بقلم: أسامة الرنتيسي
أمضينا ساعتين في مخفر المدينة وسط العاصمة عمان، أنا وكاتب سحر الشخصية ماهر سلامة والصحافي العتيق محمد فرحان مساء الأحد نتعرف على المخفر أحد معالم قاع المدينة وضابط إيقاعها الأمني، الذي يقابل أول مبنى للبنك العربي ضابط إيقاع الاقتصاد الأردني، وأول حلويات لحبيبة ضابط إيقاع أكل الكنافة على الواقف وتصفح ما يجود به كشك العزيز حسن ابو علي (شافاه الله).
مخفر المدينة محفور في ذاكرة الأردنيين، مثلما هي جملة عبقرية أطلقها ذات سهرة صعاليك أحد وجوه “الشمالات” في نقابة الصحفيين الذي حظي برقصة فوق رأسه بعد جولة انتخابات مشتركة “هيو التغيير هيو” العزيز محمد الخطايبة أبو عامر، عندما لخص المشهد الأردني بجملة قالها: “عندما تشاهد ابن مخيم الوحدات يهبط إلى وسط البلد ويسير في شوارعها فرحا وعندما يصل إلى بوابة مخفر المدينة لا يسرع الخطى ولا يلتفت إلى الجهة الأخرى، بل يلتفت إلى بوابة المخفر لعله يشاهد ابن عمه أو جاره في المخيم يقف دورية يسلم عليه بحرارة، تعرف عندها أن الأردن بخير…
برغم المفاجأة الكبيرة التي خلفها قرار الأمن العام شطب مبنى مخفر المدينة والرحيل لموقع جديد في شارع فلادلفيا قرب مبنى الأمانة القديم، إلا أن المفاجأة الأجمل تنتابك وأنت تتجول في مبنى المخفر وتصعد الدرج القديم الذي حوّله مستثمران إلى لوحة فنية ومطعم جميل أنيق ذي بصمة ثقافية وحضارية وتحول الاسم إلى “مطعم المدينة”.
في المطعم شرفة جميلة تطل على الشارع الرئيسي، كما تحولت غرفة النظارة إلى غرفة لمدير المطعم الشاب الأنيق إياد الفقيه خريج كلية الفندقة الذي يحدثك بدفء شديد عن المطعم وماذا يقدم وامنيته أن يكون المطعم والكافيه الجهة التي تستقطب طلبة الجامعات والشريحة المثقفة في البلاد، متحديا أية منافسة في الجودة والأسعار.
جدران “المخفر” المطعم زُينت بصور القدس والشخصيات التي لها بصمات في تأريخ الأردن من وصفي التل وهزاع المجالي إلى صور المثقفين والفنانين العرب الكبار، كما احتلت مكتبة متواضعة جزءا من مساحة المطعم.
يقول الفقيه إن كثيرا من رواد المطعم لهم ذكريات مع المكان بعضهم عمل شرطيا ويعرف تفاصيل المبنى عندما كان مخفرا، وبعضهم جاء زائرا ليتكفل شخصا موقوفا، معظم هؤلاء ينتابهم الاندهاش من الشكل الجديد للمبنى.
استعار ماهر سلامة كتاب “نظرية الفستق” من المطعم الذي يحتوي على محاور تطوير الذات والبرمجة اللغوية العصبية وطرق التفكير والوعي والسلوك، ووعد الفقيه إعادته سريعا مع زيارة موسعة لعدد من الأصدقاء والاحباب إلى المطعم الأنيق.
الدايم الله….