المقامرون بهوية لبنان العربية
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

المقامرون بهوية لبنان العربية

المغرب اليوم -

المقامرون بهوية لبنان العربية

راجح الخوري
بقلم - راجح الخوري

لم يكن وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب، في حاجة إلى جواب من تدوير الزوايا الإنشائي والخالي من أي معنى أو التزام عملي، رداً على الورقة الكويتية العربية الدولية، التي حملها وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح إلى بيروت، متضمنة أفكاراً واقتراحات هدفها «إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج»، كذلك لم تكن الدول الخليجية والعربية الشقيقة، في حاجة إلى سماع تلك المواقف الإنشائية، كتكرار الرئيس ميشال عون الحديث عن ترحيب لبنان بأي تحرك عربي، من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية مع دول الخليج العربي، والتزامه باتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
عملياً قبل أن يصل بوحبيب إلى الكويت حاملاً الرد المضحك المبكي، كان «حزب الله» الذي يختطف الدولة اللبنانية، قد سجل رداً هو الثالث في الشهر الماضي، على دعوة الورقة الكويتية للالتزام بالقرار الدولي رقم 1701 المبني ضمناً على مضمون القرارات السابقة، وبينها القرار 1559 الذي يدعو إلى نزع كل أسلحة الميليشيات وحصرها في يد الدولة اللبنانية، التي جاء وقت باتت تجد نفسها الآن تحت هيمنة سلاح «حزب الله»، وآخر دليل على هذا أن الرد على الورقة الكويتية العربية الدولية، وضع موارباً ومحاولاً تدوير الزوايا، والتملص من أن الجواب واضح على البند 12 الذي دبجه «حزب الله» طبعاً عبر الرئيس نبيه بري شريك «الثنائية الشيعية»!
وكان الرد تحديداً على الالتزامات التي يمليها القرار 1701 والقرار 1559 على «الحزب»، الذي حرك سكان بلدة رامية الجنوبية، للتعدي على القوات الدولية في الجنوب «يونيفيل»، التي سبق أن تعرضت إلى اعتداء هو الثالث في غضون شهر في بلدتي قانا وشقرا، وكالعادة تحدث عون عن فتح تحقيق في الاعتداء، لكن كالعادة لا تصل مثل هذه التحقيقات إلى نتيجة!
وعملياً أيضاً كان الرد الإيراني، عبر الحوثيين قد طال أبوظبي قبل وصول الرد اللبناني إلى الكويت، بعدما كان حسن نصر الله شن هجوماً على دول الخليج العربي، حيث ظهر ممثلون عن الحوثيين في مقدمة الحضور في احتفال أقيم في الضاحية الجنوبية، إضافة إلى وجود ممثلين عن ما يدعى المعارضة البحرينية، التي كانت نظمت مهرجاناً خطابياً في بيروت، من دون معرفة الدولة اللبنانية المغيّبة كلياً، والتي تعرف جيداً أن «حزب الله» لا يستضيف ويحمي محطتي تلفزيون للحوثيين، في معقله بالضاحية الجنوبية فحسب، بل يشارك في دعم الحوثيين تدريباً وقتالاً وإطلاقاً للمسيّرات الإيرانية على المملكة العربية السعودية، التي بثت شريطاً بالصوت والصورة عن هذا، وكذلك على أبوظبي.
ليس خافياً أن حامل لواء الدبلوماسية اللبنانية عبد الله بوحبيب، كان قد قال عند بداية الأزمة مع دول الخليج العربي وسحب السفراء، كلاماً يفتقر إلى الحد الأدنى من القواعد التي يفترض أن يلتزمها في عمله الدبلوماسي، عندما قال رداً على أخوة لبنان والعرب وعلى سحب السفراء «ما بدي هيك أخوة». أكثر من هذا قال وهو في طريقه حاملاً جواب لبنان على الورقة الكويتية العربية الدولية: «أنا لست ذاهباً إلى الكويت لتسليم (حزب الله).. هذا ليس وارداً، نحن ذاهبون للحوار»، وهو ما طرح في بيروت أسئلة استغراب:
عن أي حوار يتحدث وزير الخارجية، وهو لم يحمل معه، سوى كلمات لا تعكس في النهاية عملياً أي جواب واضح ومفيد على الرسالة الخليجية الحازمة في محتواها، والتي حملت في مضمونها للمسؤولين في لبنان خياراً من اثنين: إما أن يكون بلدكم لبنان في صف الشرعية العربية والدولية، وإما أن يتحول دويلة عدائية خارجة عن القانون والأعراف الدولية الدبلوماسية والقرارات العربية والدولية مثل الحوثيين.
كان من المثير أن يتنصل عون أمام وزير الخارجية الكويتي من القرار 1559 الذي لطالما قال إنه سعى إلى دعمه في الكونغرس الأميركي، تمهيداً لصدوره عن مجلس الأمن الدولي، عندما أشار صراحة إلى استحالة حل مشكلة «حزب الله» وعن ربطها بأزمة الصراع في المنطقة، معتبراً أنها مشكلة إقليمية أكثر منها لبنانية، رغم أن الحدود مع إسرائيل لم تشهد إطلاق رصاصة واحدة منذ 15 عاماً.
في هذا السياق يصبح مفهوماً مع من تتعامل الورقة العربية الدولية، وقد يكون من المناسب لو تذكرنا ما سبق أن قاله بوحبيب للأميركيين، يوم كان سفيراً للبنان في عهد دونالد ترمب، حيث تعرض إلى دعوات متلاحقة من مايك بومبيو وزير الخارجية حينئذ تطالب لبنان بالتخلص من «حزب الله»، ويومها قال ما أثار ضجة في بيروت أي «أن الأميركيين يضغطون بشدة، مطالبين من لبنان التخلص من الحزب وغالباً ما قلت لهم: وكيف يمكن التخلص منه؟ أرسلوا إلينا مائة ألف مارينز وخلصونا منه، نحن لا نقدر على التخلص منه، أي أنه تحت الاحتلال الإيراني!
قبل يومين أسقط جبران باسيل صهر الرئيس عون كل محتوى الورقة العربية الدولية، التي وجهت إلى لبنان مع عنوان ضمني واضح ونهائي: أنتم تقفون على مفترق مصيري، فإما أن تستعيدوا هويتكم كدولة عضو في الأسرة العربية، وتحصلوا على ما تحتاجون إليه من الدعم والمساعدات، وإما أن تكونوا دولة تدور في الفلك الفارسي بأن تقفوا إلى جانب الحوثيين ومآسيهم، عليكم أن تقرروا، ليس مطلوباً منكم الدخول في حرب داخلية لنزع سلاح «حزب الله» الذي يصادر قرار الدولة وعافيتها، بل على الأقل أن تظهروا إجماعاً حقيقياً يرفض بقوة هيمنة دويلة الحزب على دولتكم التي فقدت معظم معالم قرارها وسيادتها!
وعندما يقول باسيل بما يعبر ضمناً عن وجهة نظر وسياسة عمه رئيس الجمهورية، عن أن لا نية لديه للتخلي عن التحالف مع «حزب الله» إنما هناك نية في تطوير هذا التحالف، وأن موضوع رد لبنان على المبادرة الكويتية، موضوع حسب الممكن وهو يدل على جدية لبنانية للتعاطي مع حلٍ وسلوك طريق الحل الدائم لأزمة أكبر من لبنان، خصوصاً أن أبعادها إقليمية ودولية!
أما عندما يضيف أن سلاح «حزب الله» لديه وظيفة محددة بالدفاع عن لبنان وسيادته، فيكون قد وضع الدولة اللبنانية وقرارها وجيشها على الهامش، طبعاً طمعاً في الحصول على تأييد أصوات مناصري الحزب في الانتخابات النيابية المقبلة، التي يخشى أن تسحب البساط النيابي من تحت قدميه بعدما تراجعت شعبية تياره الذي يضع كل بيض السيادة الوطنية في السلة الإيرانية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقامرون بهوية لبنان العربية المقامرون بهوية لبنان العربية



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib