زيادة جُرعة خيبات الأمل

زيادة جُرعة خيبات الأمل!

المغرب اليوم -

زيادة جُرعة خيبات الأمل

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

 منحت الحكومة جماعة التشاؤم في البلاد (وَهُم الأكثرية للأسف) ذريعة جديدة كي يزيدوا من تشاؤمهم، وحاصرت المتفائلين الأقلية (وأنا منهم) في الزاوية ووضعتهم على محك جملة الأردنيين..(ما في فايدة فالج لا تعالج).

الآن؛ ترك الجميع مخرجات منظومة الاصلاح في قوانين الانتخاب والأحزاب والإدارة المحلية والتعديلات الدستورية، وركزوا على تشكيل مجلس الأمن الوطني، وهو كما يقول الدكتور ممدوح العبادي “طعنة في الدستور وانتقاص من ولاية الحكومة”.

في أولى جلسات مجلس النواب، وبالقراءة الأولى للتعديلات سيطر جو النقد على تعديل تشكيل المجلس، وعلى القوانين عموما، وفي اللحظة التي بدأ يدافع فيها رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، شعر كثيرون كم هو ضعيف مستوى الدفاع الحكومي، والكلام الإنشائي اللذين تقدم بهما الرئيس، وهذا يؤشر إلى ما ستكون عليه الأيام المقبلة.

طبعا؛ نوابنا الأفاضل، خلطوا الحابل بالنابل، وفي أكثر مداخلات بعضهم لا تفهم ما يريدون، خاصة في هجومهم على قضية الهُوية الجامعة، ونافسوا بعض نشطاء السوشيال ميديا في التكسُّب الشعبي.

المحامي العميق عاكف الداوود لخص الأمر في سطرين… “خلّوني أحكيلكوا شغلة ، من دون تنمية لا في هُوية جامعة ولا حتى في هُوية وطنية ولا حتى في هُوية …. بل تَمًزُّقٌ وفُرقةٌ وضياع وكل شخص أو مجموعة سيبحثون عن النجاة الفردية”.

زيادة في خيبات الأمل، فاجأت الحكومة التي تفاجأت هي ذاتها، بتوقيع اتفاقية أو إعلان نِيّات (الماء مقابل الكهرباء) مع الكيان الصهيوني، ففاضت الأجواء السلبية على مفاصل الحياة في الأردن كله، وسيطرت على تعليقات وصفحات الأردنيين في وسائل التواصل الاجتماعي.

مع أنّ خيبة الأمل لا تصنع سياسةً، لكنّ متابع الحياة السياسية في الأردن تُشعر بخيبة أمل من كل شيء.

فالأداء مرتبك، ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور؛ وكلٌ في حالة انتظار وترقب، وكلٌ يضع يده على قلبه من قابل الأيام.

ما دامت السياسة في بلادنا تُصنع من دون خطط وتقاليد وأعراف، يطّلع عليها المواطنون، ويعرفون أهدافها وآلياتها واستراتيجياتها، فلن يستطيع اي محلل سياسي أو خبير استراتيجي الإجابة عن سؤال أي مواطن، لِمَ يُخرج زيد من موقع المسؤولية ويؤتى بعمرو؟ وما هو البرنامج الذي سينفذه عمرو، ولَمْ يستطع زيد تنفيذه؟، ولِمَ تبقى الأمور في بلادنا على هذا النحو؟!.
ليعترف الجميع أن بوصلة الأوضاع العامة في البلاد مرتبكة، حائرة، ضبابية؛ تنفيذ بطيء، والأخطر الجلوس في مقاعد الانتظار.

فبأي اتجاه تسير الأوضاع العامة الآن؟ الاحتجاجات لم تضع أوزارها، وعادت الثلاثاء إلى شوارع الجامعات، وهتف الطلاب “إحنا الحركة الطلابية نرفض هاي الاتفاقية..” و ” يا حكومة أردنية هذه مطالبنا الشعبية”، وستعود بزخم أكبر إلى وسط البلد الجمعة المقبلة.

على الأكتاف جُملة من القوانين التي ينتظرها الشعب بفارغ الصبر، تحتاج إلى أجواء عامة إيجابية لإنجازها في مجلس النواب، لكن أجواءنا الحالية، محبطة بائسة لا تدعو للتفاؤل.
الدايم الله….

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيادة جُرعة خيبات الأمل زيادة جُرعة خيبات الأمل



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib