بقلم: أسامة الرنتيسي
أمعقول أن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز لديه من ترف الوقت كي يخرج علينا اليوم السبت بفعالية إعلامية يعلن خلالها أولويات عمل الحكومة للمرحلة المقبلة.
أمعقول أن التوجيه المَلِكي بإجراء انتخابات نيابية في الصيف المقبل استثنى قضية ترحيل الحكومة التي في عهدها يُحَلّ البرلمان وفي الوضع الطبيعي يجب ألا يتجاوز أمرها شهرين.
فعالية الرزاز التي تمت دعوة وسائل الإعلام لحضورها تتضمن الحديث عن أولويات عمل الحكومة لعام 2020 – 2021، استنادًا لمراجعة وثيقة أولوياتها للعامين 2019-2020.
الرزاز يفكر ويخطط للعام المقبل 2021، ويعيد علينا أفلام محاور دولة القانون، دولة الانتاج، دولة التكافل.
العالم يتجه نحو الذكاء الاصطناعي، ونحن نتجه نحو الذكاء الاستعراضي الذي لا يُنتج سوى استراتيجيات فارغة من كل مضمون.
الحكومة لا تتفكك فقط، بل تنتحر، تمارس علينا سياسات “هبلة” وتريد منا الانتظار حتى يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود في مشروع النهضة.
من يُرِد أن يعلن علينا أولويات عمل للمرحلة المقبلة التي من المفروض أن لا تتعدى الشهرين، عليه أن يعلن علينا ماذا أنجزت الحكومة في الشهرين الماضيين على أبعد تقدير.
نريد أن نعرف بحديث واضح ومباشر من دون أفلام الحكومة الاستعراضية ملخص لنتائج ما أطلق عليها الحزم الحكومية الخمسة لانعاش الحياة الاقتصادية والمعيشية في الفترة الماضية.
نريد أن نعرف بإجابات واضحة ومحددة من أين تدبرت الحكومة التي قطعت يدها وشحدت عليها قبل إضراب المعلمين عندما خرجت علينا أن كلف الزيادة المطلوبة للمعلمين تصل 120 مليون دينار سنويا، وبعد شهر من الاضراب دفعت لهم ضعف هذا الملبغ، ولحقتها بزيادات أخرى، من أين تدبرت قيمة هذه الاستحقاقات، وكم كلفة زيادتها على المديونية التي وصلت إلى أكثر من ٣٠ مليار دينار في آخر أرقام المديونية.
خبر الانتخابات في الصيف أضعف الحديث عن تعديل وزاري خامس يطمح له الرزاز على حكومته، لكن خروج الرزاز إلى الإعلام اليوم وإعلان أولويات الحكومة للمرحلة المقبلة يعيد فتح الحديث عن تعديل وزاري خامس، ومجلس نواب يسلم مجلسًا.
لكن السؤال المحيّر هل بعد هذه الحال المايلة للحكومة هناك من يقبل من الشخصيات الوازنة والمؤثرة أن يضع كتفا مع حكومة تنتحر وأن يدخل في تعديلها الخامس؟!.
الدايم الله.