قمة الاستخفاف العاصمة الجديدة في القطرانة

قمة الاستخفاف.. العاصمة الجديدة في القطرانة

المغرب اليوم -

قمة الاستخفاف العاصمة الجديدة في القطرانة

بقلم ـ أسامة الرنتيسي

قمة الاستخفاف؛ ذلك السلوك السياسي والإعلامي الذي تسلكه الحكومة مع المواطن الأردني، إذ  ترفع  درجات اليأس والإحباط في عقول وقلوب الاردنيين، وفي  الوقت عينه تصنع النهفات والأفلام التي يقتات عليها رواد وعشاق السوشيال ميديا عدة أيام.

حجم الاستخفاف الذي صدم المواطن الأردني من طرح موضوع العاصمة الجديدة التي بشر بها رئيس الحكومة قبل أيام لا يقل عن حجم الشعور بأن هذه الحكومة تهوى زيادة ضغط دم الأردنيين بسبب خفة الدم التي تتمتع بها وتمارسها على أرض الواقع.

العبقري الذي نصح رئيس الحكومة بإعلان  مشروع العاصمة الجديدة، لا يقل عبقرية عن الذي اختار أسوأ توقيت لإعلان  ذلك، ففي الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء يقنع النواب والفعاليات الاقتصادية والاستثمارية والأكاديميين بما ستقدم عليه حكومته من قرارات اقتصادية صعبة، وصلت إلى رغيف الخبز، جاءت بشرى الملقي باستكمال المخطط الشمولي لمدينة عمان والعاصمة الجديدة المنوي إقامتها بتكلفة لا تقل عن 15 مليارا.!

في الوقت الذي كانت فيه الحكومة (زورانة) بخمسين مليون دينار دعما للخبز، تتحدث عن مشروع تكلفته 15 مليارا، وحتى تستكمل السذاجة والاستخفاف، قالت إنها  لن تتحمل فلسا واحدا، وسيكون هذا المشروع ممتدا لسنوات،  لتشجيع الاستثمار والقطاع الخاص.

الحكومة من المفترض أن تكون الأكثر معرفة بواقع القطاع الخاص، والظروف التي يمر بها التي ليست أفضل حالا من حال الحكومة ذاتها، ومن يطلع على عدد المؤسسات والشركات الخاصة التي تغلق أبوابها وتسرح العاملين فيها يعرف أن القطاع الخاص لا يفكر بخدمة الحكومة في عاصمتها الجديدة.

العاصمة الجديدة التي تحلم بها الحكومة، ولم يبلع الطُعم المواطن الأردني ، تأتي حسب خبراء الحكومة والعباقرة فيها، لتخفيف الضغط عن العاصمة والأزمات المرورية، ولو فكر الرئيس مثلا قبل إطلاق بالون العاصمة الجديدة، بمحاسبة القائمين على مشروع الحكومة الإلكترونية الذي نتغنى به منذ سنوات، ولم نتقدم به خطوة واحدة، لعرف أن نجاح فكرة الحكومة الإلكترونية وإنجاز معاملات المواطنين إلكترونيا يغنينا عن فكرة العاصمة الجديدة، لأنه في هذه الحالة ليس مهما موقع الدائرة الحكومية.

ولو فكر لحظة بأن حل مشكلة النقل والأزمات المرورية ليس أولا بإنشاء عاصمة جديدة، بل بمحاسبة كل من كان سببا في تأخير مشروع الباص السريع الذي تحول هو الآخر إلى مشروع سخرية في تعليقات الأردنيين.

الناطق بلسان الحكومة  فاجأ الأردنيين بأن سر مشروع العاصمة الجديدة لا يعلم عنه إلا خمسة أشخاص، ولم يعرف أحد سبب هذا التصريح ونواياه، وماذا في بطنه، لكني سأخرب على الوزير محمد المومني واقول أن الأحلام في العاصمة الجديدة هي في منطقة القطرانة، ومثلما يؤكد الرئيس أبو العريف بأن العاصمة الجديدة ستقام على أرض الخزينة…

لتعترف الحكومة، وبسعة صدر، وعبقرية،  أنها الممول الأول والحصري لكل الناشطين والمشاغبين على وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تمدهم بمعدل كل 48 ساعة بنهفة جديدة، تستحوذ على صفحات التواصل، وتخلق سخرية حارقة في كلمات الأردنيين ولسعاتهم التي أصبحت أكثر من قاتلة.

الذكاء غير المتوقع أن تكون هذه النهفات والأفلام مدروسة ومبرمجة لأخذ الأردنيين للمساحات والأماكن التي تريدها الحكومة، لكن من المعرفة المسبقة بشخصيات الحكومة فإن ما يقع من مطبات ونهفات غير مقصودة هو من زيادة جرعات العبقرية.

 الدايم الله… والله يستر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة الاستخفاف العاصمة الجديدة في القطرانة قمة الاستخفاف العاصمة الجديدة في القطرانة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

GMT 21:22 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سألوا الناخب.. فقال

GMT 21:20 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ديمقراطية على المحك!

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 13:35 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 08:31 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في غزة

GMT 15:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر يونايتد يتطلع إلى التعاقد مع الألماني توماس توخيل

GMT 22:34 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أرسنال يرفض بيع ويليام ساليبا لصفوف ريال مدريد

GMT 15:27 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كلوب يعود إلى كرة القدم من جديد عبر بوابة ريد بول

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib