رواد الواقعية السحرية في أميركا الجنوبية
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

رواد الواقعية السحرية في أميركا الجنوبية

المغرب اليوم -

رواد الواقعية السحرية في أميركا الجنوبية

بقلم - عبده حقي

العودة إلى  بورتريه هذا الأديب الكفيف الإستثنائي تجد مبررها أساسا في كونه شخصية أدبية أغنت الفكرالعالمي  بأعمال أدبية رسخت كونيتها من خلال خصوصياتها المحلية
وتلاقحها مع الثقافات العالمية ــ الإسبانية والأنجليزية والعربية ...
فبورخيس إلى جانب غارسيا ماركيز يعتبران من رواد الواقعية السحرية في أميركا الجنوبية ، ولولا هذان الكاتبان العلامتان ما كنا لننعم بالأسفارالقصصية والروائية  الغرائبية الباذخة المستلهمة  من سراديب الذاكرة الشعبية الأرجنتينية والكولومبية والجنوب- أمريكية بشكل عام .
إزداد بورخيس في مدينة بوينس أريس بتاريخ 24 آب 1899 وتوفي في جينيف في 14 يونيوه1986 . واسمه
 الحقيقي هو خورخي فرانسيسكو لويس بورخيس أسيفيدو .
والده هو خورخي كيليرمو بورخيس اشتغل بالمحاماة  وكان أستاذا لعلم النفس وله أيضا اهتمامات أدبية . قال
بورخيس في والده مرة : ( لقد جرب والدي أن يكون كاتبا وقد ألف الكثير من القصائد ) . أما والدته فهي
 ليونورأسيفيدو سواريس ، تعلمت اللغة الأنجليزية على يد زوجها واشتغلت كمترجمة . إن جذور عائلته هي مزيج من الجنسيات الأوروبية ( الإسبانية والبرتغالية والأنجليزية ).
بعد الحرب العالمية الأولى استوطنت عائلته لمدة ثلاث سنوات بمدينة  لوكانو ثم جينيف حيث تابع دراسته في الصف الثانوي ثم بعد هذا في إسبانيا بمدن برشلونة ، مايوركا ، إشبيلية ، ومدريد .
كان بورخيس عضوا في حركة أدبية طليعية تدعى ( Ultraiste ) . نشر أولى أشعاره  في مجلة كريسيا وكان متأثرا بالشاعر ( والت وايتمان ) وكان عنوان قصيدته الأولى ( نشيد للبحر) .
في سنة 1921 سيعود بورخيس إلى بونيس آريس وسينخرط في العديد من الأنشطة الثقافية حيث أسس عدة مجلات وأنجز الكثير من الترجمات خصوصا لكافكا وفولكنر ونشر أيضا العديد من القصائد والدراسات النقدية .
أواخر سنة 1930 شرع في كتابة بعض الحكايات والقصص وأصدر ( L’histoire universelle de l’infamie   وهو العمل الذي أسهم كثيرا في شهرته الأدبية .
وإلى جانب شهرته كقاص فقد ارتاد أجناسا أدبية أخرى كالشعر والدراسات النقدية ، ونشر بعض القصص
 البوليسية موقعة باسم مستعار هو ( Bustos Domecq)  بالإشتراك مع  صديقه أدولفو بواي كازار ، وقد عين في آخر حياته مديرا للمكتبة الوطنية بالعاصمة بونيس آيرس . و بالرغم من هذه التجربة الأدبية
 والإبداعية الثرية  فإن بورخيس لم ينل حظه من المقاربات والدراسات النقدية على المستوى العالمي إلا في سنة 1966 ويرجع الفضل في ذلك للكاتب الفرنسي  روجي كايوا في تقديمه للقراء الفرنسيين على صفحات
 مجلة ( بلانيت ) مع مطلع الستينات بدأ اسم بورخيس  ينحت حروفه على المستوى العالمي . ففي سنة 1961
 حصل على جائزة ( فورمونتو ) مناصفة مع ( سامويل بيكيت ) الكاتب الأنجلوساكسون المشهور زمنئذ مقارنة مع بورخيس المغمور، مما حذا بالكثير من القراء إلى السعي لأكتشاف هذا القادم الجديد من دنيا الإبداع الجنوب- أمريكي . وقد توج هذا المسار بتشريفه من طرف الحكومة الإيطالية بوسام (كومونداتور) ، كما أن جامعة تيكساس قد منحته منصبا مهما في أوستان .
أول عملية ترجمة لأعماله كانت سنة 1962 من طرف بعض المهتمين الأوروبيين بالأدب اللاتيني-الأمريكي في
 ضواحي ( ألا ند ) وقد حصل بعد هذا على عدة جوائز منها جائزة ( سيرفانتس ) في 1979 ووسام الشرف في 1983 .
عندما عاد ( جوان بيرون ) من المنفى وانتخب رئيسا للأرجنتين سنة 1973 ، استقال بورخيس من مهامه
 كمدير للمكتبة الوطنية وبعد وفاة والدته في 1975 قرر أن ينخرط في تجربة حياة أخرى هي حياة الأسفاروالرحلات في جل بقاع المعمورإلى أن وافته المنية في 14 يونيه 1986 .
تزوج بورخيس مرتين ، ففي 1967 اقترن لمدة ثلاث سنوات بصديقته المسنة الأرملة ( إيليسا ميلان ) وبعد طلاقهما عاد إلى بيت والدته واقترن في المرة الثانية مع متعهدته ( ماريا كوداما ) التي علمته اللغة الأنجليزية. في 1986 سيصدران معا عملا مشتركا من صنف اليوميات ( journal)  موسوما ب ( أطلس) ، شمل نصوصا سردية لبورخيس وصورا فوتوغرافية  لمتعهدته ( كوداما) ، وسيكللان هذه الصداقة الفنية والأدبية الحميمة بزواجهما  لكن القدر يشاء أن يرحل بورخيس عنها بعد بضعة شهور فقط على زواجهما .
توفي بورخيس بسبب الداء الخبيث ( السرطان ) في جينيف سنة 1986 ووري جثمانه  بمقبرة ( الملوك ) بمدينته التي درس بها في فترة شبابه .
الكثير من النقاد والمهتمين بالأدب الأمريكي – اللاتيني يعتبرون بورخيس إلى جانب غابرييل غارسيا ماركيز من المؤسسين لمدرسة (الواقعية السحرية) في القرن العشرين .  يقول كلود موريان : يعتبر بورخيس من بين
 عشرة أو خمسة كتاب معاصرين الذين نالوا حظا وافرا من طرف النقاد والقراء . إننا كلما قاربنا أعماله الأدبية نشعر بتغير ما يغمرنا ، كما أن رؤيتنا للإنسان والأشياء تتغيرهي أيضا  ، إننا نشعر كما لوأننا لم نعد أذكياء .
أصيب بورخيس وبشكل تدريجي بالعمى منذ طفولته مما أثرعلى إبداعاته كثيرا ... في إحدى قصصه سيتذكر
ذلك الطفل الجالس على كرسي في الحديقة ، مستسلما لتأملاته : ( ستصير كفيفا ، لاتخشى أمرا ما ، إن ما سوف تراه  يشبه نهاية طويلة لليلة صيف رائعة ) . وفي هذا الصدد يحكي في سيرته الذاتية أن إعاقته هاته هي ذات جذور وراثية وأن بعض أسلافه قد أصيبوا بنفس العاهة . ولم يسبق له أن تعلم بطريقة ( برايل) بل كان يعتمد في قراءاته للكتب والجرائد على والدته ثم من بعدها على متعهدته (ماريا كوداما ).
إلى جانب إبداعاته القصصية يتميز بورخيس بغزارة الإنتاج الأدبي في مختلف الحقول الأخرى  ، فقد كتب قراءات نقدية لأفلام عديدة وأعاد الإعتبار للرواية البوليسية التي تعتبر في رأيه الوريث الأهم للأدب الكلاسيكي أكثر من الرواية الجديدة .
وله أيضا رؤى فلسفية في بعض الموضوعات حول ( الحوار واللغة والفكر ) وعلاقات بعضها ببعض  وارتاد
  أيضا من وجهة نظر عقلانية وأمبريقية الكثير من التيمات في أنتاجاته القصصية كالبحث عن هوية الشعب الأرجنتيني وعن تاريخ التانغو وألف ليلة وليلة . وله أخيرا كتاب يضم أشهر سبع  محاضرات ألقاها بمختلف الجامعات العالمية .
في مجموعته ( الليالي السبع ) نعثر على نصوص متميزة واستثنائية عن الكوابيس ، ألف ليلة وليلة ،
 الكوميديا الإلاهية لدانتي وعن البوذية واهتمامات أخرى قاربها بورخيس بسلطة ديداكتيكية وبساطة بيداغوجية ، بساطة معلم وازن وعميق .
بعض مؤلفاته
حماسة بوينس آيرس سنة 1923
قمر الواجهة 1925
قصة الخلود سنة 1936
مكتبة بابل سنة 1944
تحقيقات ومحاكم التفتيش 1952
الآخر نفسه 1964
لأجل الأوتار الستة 1965
مديح الظل 1969
ذهب النمور 1972
ماهي البودية ؟ 1976
حكاية الليل 1977
سبع ليال 1980

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواد الواقعية السحرية في أميركا الجنوبية رواد الواقعية السحرية في أميركا الجنوبية



GMT 20:11 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 20:09 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 20:06 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 20:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 20:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 19:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 19:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

سلاح الغاز!

GMT 19:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

كان يحتال على الطبيب

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib