أسامة الرنتيسي
ثلاث قضايا كبرى تدور على ألسنة الأردنيين منذ عدة أيام، تحتاج إلى رواية حكومية وتصويب لها، وإلا ستبقى هذه القضايا مؤكدة على ذمة ناقليها، عندها لا أحد يلوم أحدًا على التوسع في الحديث عنها، وإنما يقع اللوم مباشرة على الحكومة لتغييب المعلومة المناقضة إن وجدت.
أولى القضايا؛ ما أثارته النائبة السابقة الدكتورة رولا الحروب حول الشركة التي تدير الاستثمارات الحكومية، الحروب توسعت في فيديو طويل (54 دقيقة) في الحديث عن القضية وملابساتها، وعن أربعة مليارات دينار تديرها هذه الشركة التي لا أحد يعرف (راسها من رجليها) وكيف يُتَّخذ القرار فيها، ولمن تعود مرجعيتها.
القضية الثانية؛ الأخطر على صحة الأردنيين، هي ما كشفت عنه المسؤولة السابقة في الغذاء والدواء الدكتورة سناء قموه قائلة: “إن الغذاء في الأردن لا يرقى للقول عنه آمن، مشيرة إلى أن سرطان القولون والمستقيم عند الرجال، وسرطان الثدي عند النساء إضافة للقولون والمستقيم سببها هو الغذاء”، وأضافت إن الأَرُز بكافة أنواعه بالأسواق يوجد به مركبات عضوية فسفورية مخالفة للحد المسموح به” .. ونحن شعب نعشق الأرز كما تعلمون..
القضية الثالثة؛ ما صدر عن منظمة دُولية (مجموعة العمل المالي الدُّولية) حول ترتيب الأردن ضمن القائمة الرمادية، والتقاعس في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
هذه القضايا الثلاث مختلفة كثيرا عن قضايا ثانوية يتداولها الأردنيون، وتحتاج إلى توضيحات سريعة، لأن الصمت عليها إعتراف كامل بصدقيتها.
صحيح أن قضية البراءة التي حصل عليها الطائر الكبير الذي اتهم جزافا بتعطيل الشبكة الكهربائية ستتصدر ترند الأردنيين اليوم وغدا، وصحيح أننا أكلنا “خازوقًا” كلفة التقرير (86 ألف يورو)، لكن تبقى هذه قضايا ثانوية، ليست مرتبطة بصحة الأردنيين مثل تصريحات الدكتورة قموه، ولا بمستقبل ما تبقى من شركات حكومية مثل معلومات الدكتورة الحروب، ولا بمصداقية الدولة في مكافحة غسل الأموال.
حتى الآن؛ تفاعل وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة الجديد ليس سريعا مع الأحداث، وخروجه للإعلام للتوضيح ليس كما توقع المرحبون الكثيرون بزميل إعلامي متخصص، ولا حتى بالدفاع عن الهجمة التي تعرض لها بعد تصريحات المهرجانات والمساجد، مع أن حديثه كان واضحا حول ضرورة الاستمرار في التباعد داخل المساجد على عكس المهرجانات لسبب بسيط أن المصلين يدخلون المساجد من دون تدقيق على شهادات التطعيم، ولا تطبيق “سند” عكس المهرجانات.
صحيح…شو أخبار سند؟!
الدايم الله…..