داود وجالوت
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

داود وجالوت

المغرب اليوم -

داود وجالوت

بقلم - لمرابط مبارك

أنا من الذين ولدوا وترعرعوا في تلك الفترة التي كانت فيها القدس حاضرة في كل مكان، وكنت أستنشقها – ولعل هذا كان حال كثيرين مثلي- كما استنشق الهواء.. كانت صورة تلك القبة اللامعة والمزخرفة في كل مكان.. وكانت كلمة “القدس” برنتها الحادة في الأذن تتردد الأغاني وفي الأناشيد الحماسية، لدرجة كنت أعتقد في طفولتي أنها لا توجد على خارطة الجغرافيا، بل هناك في مكان ما من السماء.. هناك بين تلك النجمات الصغيرة التي تطل علينا لما يكون الجو صافيا.
ثم انتبهت أن هذه القدس ليست فقط، نجما في السماء، بل لها، كذلك، وجود على الأرض، وبها بنايات حجرية مثيرة ويقنطها أناس كثيرون، ويتعرضون للاضطهاد من طرف عساكر بخوذات وأحذية ضخمة، وأسلحة رشاشة على الأكتاف. ثم عرفت أن المدينة ساحة معركة بين سرديتين: الأولى تغرف حججها من كهف الأسطورة لتبرر ما تعتبره عودة إلى “الأرض الموعودة” وتنفي وجود أي شعب آخر عليها، والثانية تقوم على حضور ثابت غير منقطع منذ قرون وقرون وقرون.. حضور أقام حضارة كبيرة ساهمت بشكل كبير في مسار التاريخ الإنساني.
السردية الأولى تخلط الدين بالأسطورة وبالتاريخ وتسلح أصحابها بقوة الإعلام واللوبيات لتسويقها، ونجحوا إلى حد كبير في جعل كثيرين يثقون بـ”صواب” موقفهم، بل أفلحوا حتى في إقناعهم بأنهم الضحية وإن كانوا على أرض الواقع هم الجلاد.
السردية الثانية، لم يفلح أًصحابها قط في الدفاع عنها كما يجب بالذكاء المطلوب، واكتفوا في كثير من الأحيان بالشعارات، ولم ينجحوا حتى في إقناع جزء مهم بوضعهم الحقيقي كضحية عزلاء وحيدة أمام جلاد مدجج بالسلاح الناري والإعلامي والدبلوماسي. بل إن القدس تحولت لدى قادتهم إلى مشجب يعلقون عليه استبدادهم، وتنكيلهم بشعوبهم كلما طالبوا بكوة ضو.
هي ذي، في تقديري وباختصار شديد، قدس الخمسين سنة الأخيرة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من القادة الذين يتبنون – عن علم أو عن جهل لا يهم- السردية الأولى، التي تقوم على الأسطورة وتحول الجلاد إلى ضحية. واعترافه بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” يبدو له نتيجة طبيعية لما يتبناه. طبعا بقراره يكون قد أشعل فتيل اضطرابات لا أحد يعلم مآلها، وستتواصل لأمد طويل بعد مغادرته البيت الأبيض وحتى الحياة برمتها.
بقراره يكون ترامب، في تقديري، قد جمع أمرين يصعب- أو ربما يستحيل- الجمع بينهما. إذ أنزل القدس من سمائها وحولها إلى مجرد تجمع مبتذل من البشر والعقارات يمكن بجرة قلم تحديد مصيرها. وفي الوقت ذاته صعد بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي من مواجهة بين محتل وخاضع للاحتلال على جغرافيا معلومة، إلى حرب سماوية.. إلى حرب دينية صريحة قد لا تنتهي أبدا.
لا شك أن ما أقدم عليه ترامب سيتسبب في هدر الكثير من الدماء، ولكنه خيرا فعل. لأنه بقراره هذا سيزيد من كشف ضعف وخواء كل هؤلاء الذين لا يكفون عن الحديث، والحديث فقط، عن القضية الفلسطينية.
نعم، خيرا فعل لأنه يزيد من كشف عورات كل أولئك – من فلسطينيين وغيرهم- الذين حوّلوا القضية الفلسطينية إلى “أصل تجاري” منذ سنين وسنين.
نعم، خيرا فعل، لأنه يؤكد لملايين الفلسطينيين في القدس والخليل ورام الله وبيت لحم وجنين وغزة وغيرها، أنهم وحيدون مثل نخلة في صحراء قاحلة.. وحيدون مثل داود أمام جالوت.. وحيدون لا مقلاع لديهم ولا سلاح سوى ما يختزنه الصدر من إصرار على البقاء وترسيخ الأقدام في طين الجغرافيا، والإمساك بزمام هذا التاريخ الجامح الذي يكتبه الأقوياء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داود وجالوت داود وجالوت



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib