بقلم - جهاد الخازن
هل المستر ترامب مجنون؟ حاذروا، نحن ندخل عقل ترامب. ما سبق ليس مني وإنما من عناوين أخبار أميركية كثيرة تتحدث عن القوى العقلية للرئيس الأميركي، وهل هو مجنون كما يقول كثيرون، أو «عبقري» كما يدّعي.
في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي صدر تقرير بعنوان «الوضع الخطر لدونالد ترامب» شارك فيه عدد من أساطين دراسة العقل البشري. هم قالوا إن المستر ترامب يشكل خطراً كبيراً وعاجلاً على سلامة أميركا والعالم. الدكتور براندي لي، وهو أحد الذين شاركوا في كتابة التقرير، قال إن العلماء الذين كتبوا التقرير لم يجروا تحليلاً طبياً لدونالد ترامب وإنما درسوا مدى خطر تصرفاته. قرأت أن المواطن الأميركي لا يحتاج إلى رأي علماء نفس وأطباء فكل ما عليه هو أن يتابع تصرفات الرئيس وكلامه وتغريداته ليصل إلى النتيجة نفسها التي وصل إليها التقرير. آخر ما طلع به الرئيس وصف لدول يهاجر مواطنوها إلى الولايات المتحدة بكلمة شتيمة لا مجال لها هنا.
هناك عشرات ألوف يسمَّون «الحالمون» دخلوا الولايات المتحدة وهم أطفال أو صغار وكبروا فيها وتعلموا وعملوا، والآن يواجهون احتمال طردهم من الولايات المتحدة بدءاً من شهر آذار (مارس) المقبل. الرئيس يرفض أن يسميهم «حالمون» وإنما يفضل كلمة «داكا» وهي الحروف الأولى من كلمات بمعنى تأخير العمل للأطفال الوافدين، وهذا برنامج وضعه باراك أوباما وألغاه دونالد ترامب ثم اختار أن يستعمل اسم البرنامج بدل «الحالمون» التي تُطلق على هؤلاء اللاجئين.
عضو مجلس الشيوخ ديان فنستين اقترحت «داكا نظيفة» وترامب وافق فوراً وقال إنه سيكون «مشروع قانون حب» وإن الجمهوريين والديموقراطيين يمثلون الموقف نفسه. بعد يومين سُئل الرئيس هل هناك صفقة لحماية أوائل «الحالمون» من الطرد وردّ: لا، لا، لا.
الميديا الأميركية تميل إلى اعتبار الصحة العقلية لترامب غير ما يجب أن يكون عليه الرئيس الأميركي، وقرأت عن ترامب أنه فوضوي وفاسد وغير مطّلع وطفولي ويزعم أنه بالغ أو عبقري. وقرأت أيضاً: رئيس الولايات المتحدة ليس في صحة جيدة. وقال آخر إنه حاول أن يكتب مقالات عن إصابة ترامب بمرض فقدان الذاكرة إلا أن الجريدة التي يكتب لها منعت مقالاته.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ربما لأنها ليست أميركية كانت أجرأ، فقد نشرت وصفاً دقيقاً للرئيس. هي قالت إنه يأكل على العشاء ساندويشين ماكدونالد وسندويش سمك، ويتبع ذلك بحلوى، والمجموع 2430 وحدة حرارية لوجبة واحدة مع أن المطلوب ألا يتجاوز الإنسان 2500 وحدة حرارية لليوم كله. الطبيبة سارة كايات قالت إن الطعام الذي يأكله ترامب مخيف، فهو لا يكتفي بأكل طعام نسبة الدهن فيه عالية، وإنما يبتعد عن الفاكهة والخضار لأنه يلتهم كثيراً من الطعام الآخر.
التقرير قال إنه على رغم طوله فوزنه 107 كيلوغرامات، وصِفته بالتالي «سمين».
قرأت أنه بعد صدور الكتاب «النار والغضب» الذي كتبه مايكل وولف، حاول ترامب أن يبدو «عبقرياً» في الاجتماع المشترك بين القادة الجمهوريين والديموقراطيين لدرس موضوع الهجرة، إلا أن تصرفه أعطى انطباعاً عكس ما حاول الرئيس إقناع الناس به، لأن كل ما أراد هو إقناع الناس بصفاته الشخصية.
المقال زعم أن الرئيس ترامب يكره الناس غير البيض مثله، خصوصاً إذا تحدّوه في السياسة أو تصرفاته. الوعد ببناء جدار مع المكسيك تدفع الجارة ثمنه كان من ضمن وعود حملته الانتخابية، والتنفيذ صعب إلى مستحيل، فطول الحدود بين البلدين هو 3140 كيلومتراً، ثم إن الرئيس يؤيد الجماعات العنصرية من البيض، وبعض أنصاره يقول إنه حتى لو كان ترامب «أدنى رجل أبيض» فهو يظل أفضل من الأسود باراك أوباما. هذا رأي أنصاف المتعلمين الذين انتخبوا دونالد ترامب رئيساً، إلا أنه ليس رأي الغالبية في بلد رائد في الديموقراطية وحقوق الإنسان.