بقلم - أسامة الرنتيسي
حفرت كثيرا جرائم القتل والإرهاب في سيريلانكا والدم الذي سال في كنائسها وشوارعها في نفسي أكثر من أية جريمة أخرى، ومشهد موكب الشهداء زلزل كياني.. كأن موت الفقراء أكثر وجعا للنفس.
لا تصدقوا أن الجرائم الإرهابية البشعة التي استقبلت بها سيريلانكا وشعبها الفقير بداية عيد الفصح المجيد، ضحيتها دماء طاهرة كانوا يؤدون صلاوتهم التي تقربهم الى الله، إنها من دون تخطيط في اختيار الزمان والمكان والمستهدفين، بل هي مخطط أكبر من الأدوات الساذجة التي نُفِّذت بها .
ذُقنا طعم هذا الموت في بلادنا ضحايا في المساجد والكنائس وفي اماكن أخرى، المجرمون الذين ينفذون هذه الجرائم البشعة لا يعرفون حقيقة الحياة ولا طعمها، ولا يعرفون عمق العلاقة التي تجمع مكونات الإنسانية عموما، او بين المسلمين والمسيحيين في عموم بلداننا العربية.
في الصورة؛ فلسطينيتان من مدينة او قرية فلسطينية (بيت لحم او بيت جالا، عابود او سلفيت، بيرزيت أو الطيبة، نابلس أو رفيديا) يعيش فيها المسيحي جارا واخا للمسلم ، تُطعِم فيها السيدة مسيحية او مسلمة اختها حبات عنب من خيرات بلادها من دون النظر الى صليبها او مسبحتها.
خسئتم يا أوغاد هذا الزمن البائس، لو كنتم تعرفون طعم الحياة وبركتها، لما مارستم كل هذا القتل والموت والإرهاب في أناس أبرياء فقراء لا ذنب لهم سوى أنهم يتعبدون في مساجد الله وكنائسه.
أه لو يدرك كل إنسان، خاصة مَن يُغمضون أعينهم عن أفعال هؤلاء المجرمين القتلة باسم الدين، ويصمتون عن إدانتهم بالصوت العالي، مدى تأثير الوجع الذي احدثته ذات يوم كلمات رجل مصري عربي قبطي كتب على صفحته في فيس بوك: “لم يستوصوا بنا خيرا يا رسول الله”.
ما أبشعهم وما أبشع الإرهاب…
الدايم الله….