مرض مزمن آخر
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

مرض مزمن آخر

المغرب اليوم -

مرض مزمن آخر

بقلم - لمرابط مبارك

الذين رأوا النور وترعرعوا في درب السلطان مثلي، يعرفون جيدا تلك المدرسة الابتدائية المسماة قيد وجودها “كريط”. كانت لسنين تقف هناك أمام سوق “القريعة” الأسطوري ببنائها المهيب. وكانت تنضح حياة لعقود قبل أن تتحول إلى مأوى للعائلات المنكوبة في فيضانات البيضاء أواسط التسعينيات، الذين سيقضون في حجراتها ذات السقوف العالية ما تيسر من سنوات. ثم صارت أطلالا حزينة يصفر في أورقتها وممراتها الريح، ومطرحا للأزبال، قبل أن يستيقظ سكان الجوار قبل سنوات قليلة على أشغال هدمها وتحويلها إلى أثر بعد عين. هذا باختصار شديد مأساة مدرسة ابتدائية تم إعدامها تربويا، ثم ماديا. وهناك العديد والعديد من الحكايات المماثلة لبنايات تعليمية أخرى في جل المدن المغربية، لا تختلف الواحدة عن الأخرى سوى في تفاصيل بسيطة، بينما يشكو المغاربة، في البيضاء وغيرها، منذ سنوات عديدة من الاكتظاظ في المؤسسات التعليمية العمومية، حتى بات من الأماني المستحيلة العثور على قسم يضم أربعين تلميذا في القسم، رغم أن هذا الرقم يمثل ضعفي المعدل المتعارف عليه داخل دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (21 تلميذا في القسم)، أي الدول التي تعترف حقا بأهمية وحيوية التعليم، وتؤمن بأنه القلب الذي يضخ الدماء السليمة في كل شرايينها.

وكشف المجلس الأعلى للحسابات في المذكرة، التي وجهها هذا الأسبوع إلى وزارة التربية الوطنية، أرقاما مخيفة حقا تبين ما يعمق أمراض التعليم المغربي ويدفعه إلى حافة الشلل، هو سوء التدبير الخطير للقليل المتوفر. مثلا أظهرت المذكرة أن أكثر من ألف مؤسسة تعليمية تعاني من العطالة ولا يستبعد أن ينالها في نهاية المطاف ما حل بمدرسة “كريط”. فتتحول إلى تراب ولا يتبقى منها سوى شجرة مثل تلك النخلة اليتيمة الحزينة وسط ساحة هذه المؤسسة المأسوف عليها، أو بعض الذكريات البعيدة في صدور من ارتادوا مقاعدها ذات زمن بعيد أو قريب.

والقاعات التي تضمها تلك البنايات التعليمية المغلقة تعادل 1360 مؤسسة، بمعدل 12 حجرة في كل واحدة. وهذه الحجرات قادرة على استيعاب أكثر من 650 ألف تلميذ بمعدل 40 فردا في القسم!

ليس هذا فقط، فعلى عكس ما تقول الوزارة وشكواها الدائمة من الخصاص في الأساتذة (قضاة المجلس قالوا إن هذا الخصاص يقدر بـ16700 مدرس)، كشفت هذه الهيئة الرقابية أن هناك فائضا (نعم فائض!) يصل إلى 14 ألف مدرس بسبب سوء الانتشار.

قد يقول قائل إن هذه المدرسة العمومية، ورغم كل هذه الأعطاب مازالت صامدة والدليل أن أعلى المعدلات في الباكالوريا يحصل عليها دوما تلاميذ أو تلميذات التعليم العمومي. ولكن هذا مجرد وهم خادع، مثل ذلك السراب الذي يجعلنا نجري وراءه إلى أن ننهار تماما، بينما يواصل هو بريقه الهازئ والمستفز الذي يخفي عنا (أو يحاول) سوء التدبير، هذا المرض المزمن الذي ينخر التعليم المغربي وقطاعات أخرى كثيرة.

والحال أن سوء التدبير هذا، ليس قدرا إلهيا ينزل بدون سابق إنذار على المجتمع، بل يكون بالقطع ناتجا إما عن الجهل أو اللامبالاة أو غياب الإرادة السياسية. وهذه العناصر كلها – سواء أكانت منفردة أو مجتمعة- من شأنها أن تؤدي إلى انفجار المجتمع وتدميره بالكامل، كما حدث لمدرسة “كريط” المسكينة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرض مزمن آخر مرض مزمن آخر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib