أسامة الرنتيسي
لنقتنع تماما، أن هناك جهات خبيثة، لديها أجندات أخبث، تبث سمومها في البلاد على الصعد كافة.لنقتنع أيضا، أن هناك ملايين الدنانير بُذرت لكي تغذي فيضان الإشاعات التي لا تتوقف في الأردن، بمعدل قصة او خبر او حكاية كل يومين، يتم النفخ بها كي تصبح “ترند” في الأردن، وبعد ذلك يتم البدء بقصة أخرى.
ولنقتنع أن هناك عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية التي يتم الاعتماد عليها كي تطبخ كل خبر وقصة.
لست من المقتنعين بعقلية المؤامرة، لكن هناك من يعمل كي لا تهدأ الأحوال العامة في الأردن، ويريد أن تبقى أجواء وسائل التواصل الاجتماعي والأجواء العامة في حالة اشتباك يومي، بحيث يبقى الجميع مضطربون يقفون على رؤوس أصابع أقدامهم حتى لا يشعرون لحظة بالاطمئنان.
آخر البلاوي، قضية فئة المئة دينار التي أشيع ان البنك المركزي طرحها للتداول حيث تم تصميم عملة مزورة حتى اضطر البنك المركزي سريعا إلى إصدار نفي رسمي لهذه الإشاعة، لأن الوضع الاقتصادي على الحافة ولا يحتمل هزة بهذا الحجم.
وأيضا؛ يتم تداول خبر يتعلق بباسم عوض الله وأن قرار ترحيله إلى الولايات المتحدة في اللمسات الأخيرة.
وحرب اغتيال الشخصيات مستمرة، من قضية الجميد المصري وأن أصحاب المصنع نائبان سابقان، إلى فيديوهات الفوسفات ورئيس مجلس إدارتها.
واغتيال الأفكار الإصلاحية بطرح الأسئلة التخوينية، وكأن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء على مصطلح “الهُوية الوطنية الجامعة”، بحيث تم تغافل كل مشروعات القوانين والتعديلات الدستورية، والتوقف مليا عند كلمات جاءت في ديباجة، ذكرت عشرات المرات في عهد المملكة الرابعة
أصوات مؤثرة بدأت منذ فترة تطالب بإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيس بوك في الأردن في الأقل لمدة سنة مثلما فعلت دول أخرى، الصين وتركيا وغيرهما، بعد أن تجاوزت المعايير الأخلاقية فيه كل أشكال التجاوزات، وعلى ما يبدو فإن هذه الأصوات ستزداد وتستقطب مؤيدين كلما كانت اللغة المستخدمة في الفيس بوك – لغة كراهية وإجرام واغتيال- بعيدة عن اي معايير أخلاقية.
بالمناسبة؛ المعلومة الوحيدة التي لا تُنسب إلى سوق الإشاعات، هي أن الحكومة انتهت مدة صلاحيتها، وأصبحت حملا ثقيلا على الحياة السياسية، وقد لا يتجاوز عمرها كثيرا إلى ما بعد مناقشة وإقرار مشروع الموازنة، وبعد ذلك يتم منحها شهادة الوفاة.
الدايم الله…..