بقلم: أسامة الرنتيسي
ليس معقولًا أن يتحول خطأ وزلة لسان مذيعة يعرفها عشاق الأثير الأردني جيّدا إلى خلاف يسيطر على عديد صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وتظهر فيه نكايات وثارات ليس لها من الأخلاق مكانٌ.
المذيعة اللبنانية/ الأردنية الهوى جيسي أبو فيصل، التي يسمعها المواطن الأردني منذ 14 عاما، وهي الآن نجمة إذاعة “ميلودي” التي أعاد الزميل نضال فراعنة تجديدها لتظهر “قوية” أخطأت على الهواء مباشرة، في أثناء حديثها عن “صفقة القرن”، حيث كانت تقرأ خبرًا عن مهرجان جماهيري أعلنته النقابات المهنية في الأردن ضد “صفقة القرن”. لكن “أبا فيصل” قالت: “صفقة الأردن… صفقة القرن”، ثم عدّلت قائلة: “الصفقة التي يشارك فيها الأردن..”، وصلّحت مرة أخرى “توضيحًا لِما قلته قبل قليل، بفقرة (بس هيك) عن صفقة القرن، إن الأردن مشارك مع الدول الرافضة والمعارضة لـ (صفقة القرن) عشان ما ننفهم إلا صح وبنكرر إننا مع جلالة سيدنا.. “كلا ثم كلا ثم كلا”.
من المفروض أن تنتهي القصة هنا، لا ان يتم قص أجزاء من الفيديو ثم ينشر على قاعدة التخوين والتخريب على الموقف الأردني، فلا نضال فراعنة ولا مشروعاته الإعلامية لديهما هذا الهدف، بل قد يتم انتقادهما من المتشددين والمعارضين لأنهما في الصف الاول من السحيجة.
اعتذرت المذيعة، واعتذرت الإذاعة، ووضّح الفراعنة، وقدم كثيرون وجهات نظر عاقلة وهادئة ومع هذا بقي الضرب تحت الحزام قائما، والتحشيد ضدهما عنيفا.
ليس إلى هذا الحد نجلد بعضنا على خطأ يعرف الجميع انه غير مقصود، ولم يخرج على لسان مذيعة تقدم ساعات طِوال على الهواء مباشرة بهدف التخريب على الموقف الأردني من صفقة القرن.
زلات اللسان يقع بها الجميع بلا استثناء، خاصة عندما يكون الحديث مباشرا وعلى الهواء، او في إلقاء خطابات مرتَجَلة، او مداخلات غير مكتوبة.
رؤساء دول يقعون في زلّات لسان، هؤلاء تحديدا يمكن ان تُحوّر زلاتهم إلى أنها مقصودة، أما زميلة في الإعلام وخبرتها طويلة، ولا يمكن ان تنفذ أجندة من خلالها فلِمَ تكون زلة لسانها خيانة إعلامية.
مرة أخرى، المذيعة اعتذرت والإذاعة اعترفت بالخطأ فَلِمَ التحشيد مُستمرٌ.
الدايم الله….