صابون الروح
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

صابون الروح

المغرب اليوم -

صابون الروح

بقلم - لمرابط مبارك

قبل سنوات قليلة، كنت أجلس، رفقة أصدقاء، بـ”طيراس” أحد المقاهي بورزازات ليلا، فمر بنا واحد من أولئك الذين يغنون في الساحات العمومية، وهو يحمل “ربابه”. كان على ما يبدو قد أنهى يومه ويتجه إلى بيته، ولعله حدس بأننا لسنا من أبناء المدينة، فتوقف ووضع ما يحمله من حليب وخبز جانبا وأخذ آلته وأتحفنا ببعض من وصلاته الأمازيغية الرنين. بعدما أنهى عزفه وغناءه ورقصه أعطى كل واحد منا “ما قسم الله”، فانشرحت أساريره كثيرا وراح يشكرنا بلكنته الأمازيغية، وأثناء حديثه المنشرح هذا قال عبارة ستظل ترن في ذهني طويلا. قال هذا الفنان البسيط، الذي يتعامل مع الكون بأحساسيه وحدسه،: “الفرح هو صابون الروح”.
أحسست عميقا بكلام هذا الرجل وبنعومة ودغدغة صابونه وأنا أتابع المنتخب، وهو يتأهل أخيرا إلى المونديال بعد 20 عاما من الغياب المخجل حقا بالنسبة إلى بلد يعتبر نفسه قوة كروية إفريقية.
كانت فرحتي – شخصيا أنا الذي انبهرت في مراهقتي بمنتخب مكسيكو 1986، وأحسست بمرارة الخذلان مع منتخب 1994، ووثقت كثيرا بإمكانات منتخب 1998 – حقا صابونا مسح كثيرا من خيبات الأمل المتراكمة لسنوات طويلة على روحي. ولعل كثيرين مثلي تخففت أرواحهم من تلك المرارة المزمنة. ولا أخفيك أنني من فرط حاجتي إلى هذا الفرح أجد صعوبة جمة في مقاومة كل تلك الأوهام التي تراودني. وأعترف لك أنني أضبط نفسي، بين الفينة والأخرى، متلبسا بالاستسلام لها (ألست مثلي؟).
وهذا أمر يربكني كثيرا. فأنا أريد أن أكون حالما لا واهما، ولكن في الآن نفسه يلح عليّ ذلك السؤال الشيطاني: وما الضرر الذي سيلحق بالكون إن توهمت قليلا أو كثيرا، أنا الكائن المغربي الذي لا يغمره صابون الفرح إلا كل عهد وعهد؟
تحررت من ترددي المزمن وقررت أن أتغاضى عن نفسي كلما ضبطتها مستسلمة للوهم الجميل بأننا فعلا أمة قوية، ويمكنها أن تزاحم وتنافس الأمم الأخرى (وفقا للمعطيات الموضوعية التنبؤ مثلا بوصول المنتخب إلى نصف النهاية أو حتى النهاية أمر ليس مستحيلا، ولكنه في الآن ذاته ليس ممكنا البتة). فقط أكتفي بغمزها ألا تسرف كثيرا في شرب الأوهام والإدمان عليها، وأحاول تذكيرها بما قاله المفكر عبدالسلام بنعبد العالي من كون الرياضة وكرة القدم بالخصوص، صارت في عصرنا هذا “تسوق أوهاما كثيرة” و”تؤجج الانتماءات والولاءات”، وبالخصوص “ترعى وهم الهويات”.
وأقنِع نفسي أن “الإنجازات” الرياضية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، ترفع منسوب الثقة في نفس الكائن المغربي، وتجعله يحس بأن لديه إمكانات دفينة عليه فقط، معرفة استخراجها واستثمارها. ولعل من شأن هذه “الإنجازات” أن تدفعه إلى الإحساس بأن إرهاصات فردانيته متوارية هناك في مكان ما من روحه، وما عليه سوى نفض الغبار عنها.
لذلك لن أترك نفسي تستسلم للأوهام، بل للأحلام.. والأحلام القابلة للتحقق.. إذاك فقط، لن يكون صابون الروح مجرد رغوة ناعمة تنعش للبرهة ثم تتلاشى، بل شيئا آخر يتسرب عميقا في الروح والذات ولا يتلاشى أثره بسهولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صابون الروح صابون الروح



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib