إدارة ترامب ومواجهة القضاء

إدارة ترامب ومواجهة القضاء

المغرب اليوم -

إدارة ترامب ومواجهة القضاء

بقلم - جهاد الخازن

افتتحت الولايات المتحدة سفارتها في القدس، كما وعد دونالد ترامب أو أوعد. هي فعلت ذلك والإرهاب الإسرائيلي يقتل أبناء فلسطين عبر الحدود مع قطاع غزة كل يوم. الرئيس الأميركي يؤيد الإرهاب الإسرائيلي. أقول القدس لنا، وأكمل بأخبار أخرى عن إدارة تنتصر للاحتلال كل يوم.

دونالد ترامب ليس أسوأ عضو في الإدارة الأميركية الحالية. نائبه مايك بنس أسوأ منه، وأسوأ من كل نائب رئيس تابعت عمله منذ عقود.

بنس من المسيحيين التبشيريين الذين يؤيدون إسرائيل، وهذا يعني أنه يؤيد الإرهابي بنيامين نتانياهو في قتل الفلسطينيين. الجماعات التي ينتمي إليها والتي تؤيده هي الأحقر في السياسة الأميركية والأكثر جهلاً.

نائب الرئيس «زحفلطوني» قبل أي شيء آخر وهو في اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض مدح ترامب في كلمة قصيرة مرة كل 12 ثانية كما قال آرون بليك في «واشنطن بوست». أسوأ من ذلك أن بنس انتقل الأسبوع الماضي إلى أريزونا وامتدح رجل الشرطة جو أربيو الذي فقد عمله سنة 2016، وقال إنه بطل لا يكلّ في حماية القانون. الواقع أن أربيو مجرم مدان اتُّهِم باحتقار المحكمة، لأنه لم يذعن لقرار قاضٍ أمره بالتوقف عن إجراءات غير شرعية في تنفيذ القانون.

بنس فضيحة إلا أنه ليس وحده، فأعضاء كثيرون في الإدارة اتهِموا بإنفاق عشرات ألوف الدولارات على السفر في طائرات خاصة أو بالدرجة الأولى وهم يقومون بعملهم. الأمثلة كثيرة ولعل سكوت برويت مثل واضح فهو أنفق 43 ألف دولار على كشك هاتف، وأصر على السفر بالدرجة الأولى ومنح زيادات في المرتبات لأنصاره. هو حوّل وكالة حماية البيئة من عملها في حماية الماء والهواء والصحة إلى «لوبي» يخدم أرباب الصناعة والنفط. نائب برويت في الوكالة هي نانسي بيك التي سبق أن عملت في مجلس الكيمياء الأميركي، وهي في الوكالة الآن تحاول أن تغير إجراءات خاصة بالمواد الكيماوية السامة، ما يعني تعريض مزيد من الأطفال الأميركيين لإصابات في الدماغ.

أهم من كل ما سبق أن الرئيس ترامب هُدِّدَ بمذكرة جلب يصدرها المحقق الخاص روبرت مولر للتحقيق معه في الدور الذي لعبته روسيا في انتخابات الرئاسة سنة 2016، تأييداً له وضد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.

محامي ترامب الجديد رودي جولياني قال إن الرئيس لن يكون مضطراً إلى تنفيذ مذكرة الجلب إذا صدرت، لأن للرئيس الأميركي حماية وهو في منصبه. هناك مثل يعود إلى سنة 1807 عندما اتهم نائب الرئيس آرون بير بالخيانة ومثل أمام رئيس المحكمة العليا جون مارشال الذي أيّد استدعاء الرئيس توماس جيفرسون للمثول أمام المحكمة. جيفرسون ادّعى الحصانة إلا أن القضاء وجد حلاً وسطاً فقد سلم جيفرسون الوثائق التي بحوزته ضد بير. وثمة مثل يعرفه أكثر القراء هو اتهام الرئيس ريتشارد نيكسون في فضيحة ووترغيت فالمحقق ليون جاورسكي طلب تسجيلات للرئيس وادعى نيكسون أن حقوقه كرئيس تحميه، إلا أن المحكمة العليا بالإجماع رفضت موقف نيكسون وهو استقال في النهاية. الرئيس بيل كلينتون ادعى الحصانة في قضية «جنس» رفعت ضده والمحكمة رفضت موقفه.

جولياني لا يرى شيئاً مما سبق وإنما قال في مقابلة مع تلفزيون فوكس، «إن رئيس الدولة لا يُحاكم إلا بعد أن يترك منصبه، هو لا يخضع لأي تهم جنائية، والأمر يختلف إذا كانت التهم من نوع مدني.» قرأت لخبراء كثيرين آراء تخالف ما ذهب إليه جولياني وتستشهد بحالات سابقة تعرض فيها رؤساء أميركيون لتهم من مختلف الأنواع.

الرئيس ترامب يستطيع أن يطرد المحقق الخاص، إلا أن أعضاء جمهوريين في مجلسي الكونغرس يقفون ضد هذا القرار مع الديموقراطيين ما يعني أن الرئيس سيواجه ثورة في الكونغرس عليه إذا فعل. هو هدد في السابق بطرد مولر ثم توقف عن التهديد في وجه معارضة مجلسي الكونغرس موقفه. أعتقد أن الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ستحدد مدى نفوذ دونالد ترامب رئيساً. فإذا خسر الجمهوريون مقاعد في مجلسي الكونغرس يخسر ترامب نفوذه ضد المحقق الخاص.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة ترامب ومواجهة القضاء إدارة ترامب ومواجهة القضاء



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد
المغرب اليوم - رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد

GMT 05:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 20-12-2024 والقنوات الناقلة

GMT 22:28 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن تطلب من إسرائيل عدم قصف مطار بيروت

GMT 08:50 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد أولاد يرفع غلته التهديفية لأربعة أهداف

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 07:17 2016 الأربعاء ,18 أيار / مايو

حقيقة الإعلامي أحمد موسى الخفية

GMT 14:51 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

رانيا فريد شوقي تنشر صورة مع أختها في الانتخابات

GMT 11:31 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

رفوف مخصصة للنظارات

GMT 04:03 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

زهير فضال يقدم موسمًا متميزًا مع "ديبورتيفو ألافيس"

GMT 10:40 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

بيجو تكشف النقاب عن "308 GTi" هاتشباك القوية

GMT 16:10 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة ياسمين صبري تكشف عن مشروعاتها المقبلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib