بقلم : جهاد الخازن
قبل أربعة أسابيع كانت الولايات المتحدة تستعد لمواجهة فيروس كورونا وكبير قضاة الهجرة أرسل أمراً الى محاكم الهجرة أن تزيل كل أوامر الصحة العامة المكتوبة بالانكليزية والإسبانية
جريدة "ميامي هيرالد" نشرت قرار محكمة الهجرة ووزارة العدل، التي تشرف على محاكم الهجرة، ألغت قرار إزالة الأوامر عن الصحة العامة لأنها ما كان يجب أن تزال
الادارة الاميركية لها شغل شاغل بالمهاجرين عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وهي ترى في منع المصابين من عبور الحدود جزءاً من جهدها لمنع انتشار فيروس كورونا في البلاد
نظام الهجرة يتحمل مسؤوليات كبيرة ومراكز التوقيف عبر الولايات المتحدة تضم حوالي ٤٠ ألف مهاجر، أو طالب هجرة، وهناك خطر كبير من انتشار فيروس كورونا بينهم عبر البلاد. إدارة الهجرة والجمارك تواصل الإعتقال والفيروس لا يفرق بين المهاجرين الموقوفين والرجال المكلفين بحراستهم
إغلاق الحدود وسجن المهاجرين غير الشرعيين من أهداف الرئيس دونالد ترامب، حتى قبل انتشار فيروس كورونا، وهو يكره المهاجرين ما يعيق العمل ضد الفيروس. وجريدة "نيويورك تايمز" قالت إن المهاجرين، من شرعيين وغير شرعيين، سيعلقون في مشاكل مع الادارة وهي تحاول الوقوف ضد فيروس كورونا
في بداية الشهر الماضي آذار (مارس) حوالي ٧٠٠ من خبراء الصحة والقانون وقعوا عريضة الى نائب الرئيس مايك بنس طالبوا فيها بأن تكون المقرات الصحية خارج نطاق فرض القانون لأنها أماكن حساسة حيث فرض القانون يجب تجنبه إلا في حالات قصوى. خدمة اللجوء قررت وقف قانون جديد يجعل من الصعب على اللاجئين الحصول على البطاقات الخضراء التي تثبت أنهم مقيمون أجانب بشكل شرعي
المهاجرون غير حاملي البطاقات الخضراء يخافون دخول مراكز صحية وتعريض أنفسهم الى ملاحقة السلطات. المقيمون شرعياً في الولايات المتحدة الذين يسعون للحصول على البطاقة الخضراء يخشون طلب معونات مادية من الدولة حتى لا يقعوا تحت وطأة القانون
هؤلاء اللاجئون تحت رحمة فيروس كورونا لأنهم يقيمون في مناطق مزدحمة وليس معهم مال كثير ولا يحصلون على إجازة مرضية مدفوعة الأجر، ولا قدرة لهم على حجر أنفسهم في أماكن خالية من الفيروس
الرئيس ترامب قال عن نفسه إنه "رئيس حرب" إلا أنه ابتعد عن العمل تحت شعاره الصدق مع الاميركيين. هناك نسبة يرددها الاميركيون الآن هي ٧٠ في المئة وبعضهم يقول إن ٧٠ في المئة من الاميركيين سيصابون بفيروس كورونا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة
قبل أسبوعين كان ترامب يقلل من أهمية الفيروس، وأثار أهمية دواء لم يرَ أحد نتائج استعماله، وهو قال أيضاً إنه يأمل أن يشارك الاميركيون جميعاً في عيد الفصح المجيد
أنصار الرئيس يقولون إن الأدوية التي لم تنجح بعد والبرامج المشجعة تعطي الاميركيين أملاً. ماذا سيحدث إذا وصل الاميركيون الى ٣٠ نيسان (ابريل) والأعمال في البلاد لا تزال مغلقة؟ هل ستأمر الادارة بفرض العزل مدة أخرى؟ النتيجة في المستقبل القريب