكل الأفرقاء وهو رئيس الوزراء جميعاً لا رئيساً لفريق سياسي، بما يعني أن التأخير ليس من عند الحريري وإنما من عند عون و«التيار الوطني الحر».
الكلام الساخن أيضاً، رداً على بيان عون، جاء من رؤساء الوزراء السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام عندما قالوا إن إشارة بيان عون إلى الأسس والمعايير، التي كان قد حددها لشكل الحكومة، هي إشارة في غير محلّها لأنها تستند إلى مفهوم غير موجود في النصوص الدستورية المتعلقة بتشكيل الحكومات في لبنان.
وفي ردٍ مباشر على دراسة الوزير جريصاتي قال البيان: «لقد سمعنا في الأسابيع الماضية طروحات سياسية وهرطقات دستورية تتعلق بتشكيل الحكومات وصلاحيات الرئيس المكلّف وصلاحيات رئيس الجمهورية، وتشكّل كلها اعتداءً صريحاً على أحكام الدستور، وتهدف إلى فرض أعراف دستورية جديدة». هذا في حين قال الحريري رداً على جريصاتي إنه لا أحد يحدد له مهلة التأليف إلا الدستور ولا تعنيه بشيء مطالعات دستورية يقدمها هذا الوزير أو ذاك، فهو الرئيس المكلّف وسيبقى ويشكّل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية.
بيان كتلة «تيار المستقبل» ردّ أيضاً على عون، ولكن بطريقة تحمل بعداً سياسياً واضحاً، عندما دعا إلى الكفّ عن أساليب تخريب العلاقات الرئاسية، ذلك أن التعاون بين عون والحريري لم يكن نزهة سياسية، تنتهي بانتهاء هذا الاستحقاق أو ذاك، بل كان وسيبقى في أساس مشروع حماية البلاد، وذلك في إشارة إلى التسوية السياسية التي أنهت الفراغ الرئاسي، عندما رشح الحريري عون للرئاسة.
نهاية الأسبوع الماضي، سئل الرئيس نبيه بري عن رأيه في الأجواء التي كانت قد أشارت إلى انفراجة قريبة في تشكيل الحكومة، فقال إنه «متشائل» على طريقة ياسر عرفات طبعاً، وبعد انفجار الأمور بطريقة تنقل لبنان من عقدة حكومية إلى أزمة دستورية ساخنة، لم يكن غريباً أن يقول بري يوم الثلاثاء الماضي: «إن لبنان في العناية الفائقة والوضع الاقتصادي خطير جداً وعلى الجميع التواضع»، في إشارة إلى الشراهة الوزارية التي عرقلت التشكيلة الحكومية على خلفية حسابات استرآسية واضحة، لمح إليها عون عندما قال إن الوزير باسيل متقدّم على غيره في معركة رئاسة الجمهورية، وذلك طبعاً قبل 4 سنوات من نهاية العهد!
والسؤال الملحّ الآن... متى سيبدأ عون عهده؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان إلى أزمة دستورية لبنان إلى أزمة دستورية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
المغرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد

GMT 20:47 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

ماسك الخيار لتهدئة البشرة من الاحمرار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib