معادلة رياضية فريدة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

معادلة رياضية فريدة

المغرب اليوم -

معادلة رياضية فريدة

بقلم - لمرابط مبارك

لا يمكن أن أحس حقا بألم أهل الحسيمة والبلدات المجاورة لها وهم يتحسسون الجروح والكدمات على الجسد والروح بعد ما تعرضوا له يوم العيد. مع ذلك، بإمكاني (بإمكانك أيضا) تصور ما عانوه في ذلك اليوم، وما يعانون منذ شهور.. منذ سنوات.. منذ عقود.. منذ دهر: عقود طويلة من التهميش واللامبالاة، وما تولد عنها من معاناة كبيرة وغضب جمّ في الصدور.

ورغم الألم الكثير الذي صاحبه، فإن تفجر هذا الغضب الذي لم تعد الصدور قادرة على احتوائه والخوف يستطيع خنقه، كانت له حسناته الكثيرة… حسنات أعرف أنها لا تخفف هذا الألم، ولكنني أكاد أجزم أنها تجعل النفس تتحمله.

أهم تلك الحسنات، في تقديري، أن ما يجري في الحسيمة والبلدات المجاورات من احتجاجات أظهرت أن هذا الكائن الهلامي المسمى المخزن، الحاضر في كل مكان، المطلع على كل شيء، القادر على كل شيء، أصبح تائها، مرتبكا، تعوزه الحيلة، هو الذي تمرس طيلة قرون طويلة على تحمل الضربات واحتواء الأزمات، والخروج دوما سالما من المآزق.
جرب، دون جدوى، الوصفة تلو الأخرى لإخماد نار أججها ظلم السنين، والإحساس العارم بالحكرة.. نار لا يعرف بؤرتها، أو بالأحرى يعرفها ولا يستطيع إليها سبيلا. فهي تغلي منذ عقود هناك في عمق نفس الكائن الريفي (والمغربي عموما).
في بادئ الأمر تعامل مع صرخات الناس بنوع من التجاهل، معتبرا أنها مجرد صرخات للتنفيس وستخبو بعد حين. ولكنها لم تهدأ، فما بلك أن تخبو.

بعد ذلك تم تجييش ما تيسر من الطبقة السياسية ومن المؤلفة قلوبهم، من “عياشة” بمختلف أصنافهم، لشن حملة ضد المحتجين ذهبت إلى حد تخوينهم ووصفهم بالانفصاليين، والتوفر على امتدادات “خارجية”، وتسريب تقارير استخباراتية تدعم هذا الأمر. ولكن سرعان ما تبين “سذاجة” هذه الوصفة، فأخذ البعض من السياسيين يحاولون تدارك الأمر عبثا.

ثم ارتأى المخزن أن الوقت حان لتكثيف استعمال “العصا” والضرب بقوة على أيدي المحتجين (بالعنف الصريح والاعتقالات والمحاكمات والأحكام السريعة)، لعل صراخ الاحتجاج يتحول إلى أنين ألم. فكان الأنين فعلا، ولكنه زاد فقط، في حدة الصراخ.

وهي وصفة أخرى يتم تجريبها في الأيام الأخيرة، وتتمثل في تحميل وزر المشاريع “التنموية” المعطلة لوزراء الحكومة، والحديث عن احتمال فتح تحقيق معهم، بعد أن تنتهي المفتشية العام للإدارة الترابية بوزارة الداخلية والمتفشية العامة للمالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية بـ”تحرياتها وأبحاثها”، بشأن “عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة، وتحديد المسؤوليات”، حسب تعبير قصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء.

فهل ستؤتي هذه الوصفة الأخيرة أكلها؟ لست أعرف، ولكن ما حدث لحد الآن، أن حدة الاحتجاجات والغضب زادت، وزادت معها حدة التدخلات العنيفة للأمن.
الأمر الوحيد الأكيد طيلة الشهور الماضية أن سكان الحسيمة والمناطق المجاورة وضعوا المخزن أمام معادلة رياضية فريدة من نوعها.. معادلة لا مجهول فيها ظاهريا، ولكن في الوقت نفسه لا حل لها.

فهذا المخزن، الذي كان يظن نفسه عارفا بالكائن المغربي، ملما برغباته الدفينة ومخاوفه العميقة – ويعرف متى يكسبه بالترغيب وكيف يخضعه بالترهيب- وجد أمامه على ما يبدو كائنا جديدا غير معروف.. كائنا تحرر من الخوف، ولا ينجر إلى العنف بسهولة، ولا يصدق الأقوال، بل يطالب بالأفعال.. كائن (2.0) له قدرة على استثمار الواقعي في الافتراضي، وتحويل الافتراضي إلى واقعي.

ومثل هذا الكائن، الوصفة الوحيدة الفعالة في التعامل معه، هو رفع الحكرة عنه والاعتراف له بحق في السير نحو المواطنة الكاملة بحقوقها وواجباتها. عدا ذلك لن يجدي معه نفعا…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معادلة رياضية فريدة معادلة رياضية فريدة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:40 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
المغرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد

GMT 20:47 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

ماسك الخيار لتهدئة البشرة من الاحمرار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib