مبادرة السلام الاميركية ستفشل

مبادرة السلام الاميركية ستفشل

المغرب اليوم -

مبادرة السلام الاميركية ستفشل

بقلم : جهاد الخازن

الولايات المتحدة ستنشر مقترحاتها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال أيام أو أسابيع. أرى أن إدارة ترامب ستنشر مقترحات أملاها الإرهابي بنيامين نتانياهو على الرئيس دونالد ترامب، وهي بالتالي مرفوضة جملة وتفصيلاً.

السلطة الوطنية تقاطع إدارة ترامب منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد إعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. المقاطعة مستمرة، ولا أرى المفاوضين الفلسطينيين يجلسون مع الأميركيين أو الإسرائيليين في وقت قريب.

إسرائيل كلها فلسطين المحتلة وقد قبلنا مع القيادة الفلسطينية دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في 22 في المئة فقط من فلسطين، لكن «رضينا بالهمّ الهم ما رضي بينا»، والهمّ هنا هو دونالد ترامب، رجل الأعمال الذي أصبح رئيس الولايات المتحدة واستطاع في سنة وشهر أن يخاصم حلفاء بلاده الأساسيين من الاتحاد الأوروبي الى كندا والمكسيك ودول أخرى.

مبعوث السلام الأميركي جاريد كوشنر هو زوج ايفانكا إبنة ترامب، والمفاوض الرئيسي معه هو جيسون غرينبلات، وهذا محامٍ سابق للرئيس. أسرة كوشنر من اليهود المتدينين وتؤيد المستوطنين بالمال، ما يلغي دور جاريد كوشنر لأنه يهودي يؤيد إسرائيل. أما المحامي فهو يمثل دونالد ترامب لا الولايات المتحدة. أيضاً كوشنر يعتقد أن الرئيس عباس يريد السلام وهو مستعد للجلوس معه. أبو مازن لا يريد الجلوس مع مندوب ترامب.

المفاوض الفلسطيني صائب عريقات قال إن الجانب الفلسطيني لن يقابل كوشنر وغرينبلات لأن إدارة ترامب تقف موقفاً لا جدل فيه وهي تؤيد إسرائيل ضد الفلسطينيين، أصحاب الأرض الوحيدين في فلسطين كلها.

المبعوثان الأميركيان زارا عواصم عربية بينها عمّان والقاهرة. الملك عبدالله الثاني تحدث باسم الفلسطينيين والعرب كلهم عندما قال إن الحل المطلوب هو دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي المحتلة عاصمتها القدس الشرقية.

لا أدري كيف يعتقد دونالد ترامب أنه يستطيع حل مشكلة بدأت قبل 70 سنة باحتلال صهيونيين أوروبيين تؤيدهم الولايات المتحدة فلسطين وتشريد أهلها. إذا كان يعتقد أن الفلسطينيين سيقبلون التخلي عن القدس فهو يحلم أو يهذي. مع ذلك، مسؤولون أميركيون يقولون كيف سيحصل الفلسطينيون على حقوقهم بالمقاطعة. أقول إن المقاطعة أهون من قبول شروط ترامب وهي إسرائيلية كتبها له حليفه نتانياهو.

أسوأ ما في حملة إدارة ترامب لقبول عرض السلام الأميركي القادم هو محاولة استمالة دول الخليج الى الموقف الأميركي. أنا أعرف الملك سلمان منذ كان أمير الرياض وعلى امتداد أكثر من 40 سنة. أقول إن السعودية لن تقبل العرض الأميركي - الإسرائيلي مهما حاول الرئيس رجل الأعمال الذي يقيم بين واشنطن ونادي غولف له في فلوريدا.

السعودية والإمارات العربية المتحدة لهما موقف مشترك من إيران في اليمن وفي الخليج العربي، إلا أن هذا لا يعني أنهما ستقبلان التنازل عن الحرم الشريف في القدس لأن ترامب يطلب ذلك مقابل وعود بتأييد دول مجلس التعاون ضد ايران. هو عقد اتفاقاً مع كوريا الشمالية ولعله يريد اتفاقاً مماثلاً مع إيران التي تخلت عن برنامجها النووي العسكري في معاهدة وقعتها ست دول كبرى وانسحبت منها إدارة ترامب لأن المعاهدة لا تناسب إسرائيل التي تهاجمها كل يوم.

الآن أقرأ أن إدارة ترامب تحاول رشوة الفلسطينيين ببليون دولار لإعادة تعمير قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل بسلاح أميركي ومال وبتأييد من الكونغرس الذي اشتراه لوبي إسرائيل. السلطة الوطنية لا تستطيع الخروج على إرادة الشعب الفلسطيني الذي يريد دولة مستقلة، وهو يحظى بتأييد العالم كله كما رأينا في قرار أخير للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ترامب سيفشل مع الفلسطينيين وربما سيبكي على كتف نتانياهو، فلعله يستفيق عندما يخسر الحزب الجمهوري الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

المصدر : جريدة الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة السلام الاميركية ستفشل مبادرة السلام الاميركية ستفشل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 03:53 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة ذا بيست

GMT 09:55 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

غاريدو يتأسف لتعادل الرجاء أمام المغرب التطواني

GMT 07:49 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

بلاغ جديد من وزارة الصحة لعموم المواطنين

GMT 17:15 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

فيديو فاضح لـ”روتيني اليومي” يُغضب المغاربة

GMT 23:22 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مونشجلادباخ يدك شاختار بسداسية خارج أرضه في دوري الأبطال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib