الرئيس دونالد ترامب أوقف كل المساعدات الأميركية لوكالة الغوث الدولية التي تُعنى باللاجئين الفلسطينيين، وإسرائيل رحبت بالقرار، فقد اتخذه الإرهابي بنيامين نتانياهو ونفذه ترامب الذي استمع إلى بعض مستشاريه مثل جاريد كوشنر، زوج ابنته إيفانكا، وهؤلاء يرون أنّ أونروا تعمل ضد مصالح إسرائيل وتغذي طموح اللاجئين بالعودة إلى بلادهم.
القرار تبع نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهناك مَن يعارضه في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي تخشى قيام انتفاضة جديدة ومواجهة مع الفلسطينيين.
في الوقت نفسه بنك إسرائيل، أو البنك المركزي الإسرائيلي، أصدر تقريراً يدين بحدّة وبشدّة قرار نتانياهو زيادة موازنة وزارة الدفاع الإسرائيلية ستة في المئة، مع أن موازنتها هي الأكبر بين وزارات إسرائيل. البنك رأى أن الزيادة ستؤدي إلى خفض الإنفاق المحلي وزيادة الدين القومي الإسرائيلي زيادة هائلة.
موقف البنك جديد على السياسة الإسرائيلية، وهو حذر من أن القرار يعمل ضد سياسة معلنة بتقليص الدين القومي وزيادة الإنفاق على المشاريع الداخلية.
دونالد ترامب دخيل على السياسة الأميركية وهو قال بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها إن إسرائيل ستدفع «ثمناً عالياً» خلال مفاوضات السلام، ووعد بأن يحصل الفلسطينيون على شيء جيد جيداً لأن الدور القادم لهم في وساطة السلام الأميركية. هو لم يتحدث عن طبيعة ما سيحصلون عليه، وهل يقبل حليفه نتانياهو بدفع ما يريد الرئيس.
الحقيقة التي لا نزاع فيها أن كثيرين من الذين عيّنهم ترامب في إدارته استقالوا أو طرِدوا، وأن آخرين سيتبعونهم. قرأت استفتاء أميركياً أظهر أن 17 في المئة من الديموقراطيين فقط يؤيدون نتانياهو، وإن 64 في المئة من الجمهوريين معه.
نتيجة الاستفتاء كانت مفاجئة للناس مثلي، فهي أظهرت أن 37 في المئة من مجموع الذين شاركوا فيه أيّدوا نتانياهو في حين عارضه 29 في المئة وقال 12 في المئة إن لا رأي لهم في الموضوع، واعترف 22 في المئة بأنهم لم يسمعوا باسم نتانياهو في حياتهم.
الاستفتاء نفسه أظهر أن الأميركيين يؤيدون رئيس وزراء كندا جستن ترودو ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، فأذكّر القارئ بأن الرئيس ترامب اختلف علناً مع هؤلاء الزعماء الثلاثة على رغم تحالف الولايات المتحدة التاريخي مع بلادهم.
كيف سيخرج الحزب الجمهوري من الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل؟ لن أطلع بجواب الآن وإنما أنتظر نتائج الانتخابات. ما أقول اليوم هو إن مجلة «ناشونال إنكوايرر» تملك ملفاً كبيراً عن دونالد ترامب بعضه يسبق بسنوات فوزه بالرئاسة.
محامي ترامب السابق مايكل كوهن أصبح الآن شاهداً ضده وقد يحاكم ويحكم عليه بالسجن. المعلومات التي في حوزة المجلة تثبت أن كوهن دفع 130 ألف دولار لممثلة الإباحة ستورمي دانيالز (اسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد) و150 ألف دولار لعارضة أزياء تعمل لمجلة «بلايبوي» هي كارين ماكدوغال.
قبل أربعة أيام من انتخابات الرئاسة أنكر ترامب دفع رشوة للسكوت عن علاقاته المحرمة معهما. وهو قرر الإنكار في كانون الثاني (يناير) الماضي وكذلك في آذار (مارس) وقال إن التهم مبالغ فيها وغير صحيحة، وفي نيسان (أبريل) سئل عن الموضوع وقال كاذباً «لا» هو غير صحيح.
ناطق رئاسي اسمه راج شاه والمسؤولة عن المؤتمرات الصحافية سارة هاكابي كررا كلام الرئيس. غير أن الثابت الآن أن المحامي مايكل كوهن دفع للممثلة والعارضة وهو سيواجه محاكمة وقد اعترف بالدفع ما يجعل ترامب كاذباً. «واشنطن بوست» تتابع تصريحات الرئيس وقد سجلت له في الحكم 4.229 تصريحاً كاذباً أو مضللاً بمعدل 7.6 في اليوم. هو مستمر في الكذب، وهذا نسمع أن حبله قصير فقد نرى يوماً قريباً يحاول فيه الكونغرس عزل الرئيس.