بقلم : أسامة الرنتيسي
إذا كان كل من شاهد فيديو الاعتداء البشع والهمجمي على شرطي السير من قبل محتفلين في فاردة عرس قد صُعق وذُهل من حجم البغضاء والكراهية التي أصبحت تسكن قلوب وعقول كثيرين يعيشون بيننا، فإننا نشاهد صورا ونسمع كل يوم أخبارًا لا ترفع الضغط فقط، بل تصيب عقل الإنسان بالصاعقة.
الهمج الذين اعتدوا بهذه الكثرة على رقيب السير، لم يكن بينهم عاقلٌ يمنع ذلك، ويرفع الصوت رافضًا ومستنكرًا ما يحدث.
استفزاز أعصاب المواطن الأردني اليومي أصبح لا يتوقف عند خبر رفع أسعار الوقود او إعادة قانون الضريبة إلى مجلس النواب، او رؤوس كبيرة معجونة بالفساد خرّبت البلاد ونهبت أرزاق العباد.
كل ما يحدث مستفز وصاعق، بالأمس، صور وفيديو الفنانة الإماراتية أحلام وهي تزور البترا بطائرة عسكرية وطاقم يحرسها، لم تستفز الأردنيين فقط بل رفعت ضغطهم.
منذ متى الطائرات العسكرية تنقل الفنانين إلى المواقع السياحية، حتى لو كانت دفعت أجرة الطائرة، فمتى كانت الطائرات العسكرية للإيجار.!
في اللحظة التي كانت فيها أحلام تصعد الطائرة العسكرية، كان هناك فنانون أردنيون في مسرح مهرجان جرش الشمالي يتم تفتيشهم بالكلاب البوليسية، (نعم الكلاب) خوفا من أن يكونوا يخفون متفجرات وأحزمة ناسفة!.
منذ متى نشاهد فيديوهات مفبركة تمس الشرف والأخلاق، ولا يستثنى منها رجل أدى الحج والعمرة عشرات المرات مثل النائب خليل عطية، المعروف بالاستقامة الدينية والأخلاقية، حتى لو اختلف الناس معه في القضايا السياسية.
لم يعد هناك محرمات، ولنعترف حتى نفكر بالعلاج أن منظومة الأخلاق في بلدنا أصابها العطب، وفقدنا حاسة الاطمئنان، وأصبحنا نتوقع حدوث ما لم يكن متوقعا، حتى لو كان مستغربا وعجيبا.
خلال الـ 24 ساعة الماضية تَصطدم بمجموعة من الأخبار الكارثية، بحيث لا تُصدّق أنّك تعيش فعلًا في دولة مؤسسات وقانون، تَتمتّع بسلمٍ اجتماعي داخل مجتمع آمن مستقر، فترفع صوتك عاليًا متسائلًا..في شي غلط.. شو فيه؟!!.