بقلم: أسامة الرنتيسي
أصدقاء وصديقات كثيرون من الفحيص فاجؤوني بقرارهم عدم إضاءة شجرة الميلاد هذا العام في بيوتهم، والسبب هو الموت الذي خطف من بيننا أجمل شباب ودحنون الفحيص بفعل فاجعة كورونا والجلطات المفاجئة.إذا تحدثنا عن الموت، فقد كان بشعا وقاسيا على معظم عائلات الفحيص، وكان كارثيا على عائلتين فُجعتا بخيرة شبابهما، لكن لا يمكن مقاومة فواجع الموت إلا بمزيد من الحياة ونورها وضيائها.
أكثر ما يطرد رائحة الموت من بيوتنا وقلوبنا هو زيادة النور والفرح والجمال الذي تتزين به شجرة عيد الميلاد.القلوب مفجوعة؛ أعرف، والعقول لم تصدق حتى الآن هذه الغيابات المفاجئة، والموت في غير أوانه، لكنه القدر الذي يخطف منا أجمل من نحب.
تأكدوا؛ أن الغائبين عن بيوتهم، قهرا وظلما، والذين فقدناهم وهم خارج حسابات المغادرة الآن، سوف ينتعشون عندما يرون شجرة الميلاد مضاءة في صالوناتهم وبيوتهم، وعندما يشاهدون الفحيص، كل الفحيص، مضاءة كلوحة كريستال تعكس ألوانها على جبال الفحيص وشوارعها، وعلى أرواح أهلها ومن سكنها.
دعوة لكل الأحباب في الفحيص، وباقي مدن البلاد أن لا يتقاعسوا عن الاحتفال بعيد الميلاد وإضاءة شجرة الكريسماس، فهذا طقس للفرح والحياة، فلا تدعوا الموت يفرح بالانتصار علينا، فنحن نهزمه عندما نرسل أجمل الشباب ليسكنوا بيوتهم الأبدية ويبدأون حياة جديدة، وهم في عز العطاء والشباب والحياة والحيوية.
هذه دعوة أيضا لكل مؤسسات وجمعيات الفحيص الكثيرة، أن لا تَغفل عن الاحتفال بعيد الميلاد وإضاءة شجرة الميلاد في كل مكان التي تزيد الفحيص جمالا.
وعلى لجنة البلدية أن تقوم بتزيين الشوارع، والاهتمام أكثر بشجرة الميلاد عند دوار شاكر والشجرة الرئيسية في البلدة القديمة، لأن رسالة شجرة الميلاد عميقة خاصة في هذه الأيام التي يغزوها الموت في كل مكان من الأردن، وترتفع أرقام الوفيات بسبب الكورونا لنتفوق على فرنسا وبريطانيا مثلما يقول الدكتور سهيل الصويص.
شكرا لكل أصحاب المحال التجارية، خاصة المطاعم في الفحيص، مطاعم وسط البلدة القديمة (ولجريس سماوي تحديدا) حيث كان الاحتفال لافتا هذا العام بتزيين الشوارع وإضاءة شجرة الميلاد بأبها حلتها، لكي تكون نقاط جذب لكل الأردنيين ليتمتعوا بجمال الميلاد، وجمال شجرته المباركة.
الدايم الله….