اللغة كائن حي
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

اللغة كائن حي

المغرب اليوم -

اللغة كائن حي

بقلم - لمرابط مبارك

لا أعرف إن كان ما أكنه للغة العربية هو نوع من الحب حقا. ربما هي مجرد شيء أدمنته كما يدمن غيري تدخين التبغ أو استنشاق الكوكايين. كيفما كان الحال، كلما صادفت نصا مكتوبا بعربية جميلة (جميلة وفقا لإحساسي)، يكون وقعه مثل ذلك النبيذ الجيد الذي يجعلك تغمض عينك بشكل لا إرادي، وتتلمظ مذاقه قبل أن يسري في الجسد والروح.
أقول لغة عربية جميلة وفقا لإحساسي، لأنني ياما صادفت نصوصا مكتوبة بلغة لا تحترم كثيرا القواعد التي تعلمنا في المدرسة، ولكن مع ذلك تبدو جميلة وينبعث منها دفء خاص. وياما وقعت، كذلك، على نصوص تحترم تلك القواعد (إعرابا وتركيبا وحتى قاموسا) بحذافيرها وبشكل ببغائي، ولكن تبدو نصوصا باردة منفرة لا حياة فيها.
بل أراد حظي (الحسن هذه المرة)، أن ألتقي نصوصا كثيرا بلغة دعني أسميها “برزخية”: تبدو عربية “فصحى” وهي ليست كذلك، وتبدو دارجة مغربية، وهي ليست، كذلك، أيضا.
كل هذا يُربكني حقا. خصوصا عندما يأتي الذّكرُ على موضوع الدفاع عن اللغة العربية. ولا أعرف عن أي شيء يجب أن أدافع: عن اللغة كشيء جامد مثل الحروف في كتاب قديم مغبر تفوح منه رائحة الغمولة، لا يتصفحه أحد، وإن تصفحه نفر منه وأسرع إلى غلقه والابتعاد عنه، أم عن اللغة ككائن حي، يعيش بيننا، ويكبر ويشيخ، يمرض ويصح، يبكي ويضحك، يكذب ويصدق، يحب ويكره، يخاف ويجرؤ، يراوغ ويستقيم، يتلصص على صور الآخرين في الفيسبوك ويكتب التعاليق الجادة والساخرة والفارغة أيضا.
في تقديري، جل من يتحدث عن الدفاع عن اللغة العربية، يقصد في العمق تلك الحروف الجامدة في ذلك الكتاب الذي يعلوه الغبار وتفوح من رائحته الغمولة، وإن بدوا ظاهريا عكس ذلك، مدافعين عن توسيع مجال استعمالها في المؤسسات الرسمية، متحدثين عن ضرورة “مواكبتها للعصر”.
في تقديري المتواضع، اللغة العربية ليست في حاجة إلى من يدافع عن تكريس “جمود قاموسها”، وعن “تصلب قواعدها التي عمرت لقرون”، بل هي في حاجة إلى من يغني معجمهما وتراكيبها، وهي، من خلال تجربتي المتواضعة أيضا، لينة في عمقها وتتلهف إلى كل إثراء.. وهذا لن يتحقق سوى بـ:
أولا، إطلاق سراحها، وفسح المجال لها للنزول إلى الشارع، ولقاء الناس والتلاقح مع لغتهم اليومية، ومع اللغات التي تعيش معها أو تتعايش معها على الرقعة الجغرافية نفسها (الأمازيغية، الفرنسية، الإسبانية مثلا بالنسبة إلى المغرب). فـ”تجمع” معهم في راس الدرب، و”تنمم” في الجارات والجيران، وترفع الشعارات وحتى الشتائم في “التيرانات”، وتحس بطعم الغبار في الأسواق القروية… باختصار، تركها تعيش الحياة بدل صرفها في مقررات اللغة العربية التي يستعرضها الأستاذ الملول على تلاميذ يحسونها غريبة ومنفرة مثل قريبة بدوية عجوز فقدت كل أسنانها.
ثانيا، العمل على تلقيح اللغة العربية بماء الثقافات الأخرى التي قطعت أشواطا وأشواطا على درب المعرفة الإنسانية، تماما كما كانت هي تلحقها أيام كانت تحمل لواء هذه المعرفة. ولعل السبيل إلى هذه الغاية هو تكثيف نشاط الترجمة في مختلف فروع المعارف. فمن المخجل أن يكون ما يترجم في جغرافيا مترامية الأطراف أقل مما تترجمه بلد مثل اليونان. فمن المخجل حقا أن ما تترجمه إسبانيا سنويا، يعادل ما ترجم إلى العربية منذ عهد المأمون العباسي.. مخجل حقا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللغة كائن حي اللغة كائن حي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib